للحياة لحنها الخاص، الذي نعزفه جميعًا.
الحياة كآلة وترية، تعددت أوتارها و تداخلت؛ فبتنا نعزف علي هذا الوتر حينًا، و علي ذاك حينًا آخر.للسعادة وترها الخاص الذي يلهب الحواس، والذي يسعي إليه الجميع ليتلمسوه بشغف جلي؛ لتنتج معزوفتهم التي يرنون إليها.
للحزن وتره الخاص كذلك الذي يثير الجراح، و يدمي القلوب الملتاعة ألمًا، و حزنًا، و شوقًا.
إن تمعنت قليلًا ستجد الجمع الأعظم يسعون ركضًا ليتلمسوا وتر السعادة بأعين مشرقة و لامعة، بها بريق يجعلها كقمر منير و كنجمة ساطعة.
و ستجد وتر الحزن كالوباء المتفشي، يركض الجمع عنه مبتعدين؛ لينجوا بأنفسهم من هذا الوتر اللعين.و لعل البشر يدركون، أنهم ليسوا بمخيرين.
فما هفت نفسك إليه لن تجده في حوزتك دائمًا؛ لأنه يا صديقي للقدر كلمة فيما نحياه.فلا تظن أنه بسعيك وراء المال، و الجاه، و الجمال و غيرها من الملذات التي تدير الرقاب، ستصل إلي ما تصبو إليه نفسك دائمًا !
فاعلم أنك هنا - في تلك الحياة - تحيا كضيف تأخذ ما تتكرم به حياتك عليك، فربما تكون صاحب حظ سعيد لتلحن معزوفتك كما تريدها أنت و ستكتشف - عاجلًا أم أجلًا - أنها رغبة القدر كذلك، و ربما تكون بائس الحظ فتلحن معزوفتك كما تريد هي و يتنافي مع آمالك.
لذا كافح و اعمل بجد لتصل إلي ما تهفو إليه نفسك، و إن لم تستطع فلا تبتأس فلتبحث عن وتر آخر، جدد حلمك و وترك و اسعي مجددًا؛ فالأمل لا يصبح أملًا إن لم يتجدد !
أنت تقرأ
مكنون ذاتي
Poetryعِندما تَثُور مَشَّّاعِركُ و تَئَّن حُرُوفكُ، تَبَحثُ في جُلَّ الأرَجَاءِ عن مُلتَجأ لتضعها به؛ لِتُرُيح عَاتقِكَ الذي يَنُوءُ بحِملها ! لَكنّ - بِالنِسِبَة لِي - لَمْ تُمثَل ثَورَة المَشَاعِر و إِنِتفَاضة الأحَرفُ إلا حَياةً جَديدة. حَياةٌ تُهديها...