~معزوفة الحياة~

984 37 18
                                    

للحياة لحنها الخاص، الذي نعزفه جميعًا.
الحياة كآلة وترية، تعددت أوتارها و تداخلت؛ فبتنا نعزف علي هذا الوتر حينًا، و علي ذاك حينًا آخر.

للسعادة وترها الخاص الذي يلهب الحواس، والذي يسعي إليه الجميع ليتلمسوه بشغف جلي؛ لتنتج معزوفتهم التي يرنون إليها.

للحزن وتره الخاص كذلك الذي يثير الجراح، و يدمي القلوب الملتاعة ألمًا، و حزنًا، و شوقًا.

إن تمعنت قليلًا ستجد الجمع الأعظم يسعون ركضًا ليتلمسوا وتر السعادة بأعين مشرقة و لامعة، بها بريق يجعلها كقمر منير و كنجمة ساطعة.
و ستجد وتر الحزن كالوباء المتفشي، يركض الجمع عنه مبتعدين؛ لينجوا بأنفسهم من هذا الوتر اللعين.

و لعل البشر يدركون، أنهم ليسوا بمخيرين.
فما هفت نفسك إليه لن تجده في حوزتك دائمًا؛ لأنه يا صديقي للقدر كلمة فيما نحياه.

فلا تظن أنه بسعيك وراء المال، و الجاه، و الجمال و غيرها من الملذات التي تدير الرقاب، ستصل إلي ما تصبو إليه نفسك دائمًا !

فاعلم أنك هنا - في تلك الحياة - تحيا كضيف تأخذ ما تتكرم به حياتك عليك، فربما تكون صاحب حظ سعيد لتلحن معزوفتك كما تريدها أنت و ستكتشف - عاجلًا أم أجلًا - أنها رغبة القدر كذلك، و ربما تكون بائس الحظ فتلحن معزوفتك كما تريد هي و يتنافي مع آمالك.

لذا كافح و اعمل بجد لتصل إلي ما تهفو إليه نفسك، و إن لم تستطع فلا تبتأس فلتبحث عن وتر آخر، جدد حلمك و وترك و اسعي مجددًا؛ فالأمل لا يصبح أملًا إن لم يتجدد !



مكنون ذاتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن