21

1K 24 0
                                    

حملت إليه صورتي المفضّلة ، مع بعض الطعام

مجد مدّ يده و تناول الصورة مني بلهفة ، و أخذ يتأمّلها و ابتسامة عريضة جدا ( من الإذن للإذن ) منفرجة على وجهه !

" الله الله ! ماهذه الحلاوة ! ما اجملك ! "

و ضمّها إلى صدره !

تورّدت وجنتاي خجلا ، و اعتقد إن بعض قطرات العرق تجمعت على جبيني !

أما مجد ... فأخذ يتنهّد تارة بعد الأخرى ، بارتياح و سرور و هو لا يزال محتضنا صورتي !

قال :

" هذا مكانك ! في قلبي "

ثم أبعد الصورة عن صدره قليلا ، و تأملها برههة ، و قبّلها !

( و الله هالرجّال مجننني ! مجدوه و تاليتها ويّاك ؟؟ من سمح لك تحضن و تقبّل صورتي ؟؟ عشان كذا قلت تبيها ؟ و الله لودارية كان جبت لك صورة الكعبة وسط الحرم ! )

و عاد يلصقها بصدره ، و يتنهّد بارتياح !

قلت باستنكار :

" ما الذي تفعله !؟ "

قال :

" إنها زوجتي ! سأبقيها عند قلبي هكذا ! ماذا في ذلك ؟ "

و ظل ممسكا بها عند قلبه ، لدرجة أنني بدأت أشعر بالغيظ !

( يشوفني قدّامه و جالس يحضن الصورة ؟؟
أقووول ... لا يروح بالكم بعيد !
أنا أقصد إنه المفروض يراعي خجلي و يصبر لين يرد البيت ، و يسوي إللي يبي ! لا تفهموني غلط ! )

رغم أننا كنا متخاصمين بسبب ( الإذن) ، و حضوره هذه الليله لهذا الأمر، إلا أنه لم يأت ِ بذكر الموضوع مطلقا !

امتدت سهرتنا تلك الليلة حتى الواحدة صباحا ، و تحدّثنا بمواضيع كثيرة ، و كانت سهرة جميلة ، ودّية و ممتعة لأقصى حد !

انتظرت منه أن يفتح الموضوع الرئيسي ، إلا أنه لم يفعل ، فأدركت أنه لم يشأ أن يفسد جمال تلك الليلة ...

عند الباب ، و هو في طريقه للخروج بعد انتهاء السهرة ، و صورتي مخبأة في جيبه عند قلبه تماما ... فاجأني بقوله :

" سأحلم بك الليلة بالتأكيد ! ما أسعدني ! "

و هو يضع يده على صدره ...

شعرت بالخجل فطأطأت رأسي، فإذا به يطبع قبلة ناعمة على جبيني و يقول

" تصبحين على خير ... حسنائي الحمراء "

ثم غادر ....

لم أنم كما ينبغي تلك الليلة ...

تقلّبت على سريري ذات اليمين و ذات الشمال ... و أنا أشعر بشيء غريب في داخلي !

( و أتخيّل سي مجدوه نايم بثيابه و صورتي عند قلبه ! لا ، و يحلم فيني بعد ! آخ قهر ! أكيد نايم مبسوط و متهني ، و أنا اللي ... )

باقول لكم على شي !

حلمت ... إن روحي طلعت من جسمي ...

و راحت دخلت في الصورة !
بس !

آٌنا و نصفي الاخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن