في البداية ، شعرت بأنني طير أحلّق في السماء ، من شدّة السعادة !
( أموت أنا في الكلام المعسول ! إيه مجد ، قول بعد ! كذا الخطّاب و إلا بلاش ! )
كانت محادثة حميمة بادىء الأمر ...
ذكر لي تفاصيل اعماله لهذا اليوم ، ثمّ سألني :
" ماذا فعلت ِ انت ؟ "
أجبت بكل براءة و عفوية :
" ذهبت إلى السوق و اشتريت بعض الحاجيات ! "
" ذهبت ِ إلى السوق ؟؟ "
" نعم ! "
" لم تخبريني بذلك ! "
" ها أنا أخبرك ! "
" أقصد لم تخبريني قبل ذهابك ! لم تطلبي الإذن ! "
نعم نعم ؟؟ إيش إيش ؟
حلوة ذي ! إي إذن أي أنف عيوني ؟ بعد هذا اللي ناقصني !
قلت مستنكرة :
" ماذا تقصد ؟؟ ! "
" أقصد أنه كان عليك طلب الإذن مني قبل الخروج ! "
( لا يا شيخ ؟؟ لا و الله !؟ رح بس رح ! مين فاكر نفسك ؟؟ )
استأت كثيرا ، و كثيرا جدا من كلامه ، و تمتمت بعابارات الإستنكار
و تعلمون ما كان نصيبي ؟
محاضرة دينية عن واجبات الزوجة و التزاماتها ، جعلتني أشعر برغبة في خنق السماعة ، أو صاحب الصوت المنبعث عبرها !
" لا بد أنك تعلمين ... أن على الزوجة أن تستأذن من زوجها قبل خروجها من البيت ! آمل ألا يتكرر ذلك ثانية ! "
قلت و أنا مشتعلة غيظا :
" بل عليك أنت ألا تحدّثني بهذه الطريقة ثانية ! "
احتدت بيننا مجادلة مزعجة ، جعلتني أكره اللحظة التي قلت فيها : ( نعم قبلت ) بمجد زوجا لي !
انهيت المكالمة بشكل ( عدائي ) و أقفلت هاتفي ، و انخرطت في بكاء طويل !ألا يمكن للرجال أن يكونوا أكثر لطفا و تحضّرا في طرق تعاملهم مع النساء ؟؟
حتّى و إن كان الحق معه ، ألا يملك طريقة أرق للفت نظري إلى هذا الأمر ؟؟
هل يعتقد أنني ساحترمه فقط و فقط لأن اسمه مسجّل في العقد كزوج لي ؟؟
حتى لو لم أكن التقيت به غير مرات قليلة ، و لا أعرف عنه سوى القليل ؟؟
مرّت ساعات و أنا شديدة الإنزعاج ، و حبيسة الغرفة ... و في رأسي تدور أفكار شريرة !
لسوف أطلب من أبي أن يطلّقني من هذا المخلوق الفظ !
أنا أكرهه !
مسحت نهري الدموع السائلين على وجنتي المحمرتين ، و قمت أطالع مشترياتي من السوق لهذا اليوم !
كم كنت حمقاء ، و أنا أسرف في الشراء من أجل رجل فظ يدعى مجد !
شعرت برغبة جنونية في التخلص من كل أشيائي ، و تمزيق ذلك الفستان الأحمر حتى الموت !
( أجل واحد توني أعرفه من فترة بسيطة يبيني استأذنه إذا جيت أطلع ! ما أقبل ! )
بدت فكرة مذلّة ، و تعززت نفسي عن الرضوخ لها آنذاك ...
شغلت نفسي بعد ذلك بأمور أخرى ، إلى أن حلّت الساعة العاشرة مساءا
فتحت هاتفي المقفل ، رغبة منّي في ظبط المنبه ، و ما أسرع ما رن !
( هذا مجدوه متّصل علي ! ما أبي أرد عليك ! رح عنّي )
تجاهلت الرنات الأولى ، و لكني حين لاحظت إصراره ، استجبت !
قلت بنبرة حادة زاجرة :
" نعم ؟ "
" أهلا حبيبتي ! أين أنت !؟ "
( وين يعني ؟ في البيت الأبيض ؟ مع جورج الابن ؟؟ في غرفتي جالسة ! و إلا تظن إني طلعت السوق و لا استأذنت حضرتك ؟ )
" في المنزل "
" أعني ... لم كان هاتفك مقفلا طوال الوقت ؟؟ اتصلت قرابة المئة مرة ! "
( لا يا شيخ ؟ مئة مرّة وحدة ؟؟ مسكين ! و على إيه ذا كلّه ؟؟ وش بغيت منّي ؟ )
قلت بغلاظة :
" نعم ؟ ماذا تريد ؟ "
" سآتي إليك ! "
ووووت ؟؟
تجيني ؟ وش قلت ؟؟
" ماذا ؟؟ "
" سآتي إليك الآن ! ثلث ساعة و أنا معك ، لا تنامي ! "
أوووووه ! لحظة لحظة ! وين طاير ! أي تجيني أي داهية ! أنا مو مستعدّة !
و بعدين أنا زعلانة منّك أصلا و لا أبي أشوف وجهك !
" الآن ؟؟ "
" نعم حبيبتي ، انتظريني "
و من ذهولي لم أجسر على قول شيء !
( الحين مجدوه بيجيني ! مصيبة ! شعري مو مسشور !! ( مو مكوي ) رحت فيها !
و طيران على الحمّام ( الله يعزكم ) أغسل شعري و أحط فيه ( غرشة ) جل مثبّت و أشيل و أحط و ألوّن في وجهي بسرعة !
و الله ما أدري كيف صار شكلي ! الله يستر !
و الحين ...
بسرعة أبي أغيّر ملابسي ... إش ألبس ؟ ذا ... لا ذا ... لا ذا ...!
و ما رسيت إلا على الفستان الأحمر اللي تعرفون !
>>> في كثير من الأحيان ، ليس المهم الماهية ، إنما الكيفية !
قد لا يكون ما ستخبر به خطيبتك مهما بمقدار الطريقة التي ستخبرها بها !
يجب أن يكون التزام الطرفين تجاه بعضهما البعض ناجم عن احترام و تقدير متبادل لشخصيهما ، و ليس فقط لأنهما زوجان !
الخلاصة : سأحترمك لانك شخص يستحق الاحترام ، و ليس لأنك شخص يجب علي احترامه !
مفهوم ؟؟ <<<