10

1.8K 44 3
                                    

جملتان متنافرتان جدا كانتا تتصارعان في رأسي ، بينما كلام مجد يدخل من أذن و يخرج من الاخرى !

لم أكن أتابع حديثه ، بل أتابع المعركة الداكرة بين الجملتين ( أنت ِ قمر ) و ( القرد في عين أمه غزال ! )

( على بالكم خلاص نسيت ؟ لا و الله أبدا ما نسيت ! و رح تشوفون أنها ظلّت مسمار جحا بجدار قلبي ! )

كنت أنتظر منه أي بادرة جميلة تنسيني ألم المسامير !

و فجأة ... إذا بهذا المخلوق يقترب مني حد الملاصقة !

( هيه انت مكــــــــــــانك ! على وين رايح ؟؟؟ )

زالت الأفكار التي كانت تعبث بدماغي ، و تمركزت طاقتي على القلب !

تزايدت ضربات قلبي ... سرت ببدني قشعريرة مباغتة !

مجد أمسك بيدي و ابتسم و هو يحدّق بي ، فأخفيت نظري بسرعة تحت الأرض !

( يا أخي وخّر شوي ! و لا تطالعني كذا لو سمحت ! خجّلتني ! )

" لمى ... أحبك ! "


رفعت نظري مباشرة إلى عينيه ، و حدّقت به باستغراب و مفاجأة !

( تحبني ؟ لا يا شيخ ؟ من متى ؟؟ لا تقول من النظرة الأولى ؟؟ لا لا ، أكيد من النظرة الثانية ، لأنها كانت أطول و أعمق !
رح منــــــــــــــــــاك ! قال أحبّك قال ! أنت الحين مداك تعرفني عشان تحبني ؟؟ و الله أنتوا يا الرجال مكارين صدق ! )

اعتقد أنه كان ينتظر مني ردّة فعل !

اكتفيت بإبعاد نظري عنه ، مع شبه ابتسامة سطحية باهتة ، ممزوجة تعابير الاستنكار !

لا تزال يدي محبوسة بين أصابعه !

( لو سمحت يعني و ما عليك أمر .. هدني أحسن لك ! )

و بدلا من ذلك، جذبها نحوه أكثر .. و أكثر.. و أكثر .. حتى لامست شفتيه !

سحبت يدي بسرعة و انفعال و ارتباك ... و رميته بنظرات تهديد و توبيخ ...
كيف يتجرأ على فعل ذلك ؟؟

( و الله لأعلّم أبوي و أخلّيه يشوف شغله معاك ! من فاكر نفسك أنت ؟؟ )

التوتّر الشديد ساد الأجواء ... و أمكنني رؤية الحرج على وجه هذا الرجل قبل أن أرحل بأنظاري إلى عالم آخر ...

تفوّه بكلمات و جمل مبعثرة ، خلاصتها :

" أنت ِ زوجتي ، و شيئا فشيئا سنتقرّب من بعضنا أكثر فأكثر ! "

" وش تقصد يعني ؟؟ قم رح بيتكم قبل ما تشوف شي ما عمرك شفت مثله ! يالله قم ! "

صمتي الذي طال ، و أنظاري التي هاجرت ، و انفاسي التي اضطربت ، و حالى التوتر التي حلّت علينا جعلته يقرر أخيرا :

" حسنا ... سأغادر الآن ... "

و عند الباب :

" سترين يا لمى ... مع الأيام سنزداد قربا و تقوى علاقتنا ! "

كرهت نفسي و كرهته تلك الليلة !

فقدت ُ اعصابي لحظة و قلت لأمي :

" هذا الرجل جريء جدا ! من يظن نفسه ؟؟ كيف تزوجوني له ؟؟ "

والدتي شعرت بالمزيد من القلق علي ... و رأيت على وجهها عشرات الأسئلة .. و تعبيرات مقلقة ...

" لماذا تقولين ذلك ؟؟ "

سألتني ، و كلها قلق و خوف علي ..

كانت في عيني دموع حبيسة لم أشأ إظهارها لها

" لا شيء ! أنا سأعطيه فرصة أطول ليقنعني بأنه شخص مناسب لي ، ماذا و إلا فلكل منا طريقه ! "

و ذهبت إلى غرفتي و بكيت مرارا

رغم أنه قال لي ( أحبّك ) و قبّل يدي ، و هو شيء يفترض أن يجعل الفتاة تشعر بالسرور لكسب حب خطيبها ، ألا أنني شعرت بانزعاج شديد ...

أنا أدرك أنها كلمة خرجت من طرف لسانه، لا من قلبه
و قبلة نبعت من طرفي شفتيه ، لا من قلبه ...

إنها مجرّد أمور ( أوصاه ) أصحاب الخبرة و التجارب السابقة بالقيام بها من أجل كسب مودّة خطيبته !

( لا يا مجد ! إذا على بالك إني رح أحبّك و أرضى بك لمجرّد أنك قلت لي (أحبك) كذا على الطاير و أنت يا دوب عرفت شكلي ، فأنت غلطان ! )

و ستبقى في نظري ( كذاب ) حتى تثبت براءتك ذات يوم !

لو ارتبط مجد بسعاد لقال : أحبك يا سعاد ، و لو ارتبط بحنان ، لقال : أحبك يا حنان ، و لو ارتبط بهيفاء لقال : أحبك يا هيفاء !
هل ( يجب و لازم و أكيد ) أن يحب مجد الفتاة التي ارتبط بها ؟؟


>> هناك فرق ، بين أن تحب إمرأة لأنك تزوجتها هي ، و أن تتزوجها لأنك أحببتها هي ! <<

آٌنا و نصفي الاخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن