17

1.2K 26 1
                                    

ربما أخذ ( بعلي ) ما أخذه من التعب هذه الليلة !

و الآن ... ماذا أفعل ؟؟ هل أوقظه ؟ أم أدعه نائما و آوي إلى فراشي ؟ أم أبقى أراقبه و أصغي إلى أنفاسه لحين ينهض من تلقاء نفسه ؟؟

( و على فكرة ، الفحص طلع سليم و بعلي ما يشخر ! أشوىىىىى )

قرّبت وجهي من رأسه بعض الشيء و همست :

" هل أنت نائم ؟؟ "

( أكيد نايم ! وإلا قاعد يمثّل يعني ؟؟ و بعدين مع هالمشكلة ؟؟ )

رفعت صوتي و ناديت :

" مجد ! هل نمت حقا ؟؟ "

لم يتحرّك خطيبي البتة ! كررت النداء عدّة مرات دون جدوى !

( لا يكون مات و رمّلني و أنا توني منخطبة ؟؟ مجدووووه اقعد عاد ! )

مددت يدي و ربت بلطف على يده ، و لم يفق !

( وش هالنومة بعد ؟ أثاريك من أهل الكهف و أنا ما أدري ؟؟ )

قفزت إلى رأسي فكرة بسيطة !

تناولت سماعة هاتف المنزل و اتصلت برقم هاتفه المحمول و تركته يرن حتى أزعج النائم فصحا أخيرا !

أتعرفون ما فعل حين نهض ؟؟

نظر إلي ، ثم أخرج الهاتف من جيبه ، ثم تحدّث إلى عبره !

" آلو نعم ؟؟ "

( نعم الله عليك ! صح النوم ! )

عاود :

" آلو ؟؟ "

أقفلت أنا السماعة بدوري و أنا انظر إليه باستغراب ! فنظر هو إلي ببلاهة و قال :

" انقطع الخط ! "

( لا يا شيخ ؟؟ لا ؟؟ احلف ؟؟ انقطع الخط ؟؟ ما أصدق ! ! )

مجد نظر من حوله و لم يبد أنه استوعب الأمر ، ثم بدأ بالتثاؤب !

" آه حبيبتي ... لقد تأخرت ِ ! "

" ذهبت لإعداد الشاي ! يبدو أنك متعب ! "

" لا أبدا ! أنا بخير ! "

( إلا متعب و نعسان و مخلّص بنزينك ! قم رح بيتكم ! )

مد يده مشيرا إلي :

" تعالي حبيبتي ! اجلسي بقربي ! "

مشيت بتردد.. و بطء .. حتى جلست إلى جانبه على تلك ( الكنبة ) الطويلة !

رأيت يده تمتد نحو الدلّة ، و تقوم بسكب الشاي في الفنجانين !

قدّم لي أحدهما و بادر بارتشاف الآخر و هو يقول :

" الشاي سينشّط دماغي ، و يدفّىء قلبي ! "

و رمقني بنظرة خطيرة !

( أوووه ! الشاي سوّى سواياه ! )

كنت أراقبه و هو يرشف رشفة ، يعيد الفنجان إلى مكانه، يرفع يده ، يدفعها نحو الفنجان ثانية، يرفع الفنجان ، يقرّبه من فمه ، يرشف جرعة ثانية، يعيده إلى مكانه، يبعد يده قليلا ، ثم يعيدها إلى الفنجان ، و يرفعه من جديد !

آٌنا و نصفي الاخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن