25

1.1K 23 1
                                    

أقبل رمضان... و هو شهر عظيم جدا كما تدركون جميعا ، و فيه جمال ما مثله جمال ...

أنا ، و نصفي الطايح ، أقصد الرايح ، أعني المفقود ، كنا نخطط لأشياء رائعة في هذا الشهر !

( و الله وناسة ! تخيلوا نروح نتسحر في مطعم بعد نص الليل ! و نجلس على البحر نطالع شروق الشمس ! )

( و بعدين رمضان يصلح لتعلّم الطبخ ! و لزيادة الوزن بعد ! و أنا مثل ما تعرفون ! )

و بما أن ليلة الخميس هي ليلتي المفضّلة، فكنت أفكر في دعوة بعلي على الفطور ( و السحور بعد ) أول ليالي الخميس في رمضان !

الكثير من رسائل المباركة بالشهر الكريم و صلت هاتفي المحمول من صديقاتي

و أنا الأول ، من أشوف رسالة حلوة على طوووول فورووورد لمجودي !

أما الآن ...

مالي إلا شجن !

( هريت جوالها رسايل لين فاض ! )

تبدو الأمور مختلفة جدا ...

فمهما كانت شجن قريبة من قلبي و تحتل جزء ً كبيرا منه ، فإنها ... لن تحتل الموقع المخصص فقط و فقط ... للنصف الآخر ...

على سفرة الفطور العامرة ... رأيت طبق الهريسة !

( أنا الهريسة بطبيعة حالي ما أحبها ، بس مجدوه كان يحبها و يقدّسها بعد ! )

ابتلعت عدة لقمات من أطباق مختلفة و حين جاء دور الهريسة ، فجأة ... تفجّر سد الذكريات و انجرفت السيول العارمة محدثة دمارا ما بعده دمار !

لم استطع بعدها أن أواصل وجبتي ...

تركت السفرة و أسرعت إلى غرفتي و ارتميت على وسادتي و انخرطت في البكاء...

كان مجد يحب الهريسة ... و ربّما ينعم الآن بطبق هريسة لذيذ من صنع والدته !

و ربّما ... مررت ُ على باله و هو يذكر تعليقي على الهريسة و عدم حبّي لها ...

و ربّما أيضا ... خطرت على باله و هو يستقبل أول أيام رمضان الكريم ، وحيدا !

في الماضي ، كان قد قال لي :

" سيكون لرمضان هذا العام طعما خاصا ! ما رأيك أن نتزوّج فيه !؟ "

أصبت بالزكام من جراء تورم باطن أنفي ، أثر الدموع

وقفت ُ أمام المرآة فرأيت الحمرة تغطي عيني ّ و جفوني و أنفي بل و حتى وجنتي ّ الحزينتين ...

أغمضت عيني بقوّة ، أعصر الدموع المختزنة داخلهما

و عندما فتحتهما ... لم أر َ وجهي !

بل رأيت وجه مجد ... هناك غارقا في عمق المرآة ...

مددت ُ يدي نحو المرآة بتردد ... و عيناي تحدّقان في عينيه ... بذهول

آٌنا و نصفي الاخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن