23

1K 32 0
                                    

لم يكن سبب غضبي و ثورتي هو تعطّل سيارتي فحسب ، فهي أمور قد تحصل لأي منا ( و لو إنها فشلة لا صارت و أنت مع خطيبتك )، لكن ... كان سبب حنقي الأكبر هو أنني رأيت مجموعة من الشبان الصغار
( العناتر) المقززة ميوعتهم، و ألبستهم و شعورهم ، قرب السيارة !

كنت قد تركت مخطوبتي داخل السيارة ، في موقف مطل على شارع مزدحم ، أمام أحد المطاعم...

لم أشأ بطبيعة الحال إصطحابها معي !

( الدنيا زحمة و المكان كلّه رجال في رجال ، و أنا باجيب عشا سفري و ناخذه و نروح ! )

منذ البداية لم استحسن الفكرة ، لكن رغبات الحبايب أوامر !

و للأسف كان المطعم مزدحما جدا

حين عدت ، وجدت أولئك الشبان ( الـ ... ) يقفون هناك ، يتحدّثون و يضحكون ، و تدور أعينهم على ما حولهم ...

مخطوبتي الحبيسة داخل السيارة كانت ترتدي نقابا يكشف عينيها...

صحيح أن المكان مظلم ، و أنها لم تكن لتنظر باتجاههم ، و لكن ، مما لا شك فيه أنهم أو أحدهم على الأقل التفت إليها !

في تلك اللحظة ، كنت على استعداد تام لاقتلاع أي عين تتجرأ عن إلقاء لمحة عابرة نحو زوجتي !

كم أنا نادم على تركها في مثل هذا المكان ...

زوجتي في نظري هي جوهرتي الخاصة، لا أسمح لأي شاب بالنظر حتى إلى آثار كعب حذائها

( ترى أنا رجّال غيور حدّي...! و اللي يجري في عروقي هو دم ، مو شوية ماي ملوّن ، مثل بعض (العناتر) اللي واقفين قدّامي ! )

ركبت السيارة ، و لمّا هممت بالانطلاق ، فوجئت بها معطّلة !

تصوروا أنني قضيت ما يقترب من الساعة في محاولات فاشلة لتحريكها !

كدت أصاب بالجنون ، و كلّما سمعت ( العناتر ) يضحكون ، تملّكتني رغبة خطيرة في فقء أعينهم !

( بس ربنا ستر و عدى الموقف على خير ! )

و خلافا لما كانت محبوبتي ترغب به - الذهاب إلى الشاطىء – أخذتها إلى منزلها حيث تناولنا العشاء ( شبه بارد ) بعيدا عن أعين العناتر و أشباههم !

السبب الذي دعاني لذكر الموقف هذا ، هو أن أؤكد لكم أن شعوري بحب هذه الفتاة و بأنها شيء يخصني ( ملكي حلالي بعلي ، أقصد بعلتي ... تصير بعلتي و إلا لا ؟؟ اسألوا لمى ! ) هو شيء آخذ في الكبر و النمو ... و هو شيء حقيقي ... و ليس كما يدور في عقل لمى ... ( مجرّد كلام خطاطيب ! مو صح هي تقول كذا ؟؟ )

لأنها زوجتي..و لأنني رجل متمسك بالدين و الخلق، رجل حقيقي و ليس
( عنترا ) فإنني شعرت بغيظ شديد من تواجد أولئك الشبّان على مقربة منها !

( لو ما أحبها و الله ما انفلتت أعصابي لذي الدرجة ! سياروة تعطّلت و خير يا طير ؟ عادي ! بس القهر كانوا هم واقفين قدّامنا ... حرقوا لي كم لتر دم ! ... شكلها المسكينة تخرّعت ! ظلّت حابسة أنفاسها و تراقبني و أنا أضرب في القير لين بغيت أكسره ! )

في المنزل ، شعرت بارتياح شديد ، فلا أحد يستطيع رؤية جوهرتي غيري !

لقد قضينا سهرة ممتعة جدا !

تقول لكم لمى عليها بعدين !

على فكرة ، سألتوها وين خبّيت صورتها ...؟؟

آٌنا و نصفي الاخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن