19

1K 23 1
                                    

في البداية ، شعرت بأنني طير أحلّق في السماء ، من شدّة السعادة !

( أموت أنا في الكلام المعسول ! إيه مجد ، قول بعد ! كذا الخطّاب و إلا بلاش ! )

كانت محادثة حميمة بادىء الأمر ...

ذكر لي تفاصيل اعماله لهذا اليوم ، ثمّ سألني :

" ماذا فعلت ِ انت ؟ "

أجبت بكل براءة و عفوية :

" ذهبت إلى السوق و اشتريت بعض الحاجيات ! "

" ذهبت ِ إلى السوق ؟؟ "

" نعم ! "

" لم تخبريني بذلك ! "

" ها أنا أخبرك ! "

" أقصد لم تخبريني قبل ذهابك ! لم تطلبي الإذن ! "

نعم نعم ؟؟ إيش إيش ؟

حلوة ذي ! إي إذن أي أنف عيوني ؟ بعد هذا اللي ناقصني !

قلت مستنكرة :

" ماذا تقصد ؟؟ ! "

" أقصد أنه كان عليك طلب الإذن مني قبل الخروج ! "

( لا يا شيخ ؟؟ لا و الله !؟ رح بس رح ! مين فاكر نفسك ؟؟ )

استأت كثيرا ، و كثيرا جدا من كلامه ، و تمتمت بعابارات الإستنكار

و تعلمون ما كان نصيبي ؟

محاضرة دينية عن واجبات الزوجة و التزاماتها ، جعلتني أشعر برغبة في خنق السماعة ، أو صاحب الصوت المنبعث عبرها !

" لا بد أنك تعلمين ... أن على الزوجة أن تستأذن من زوجها قبل خروجها من البيت ! آمل ألا يتكرر ذلك ثانية ! "

قلت و أنا مشتعلة غيظا :

" بل عليك أنت ألا تحدّثني بهذه الطريقة ثانية ! "

احتدت بيننا مجادلة مزعجة ، جعلتني أكره اللحظة التي قلت فيها : ( نعم قبلت ) بمجد زوجا لي !
انهيت المكالمة بشكل ( عدائي ) و أقفلت هاتفي ، و انخرطت في بكاء طويل !

ألا يمكن للرجال أن يكونوا أكثر لطفا و تحضّرا في طرق تعاملهم مع النساء ؟؟

حتّى و إن كان الحق معه ، ألا يملك طريقة أرق للفت نظري إلى هذا الأمر ؟؟

هل يعتقد أنني ساحترمه فقط و فقط لأن اسمه مسجّل في العقد كزوج لي ؟؟

حتى لو لم أكن التقيت به غير مرات قليلة ، و لا أعرف عنه سوى القليل ؟؟

مرّت ساعات و أنا شديدة الإنزعاج ، و حبيسة الغرفة ... و في رأسي تدور أفكار شريرة !

لسوف أطلب من أبي أن يطلّقني من هذا المخلوق الفظ !

أنا أكرهه !

مسحت نهري الدموع السائلين على وجنتي المحمرتين ، و قمت أطالع مشترياتي من السوق لهذا اليوم !

كم كنت حمقاء ، و أنا أسرف في الشراء من أجل رجل فظ يدعى مجد !

شعرت برغبة جنونية في التخلص من كل أشيائي ، و تمزيق ذلك الفستان الأحمر حتى الموت !

( أجل واحد توني أعرفه من فترة بسيطة يبيني استأذنه إذا جيت أطلع ! ما أقبل ! )

بدت فكرة مذلّة ، و تعززت نفسي عن الرضوخ لها آنذاك ...

شغلت نفسي بعد ذلك بأمور أخرى ، إلى أن حلّت الساعة العاشرة مساءا

فتحت هاتفي المقفل ، رغبة منّي في ظبط المنبه ، و ما أسرع ما رن !

( هذا مجدوه متّصل علي ! ما أبي أرد عليك ! رح عنّي )

تجاهلت الرنات الأولى ، و لكني حين لاحظت إصراره ، استجبت !

قلت بنبرة حادة زاجرة :

" نعم ؟ "

" أهلا حبيبتي ! أين أنت !؟ "

( وين يعني ؟ في البيت الأبيض ؟ مع جورج الابن ؟؟ في غرفتي جالسة ! و إلا تظن إني طلعت السوق و لا استأذنت حضرتك ؟ )

" في المنزل "

" أعني ... لم كان هاتفك مقفلا طوال الوقت ؟؟ اتصلت قرابة المئة مرة ! "

( لا يا شيخ ؟ مئة مرّة وحدة ؟؟ مسكين ! و على إيه ذا كلّه ؟؟ وش بغيت منّي ؟ )

قلت بغلاظة :

" نعم ؟ ماذا تريد ؟ "

" سآتي إليك ! "

ووووت ؟؟

تجيني ؟ وش قلت ؟؟

" ماذا ؟؟ "

" سآتي إليك الآن ! ثلث ساعة و أنا معك ، لا تنامي ! "

أوووووه ! لحظة لحظة ! وين طاير ! أي تجيني أي داهية ! أنا مو مستعدّة !

و بعدين أنا زعلانة منّك أصلا و لا أبي أشوف وجهك !

" الآن ؟؟ "

" نعم حبيبتي ، انتظريني "

و من ذهولي لم أجسر على قول شيء !

( الحين مجدوه بيجيني ! مصيبة ! شعري مو مسشور !! ( مو مكوي ) رحت فيها !

و طيران على الحمّام ( الله يعزكم ) أغسل شعري و أحط فيه ( غرشة ) جل مثبّت و أشيل و أحط و ألوّن في وجهي بسرعة !

و الله ما أدري كيف صار شكلي ! الله يستر !

و الحين ...

بسرعة أبي أغيّر ملابسي ... إش ألبس ؟ ذا ... لا ذا ... لا ذا ...!

و ما رسيت إلا على الفستان الأحمر اللي تعرفون !

>>> في كثير من الأحيان ، ليس المهم الماهية ، إنما الكيفية !

قد لا يكون ما ستخبر به خطيبتك مهما بمقدار الطريقة التي ستخبرها بها !

يجب أن يكون التزام الطرفين تجاه بعضهما البعض ناجم عن احترام و تقدير متبادل لشخصيهما ، و ليس فقط لأنهما زوجان !

الخلاصة : سأحترمك لانك شخص يستحق الاحترام ، و ليس لأنك شخص يجب علي احترامه !

مفهوم ؟؟ <<<

آٌنا و نصفي الاخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن