أنا ، و خطيبي ، و مائدة العشاء فيما بيننا !
لا أعرف لم كان الطعام لذيذا جدا ! كنت مستمتعة لأقصى حد بتناول أطباقي الشهية ، فيما نتبادل الأحاديث أنا و خطيبي المبجل !
( يا سلام ! الأكل معك في المطعم حلو يا مجد ! ممكن تعزمني على العشاء كل ليلة ؟ شهيتي مفتوحة حدها ! ما أدري الأكل متغيّر و إلا لساني اللي متغير ! كل شي حلوووو ! )
كنت منهمكة بتقطيع شريحة اللحم اللذيذة ، حين سمعت خطيبي يقول :
" الحمد لله "
رفعت بصري عن الشريحة و نظرت إليه فإذا به يبعد الطبق ، و يمسح فمه بالمنديل ، ثم يضعه جانبا !
قلت باستغراب :
" هل اكتفيت ؟ "
قال :
" نعم ، و الحمد لله . اللهم أدمها نعمة و احفظها من الزوال "
كنت لا أزال ممسكة بالشوكة و السكين ، أقطع شريحة اللحم !
( خلّصت ؟ يالله عاد ! تونا بادين ! أنا بعدني جوعانة و أبي أكمّل عشاي ! )
اقتطعت قطعة صغيرة من اللحم ، و وضعتها في فمي، ثم تركت الشوكة و السكين و أزحت الطبق بعيدا ، معلنة انتهائي من وجبتي أنا أيضا !
قال مجد :
" لم توقّفت ِ ؟ "
قلت :
" الحمد لله ! اكتفيت "
قال :
" أحقا ؟ "
قلت :
" نعم ، الحمد لله ! "
" واصلي رجاءا ! "
" كلا كلا ! لقد أكلت كفايتي ، و زيادة ! "
( و لا زيادة و لا هم يشبعون ! قال اكتفيت قال ! و الله جوعانة و ودي أكمّل عشاي ! خسارة على شرايح اللحم بالمرة حلوة ! زين كذا يا مجد ؟؟ يا أخي حتى لو أنت شبعت سو روحك تاكل عشان أنا آكل و أتمم عشاي ! أنت أصلا متعشي و شبعان بس أنا على لحم بطني من الصبح ! )
تناولت كوب عصيري و جعلت اشرب محتواه ببطء ...
( و عيني على ذيك شريحة ! آخخخ باقوم و أنا نفسي فيها و الله ! )
بقينا بضع دقائق نتحدّث ، بعدها هممنا بالإنصراف ...
قال :
" آمل أن يكون العشاء قد أعجبك ؟ "
( و أنت خليتني أتهنّى فيه ؟؟ كأنك جايبني تشممني ريحة الأكل بس ؟ لكن زين ! بس أرد البيت بأسوي لي صينية مكرونة بالباشامل و أجلس آكل فيها لين أقول بس ! و لا القهر ! )
" بالطبع أعجبني ! دعنا نكرره مستقبلا ! "
" كما تأمرين حبيبتي ! أحضرك ِ غدا و بعد غد و بعد بعد غد و كلما شئت ِ "