فِي بَعضْ الأحيان أَشُعرُ بهذا الضوء الخافت الذي يتسلل من شِق جَدار غُرفتي الحَميمية، أَشعُرُ به يَجتذبني نحو ضَوءٍ له هَالة نور وضَّاءة أكبر بكثير مما حلمت يوما.
أَشعُرُ بِهذا النقاء يَلُفني، أَشعُرُ بالدفء يُوشِحني وبالحب يُلقي علي لثامًا من حريرٍ ناعمٍ و رقيق الملمس.
لَمْ أَتساءل مُسبقًا عن مَاهية هذا الشعور اردت فقط الاحتفاظ به لفترة طويلة
إلا أنه اختفي فجأة كما سبق وظهر. لَْم أَشعُرُ حينها بشئٍ سِويٰ الغضب المُتقد كجذوة نارٍ مُشتعلة لرحيل هكذا جَو حميمي اعتدت عليه !هَذا الضوء كان بمثابة حياة أخري أحياها مع ذاتي. أكتشف فيها كوامن نفسي و بواطنها !
شَعُرتُ حين غادرني بأنه ربما، ربما غادرني لأنني اكتفيت من حديث ذاتي و استكشافها
لكني يومًا لم أَمّل من هذا ولم أكتفِ قط !
و لو كان الأمر بيدي لأعدت شق جداري بل و فصمه إلي نصفين كبيرين ليتولد هذا النور مقتحما حياتي ليهبها راحة و هناءا !لكن اجنحتي مكبلة و أظافري مقلمة !
كلما حاولت شق جداري. أتي هذا الصوت و رممه و داعبني بنبرة رخيمة حانية قائلًا : " لِمّ يا صغيرة ؟!.. اتركيه مغلقًا.. ألا تخشين الأهوال صغيرتي ؟!.. ألا تخشين أن تكوني تلك الفراشة التي تجتذبها النار بضوءها الوهَّاج و المغري؛ فتحرقها دون أدني شفقة او ذرة رحمة ؟!.. احترسي صغيرتي لستُ بجواركِ دائما لأنبهكِ ! "
و لا أعلم إلي الآن !
هل هذا الضوء نارًا ستغلغل إلي شرنقتي محرقة أجنحتي الهشة ؟!.. أم أن هذا الصوت ليس سوي وهمًا كبيرًا يَمنعني من اجتياز موانع و عقبات حياتي لأحظي بفورة نجاح تدفعني في المقدمة ؟!
هل هذا حلم يروادوني كلما غفوت ام ربما هو استفاقة عظيمة عقب إغماءة امتدت طويلا ؟!
هل أؤمن بهما أم أؤمن بذاتي ؟!
أنت تقرأ
مكنون ذاتي
Poetryعِندما تَثُور مَشَّّاعِركُ و تَئَّن حُرُوفكُ، تَبَحثُ في جُلَّ الأرَجَاءِ عن مُلتَجأ لتضعها به؛ لِتُرُيح عَاتقِكَ الذي يَنُوءُ بحِملها ! لَكنّ - بِالنِسِبَة لِي - لَمْ تُمثَل ثَورَة المَشَاعِر و إِنِتفَاضة الأحَرفُ إلا حَياةً جَديدة. حَياةٌ تُهديها...