أحيا بشخصيتين: إحداهما تتدثر بعباءة الكبار، و الأخري تلهو و تقفز تحت مظلة الصغار.
شخصيتي الأولي تبكي أنهارًا من دموع؛ بسبب حبٍ لئيم، أو حلمٍ بعيد.
تَدَّعي السرور عندما يدعونها بالكبيرة، و هي حزني علي أعوام تتسرب من كفها الصغيرة.شخصيتي الأخري هي كعبق الأزهار و عذوبة الأنهار
هي هذه الملحة علي السعادة، و المتحايلة علي الفرح.
هي تلك التي تبعث السرور حيثما تتواجد.
هي تلك التي تمحي حزنها و حزن غيرها.
هي تلك التي تقفز بسرور صادق و ليس مزعوم.
هي من تملأ حياتي بهجةً و ضياء.أنا هي الحياتين. أنا هي الشخصيتين.
أنا تلك الحزني، و هذه المسرورة.
أنا تلك الكبيرة، و هذه الصغيرة.
أنا تلك الدمعة، و هذه الابتسامة.
أنا تلك الأسيرة، و هذه الحرة.
أنا ذاك العقل، و هذا القلب.
أنا النقيضين معًا. أحيا بقلب طفلة في جسد شابة وربما إمرأة !هل العقل كاف للحياة ؟!
ربما القلب كاف ؟!
أم هما معًا ؟!أدركت منذ أمد بعيد. أن العقل و القلب يمتزجان لتكوين هذا الكيان الماثل و ربما المسجي من الألم !
أدركت أن الحياة لم تكن سعادة فقط. كما لم تكن حزن دائم.
أدركتُ أن النبش في قبور الحزن واجب، كما هو واجب ري العمر بقطراتٍ السعادة.
أيقنتُ أن الحياة ليست وتيرةً واحدة؛ فأنا لن أستنشق عبير الفرح قبل أن أتجّرع مرارة الحزن.
لن أتمتع بعذوبة الأمل، حتي أفني عمري أتعبد في محراب اليأس.
علمتُ أنه لن تشق ثغري ابتسامة، قبل أن أشهق باكيةً دهرًا كاملًا.
علمتُ أن الحياة مزيجٌ من دمعةٍ و ابتسامة.
علمتُ أن الحياة هي التناقض بعينه.
أدركتُ أنني أحيا في عين الوقت الذي فيه أموت.
أدركتُ أنني أضحك في ذات الوقت الذي أصرخ فيه متوجعة.
أدركتُ أنني أحب ذاتي في نفس الوقت الذي أبغضها فيه.
أيقنت أنني طفلة في عين الوقت الذي أنا فيه إمرأة.أدركت أن التناقضات، هي أنا.
لن أحيا سوي تلك الحياة؛ لأنها حياتي أنا.
لن أتذمر من هذا القدر؛ لأنه قدري أنا.
لن أبغض ذاتي؛ لأنها ذاتي أنا.
لن يفهمني أحد؛ لأنها أنا.طفلة كنت أم شابة. إمرأة كنت أو عجوز.
سأبقي أنا، فقط أنا
أنت تقرأ
مكنون ذاتي
Poetryعِندما تَثُور مَشَّّاعِركُ و تَئَّن حُرُوفكُ، تَبَحثُ في جُلَّ الأرَجَاءِ عن مُلتَجأ لتضعها به؛ لِتُرُيح عَاتقِكَ الذي يَنُوءُ بحِملها ! لَكنّ - بِالنِسِبَة لِي - لَمْ تُمثَل ثَورَة المَشَاعِر و إِنِتفَاضة الأحَرفُ إلا حَياةً جَديدة. حَياةٌ تُهديها...