_ موقف ! _
في إحدى المرّات ...
قررنا الذهاب إلى أحد المطاعم و شراء ( عشاء سفري ) و من ثم تناوله قرب الشاطىء !
( الفكرة حلوة و من اختراعي ! )
ذهبنا إلى إحد المطاعم ، و الواقع على شارع شعبي مليء بالمطاعم ، و المحلات التجارية ، و الناس !
مجد أوقف السيارة و قال :
" سأحضر العشاء و أعود مباشرة "
و نظر من حوله ، و بدا غير مرتاح من الموقف ، إلا أنه مستسلم !
كرر :
" ساتركك هنا ، لحظات و أعود ! هل ستشعرين بالخوف ؟ "
( خوف ؟ و ليش عاد أخاف ؟ قالوا لك دجاجة ؟؟ )
" كلا ! مطلقا "
" حسنا ، لن أتأخر "
و غادر بعد أن أوصد الأبواب !
( يعني حبسني داخل السيارة ، و المفاتيح فيها ! لا و بعد ، ترك جوّاله فيها ! )
( عاد أنا ما صدّقت خبر ... و رحت ألعب باغراض السيارة ... كل شوي مرفعة و منزلة التكييف ، و أغير في المسجل من شريط إلى شريط ... و أفتح أي شي قدّامي ينفتح ! )
شعرت بسعادة غريبة و أنا أعبث بأغراض ( مجد ، بعلي الموقّر ) و أفتش في مخابئ السيارة !
( بس الجوّال و الله ما لمسته ! لا تحسبوني متطفلة لها الدرجة عاد ! )
يحتفظ بعلي بمشط ، و زجاجة عطر ، و قلاّمة أظافر ، و بعض البطاقات و الأوراق و الأقلام ، و حتى العلك و الحلويات ، في الدرج الذي أمامي !
قلبت هذه الأشياء جميعها ، و أعدت ترتيبها بسرور !
( و الله وناسة الوحدة تفتّش أغراض بعلها ! ... يمكن هذه غريزة في المرأة ! ... و الله انبسطت كثييير ! )
( بس ترى العطر اللي عنده مو بحلو ! أصلا عطورات الرجال كلها مثل بعض ! ما أدري إش يعجبهم فيها ؟؟ )
يبدو أن المطعم كان مزدحما ، إذ أن مجد تأخر قليلا ...
انهيت جولاتي العابثة في السيارة و صببت إهتمامي على الطريق ، و المارة ...
الكثير الكثير من الناس كانوا يعبرون الشارع ، و يتحركون في جميع الإتجاهات
مجموعة من الشبان وقفت على مقربة من السيارة ...
كانوا يتفرجون على الشارع ، و يتبادلون الأحاديث و الضحك !
إنهم من النوع الذي لا يفخر المحترمون بمعرفتهم ، و لا يسرهم النظر إليهم !
( يعني من شباب ها الأيام الفاضين ... ... للأسف )
لحظات و إذا بمجد يعود !