ربما أخذ ( بعلي ) ما أخذه من التعب هذه الليلة !
و الآن ... ماذا أفعل ؟؟ هل أوقظه ؟ أم أدعه نائما و آوي إلى فراشي ؟ أم أبقى أراقبه و أصغي إلى أنفاسه لحين ينهض من تلقاء نفسه ؟؟
( و على فكرة ، الفحص طلع سليم و بعلي ما يشخر ! أشوىىىىى )
قرّبت وجهي من رأسه بعض الشيء و همست :
" هل أنت نائم ؟؟ "
( أكيد نايم ! وإلا قاعد يمثّل يعني ؟؟ و بعدين مع هالمشكلة ؟؟ )
رفعت صوتي و ناديت :
" مجد ! هل نمت حقا ؟؟ "
لم يتحرّك خطيبي البتة ! كررت النداء عدّة مرات دون جدوى !
( لا يكون مات و رمّلني و أنا توني منخطبة ؟؟ مجدووووه اقعد عاد ! )
مددت يدي و ربت بلطف على يده ، و لم يفق !
( وش هالنومة بعد ؟ أثاريك من أهل الكهف و أنا ما أدري ؟؟ )
قفزت إلى رأسي فكرة بسيطة !
تناولت سماعة هاتف المنزل و اتصلت برقم هاتفه المحمول و تركته يرن حتى أزعج النائم فصحا أخيرا !
أتعرفون ما فعل حين نهض ؟؟
نظر إلي ، ثم أخرج الهاتف من جيبه ، ثم تحدّث إلى عبره !
" آلو نعم ؟؟ "
( نعم الله عليك ! صح النوم ! )
عاود :
" آلو ؟؟ "
أقفلت أنا السماعة بدوري و أنا انظر إليه باستغراب ! فنظر هو إلي ببلاهة و قال :
" انقطع الخط ! "
( لا يا شيخ ؟؟ لا ؟؟ احلف ؟؟ انقطع الخط ؟؟ ما أصدق ! ! )
مجد نظر من حوله و لم يبد أنه استوعب الأمر ، ثم بدأ بالتثاؤب !
" آه حبيبتي ... لقد تأخرت ِ ! "
" ذهبت لإعداد الشاي ! يبدو أنك متعب ! "
" لا أبدا ! أنا بخير ! "
( إلا متعب و نعسان و مخلّص بنزينك ! قم رح بيتكم ! )
مد يده مشيرا إلي :
" تعالي حبيبتي ! اجلسي بقربي ! "
مشيت بتردد.. و بطء .. حتى جلست إلى جانبه على تلك ( الكنبة ) الطويلة !
رأيت يده تمتد نحو الدلّة ، و تقوم بسكب الشاي في الفنجانين !
قدّم لي أحدهما و بادر بارتشاف الآخر و هو يقول :
" الشاي سينشّط دماغي ، و يدفّىء قلبي ! "
و رمقني بنظرة خطيرة !
( أوووه ! الشاي سوّى سواياه ! )
كنت أراقبه و هو يرشف رشفة ، يعيد الفنجان إلى مكانه، يرفع يده ، يدفعها نحو الفنجان ثانية، يرفع الفنجان ، يقرّبه من فمه ، يرشف جرعة ثانية، يعيده إلى مكانه، يبعد يده قليلا ، ثم يعيدها إلى الفنجان ، و يرفعه من جديد !