رغم أنها كانت سهرة جميلة ، و استمتعنا بها كثيرا و بدت البهجة طاغية على وجهينا ...
إلا أن لحظة الفراق بدّلت الأحوال !
إنني أتساءل ... في أي شيء تفكّر فتاة مخطوبة يقوم خطيبها بتقبيل يدها أو رأسها ؟؟
( و الله مو قادر أفهم ! حيّرتني هاالـ لمى ذي ! يقول المثل : ما يفهم المرأة إلا المرأة ! )
لأنني خرجت من بيت حمي ّ البارحة بانطباع غير جيّد ، تركته مخطوبتي في نفسي بعد ارتكابي جريمة ( تقبيل رأسها ) ، و بعد تلك النظرة الغريبة المرعبة التي رمقتني بها قبيل خروجي ، أخذتني الهواجس و لعبت في رأسي فترة من الزمن !
لذا ، قررت أن أبعث إليها برسالة هاتفية ، ( أجس نبض و أشوف كيف بترد علي ؟؟ )
بعث إليها :
( تصبحين على خير يا حبيبتي ، نوما هنيئا )
و انتظرت ...
لكن ردا لم يصلني
( يمكن البنت نامت خلاص ؟ مو مشكلة ! بكرة من صباح الله خير أبعث لها تحية الصباح و نشوف كيف ترد !؟ )
و أول شيء فعلته بعد نهوضي صبيحة اليوم التالي هو إرسال خذه الرسالة :
(( صباح الخير يا أجمل زوجة في العالم ، كيف أنت ِ هذا اليوم ؟ ))
و انتظرت
مرت الساعة تلو الأخرى ( و لا رد و لا هم يحزنون ! معقول كل ذا نوم ؟؟ )
انتظرت حتى اقتربت الساعة من منتصف الظهيرة و أرسلت :
(( ألم يستيقظ القمر بعد ؟؟ اشتقنا لك يا جميل ))
لا جواب
( لا يكون البنت سوّت علي مقاطعة ؟ و إلا يمكن صار شيء و إلا شيء ! خلني أتّصل أحسن ! دافع فيها مهر وش قدّة أخاف صابها شي و راحت علينا ! ) !و اتصلت عدة مرات إلا أن لمى لم تجب !
ازداد قلقي ، أدركت أن في الموضوع مشكلة ما ، فاتصلت بهاتف المنزل و أجابت حماتي
" إنها مستيقظة منذ الصباح الباكر ! انتظر لحظة ، سأستدعيها لتتحدث معك "
( يعني صاحية من الصباح و لا ردّت علي )
و ذهبت حماتي لاستدعائها
" لمى ... إنها مكالمة لك ! "
" من يا أمي ؟ "
" خطيبك "
( خطيبي ! اوووه ... وش يبي ذا بعد ؟؟ ما شبع منّي البارحة لحد نصف الليل و احنا سهرانين ! ما أبي أكلمه ! )
و نهضت من مكاني و هرولت نحو ( دورة المياه )
" اخبريه إنني أستحم ! "
و اختفيت بسرعة !
إعلم إنه تصرف صبياني ، لكن ...
لا أريد أن أتحدث معه ، و لا أن أسمع صوته ، و لا أن تعبر صورته على مخيلتي إطلاقا