~مسرح الحياة~

6K 246 122
                                    

تنظر في المرآة لتري حقيقتها
تُصعقُ و تُواري بيديها حقارتها

أتُراها لم تكُ تعلم بقسوتها ؟!
سأضحك متهكمًا من سوء حالتها
لم تكن تتخيل أن يأتي اليوم الذي تري فيه دناءتها

أتُراها نست تلك الرقيقة التي دمرتها ؟!
جوهرة رقيقة سحقتها
من الداخل و الخارج هشمتها
و في طريق المهالك ألقتها
بالذل و العار وصمتها
في منتصف طريق الخزي تركتها

غارت في البداية من أناقتها
ثم من رقتها، ثم عفتها، ثم براءتها
أحبت أن تكون لتلك النقية سيرتها

لكن لنا ربٌ عادل، ألم تكُ تعلم ؟!..
يالمصيبتها !

الآن تأتي و تعتذر عن فعلتها !
تقف الرقيقة أمام مُهلِكتها

تُرَي هل سامحتها ؟!
و هل تسأل بربك ؟!

لقد أُنزل الستار، و أبت أن تتبدل الأدوار
و الآن يحين دور السؤال و الحوار

لِمَ لَم تُقلد عفتها ؟!
لِمَ لَم تُقلد رقتها ؟!
لِمَ لَم تَطلُب صُحبتها ؟!
لِمَ لَم تتبع نهجها و طريقتها ؟!

لكن يا صحاب. ستظل الحياة علي وتيرتها
تُدير من الحيرة الرؤوس و الرقاب

بها الخيرُ و العفاف يسلبان القلب و الألباب
و بها طرق الشر و الفساد المكتظة بالضباب

تلك هي الحياة يا رفاق !
لا خير يكثر، ولا شر يقل
لا متطوع خير يُقصّر، ولا صانع شر يمل

فاترك للحياة قانونها.
فلست أنت بأعلم بها من بارئها !

أمامكَ طريقين فاختر أيهما تسير ؟!
فإما طريق خير تنام و أنت مرتاح و قرير
و إما الطريق الآخر؛ فتحيا كبائس مرير

مكنون ذاتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن