أقبل رمضان... و هو شهر عظيم جدا كما تدركون جميعا ، و فيه جمال ما مثله جمال ...
أنا ، و نصفي الطايح ، أقصد الرايح ، أعني المفقود ، كنا نخطط لأشياء رائعة في هذا الشهر !
( و الله وناسة ! تخيلوا نروح نتسحر في مطعم بعد نص الليل ! و نجلس على البحر نطالع شروق الشمس ! )
( و بعدين رمضان يصلح لتعلّم الطبخ ! و لزيادة الوزن بعد ! و أنا مثل ما تعرفون ! )
و بما أن ليلة الخميس هي ليلتي المفضّلة، فكنت أفكر في دعوة بعلي على الفطور ( و السحور بعد ) أول ليالي الخميس في رمضان !
الكثير من رسائل المباركة بالشهر الكريم و صلت هاتفي المحمول من صديقاتي
و أنا الأول ، من أشوف رسالة حلوة على طوووول فورووورد لمجودي !
أما الآن ...
مالي إلا شجن !
( هريت جوالها رسايل لين فاض ! )
تبدو الأمور مختلفة جدا ...
فمهما كانت شجن قريبة من قلبي و تحتل جزء ً كبيرا منه ، فإنها ... لن تحتل الموقع المخصص فقط و فقط ... للنصف الآخر ...
على سفرة الفطور العامرة ... رأيت طبق الهريسة !
( أنا الهريسة بطبيعة حالي ما أحبها ، بس مجدوه كان يحبها و يقدّسها بعد ! )
ابتلعت عدة لقمات من أطباق مختلفة و حين جاء دور الهريسة ، فجأة ... تفجّر سد الذكريات و انجرفت السيول العارمة محدثة دمارا ما بعده دمار !
لم استطع بعدها أن أواصل وجبتي ...
تركت السفرة و أسرعت إلى غرفتي و ارتميت على وسادتي و انخرطت في البكاء...
كان مجد يحب الهريسة ... و ربّما ينعم الآن بطبق هريسة لذيذ من صنع والدته !
و ربّما ... مررت ُ على باله و هو يذكر تعليقي على الهريسة و عدم حبّي لها ...
و ربّما أيضا ... خطرت على باله و هو يستقبل أول أيام رمضان الكريم ، وحيدا !
في الماضي ، كان قد قال لي :
" سيكون لرمضان هذا العام طعما خاصا ! ما رأيك أن نتزوّج فيه !؟ "
أصبت بالزكام من جراء تورم باطن أنفي ، أثر الدموع
وقفت ُ أمام المرآة فرأيت الحمرة تغطي عيني ّ و جفوني و أنفي بل و حتى وجنتي ّ الحزينتين ...
أغمضت عيني بقوّة ، أعصر الدموع المختزنة داخلهما
و عندما فتحتهما ... لم أر َ وجهي !
بل رأيت وجه مجد ... هناك غارقا في عمق المرآة ...
مددت ُ يدي نحو المرآة بتردد ... و عيناي تحدّقان في عينيه ... بذهول
