لم يكن سبب غضبي و ثورتي هو تعطّل سيارتي فحسب ، فهي أمور قد تحصل لأي منا ( و لو إنها فشلة لا صارت و أنت مع خطيبتك )، لكن ... كان سبب حنقي الأكبر هو أنني رأيت مجموعة من الشبان الصغار
( العناتر) المقززة ميوعتهم، و ألبستهم و شعورهم ، قرب السيارة !كنت قد تركت مخطوبتي داخل السيارة ، في موقف مطل على شارع مزدحم ، أمام أحد المطاعم...
لم أشأ بطبيعة الحال إصطحابها معي !
( الدنيا زحمة و المكان كلّه رجال في رجال ، و أنا باجيب عشا سفري و ناخذه و نروح ! )
منذ البداية لم استحسن الفكرة ، لكن رغبات الحبايب أوامر !
و للأسف كان المطعم مزدحما جدا
حين عدت ، وجدت أولئك الشبان ( الـ ... ) يقفون هناك ، يتحدّثون و يضحكون ، و تدور أعينهم على ما حولهم ...
مخطوبتي الحبيسة داخل السيارة كانت ترتدي نقابا يكشف عينيها...
صحيح أن المكان مظلم ، و أنها لم تكن لتنظر باتجاههم ، و لكن ، مما لا شك فيه أنهم أو أحدهم على الأقل التفت إليها !
في تلك اللحظة ، كنت على استعداد تام لاقتلاع أي عين تتجرأ عن إلقاء لمحة عابرة نحو زوجتي !
كم أنا نادم على تركها في مثل هذا المكان ...
زوجتي في نظري هي جوهرتي الخاصة، لا أسمح لأي شاب بالنظر حتى إلى آثار كعب حذائها
( ترى أنا رجّال غيور حدّي...! و اللي يجري في عروقي هو دم ، مو شوية ماي ملوّن ، مثل بعض (العناتر) اللي واقفين قدّامي ! )
ركبت السيارة ، و لمّا هممت بالانطلاق ، فوجئت بها معطّلة !
تصوروا أنني قضيت ما يقترب من الساعة في محاولات فاشلة لتحريكها !
كدت أصاب بالجنون ، و كلّما سمعت ( العناتر ) يضحكون ، تملّكتني رغبة خطيرة في فقء أعينهم !
( بس ربنا ستر و عدى الموقف على خير ! )
و خلافا لما كانت محبوبتي ترغب به - الذهاب إلى الشاطىء – أخذتها إلى منزلها حيث تناولنا العشاء ( شبه بارد ) بعيدا عن أعين العناتر و أشباههم !
السبب الذي دعاني لذكر الموقف هذا ، هو أن أؤكد لكم أن شعوري بحب هذه الفتاة و بأنها شيء يخصني ( ملكي حلالي بعلي ، أقصد بعلتي ... تصير بعلتي و إلا لا ؟؟ اسألوا لمى ! ) هو شيء آخذ في الكبر و النمو ... و هو شيء حقيقي ... و ليس كما يدور في عقل لمى ... ( مجرّد كلام خطاطيب ! مو صح هي تقول كذا ؟؟ )
لأنها زوجتي..و لأنني رجل متمسك بالدين و الخلق، رجل حقيقي و ليس
( عنترا ) فإنني شعرت بغيظ شديد من تواجد أولئك الشبّان على مقربة منها !( لو ما أحبها و الله ما انفلتت أعصابي لذي الدرجة ! سياروة تعطّلت و خير يا طير ؟ عادي ! بس القهر كانوا هم واقفين قدّامنا ... حرقوا لي كم لتر دم ! ... شكلها المسكينة تخرّعت ! ظلّت حابسة أنفاسها و تراقبني و أنا أضرب في القير لين بغيت أكسره ! )
في المنزل ، شعرت بارتياح شديد ، فلا أحد يستطيع رؤية جوهرتي غيري !
لقد قضينا سهرة ممتعة جدا !
تقول لكم لمى عليها بعدين !
على فكرة ، سألتوها وين خبّيت صورتها ...؟؟