ضحكتَ ملء شدقيك عندما أخبرتك أن حياتي تشبه بيت العنكبوت.
سألتكَ بإستغراب طافٍ علي ملامحي: " لِمَ الضحك؟! "
قلت و أنت تكتم ضحكاتك: " إنكِِ الجنون بعينه، لَِم اخترتِ العنكبوت دون غيره ؟! "
قلت لك بمغزي: " لم أقل أنني العنكبوت، بل قلت أن حياتي تشبه بيته "
أجبتني بإهتمام: " كيف ذلك ؟!. أخبريني ما ببالكِ "
أجبتك: " بيت العنكبوت هو أوهن البيوت، كذلك حياتي؛ فأنت بطرف إصبعك تلفها و تتلاعب بها، كما أن العنكبوت يجذب العديد من الحشرات إلي عقر داره بمكره و دهاءه "
نظرت لي بتمعن و قلت بينما قدميك تهتز في حركة رتيبة: " ماذا تقصدين ؟! "
أجبتك بنظرة باردة: " لا شئ. لِمَ السؤال ؟! "
سألتني بقلق: " ما مغزي نظرتكِ تلك ؟! "
قلت ببطء: " عن أي نظرة تتحدث ؟!. فأنا أناظرك طويلًا و كثيرًا "
قلت و ملامحك تعلوها القلق الجلي: " تلك النظرة التي رافقت شرحكِ لوجه الشبه بين حياتكِ و العنكبوت "
أجبتك بإهتمام: " لا أذكر كيف كانت ؟! "
قلت بتوتر: " أنا لا أشبه هذا الكائن "
قلت ببرود غريب عليَّ: " و من قال أنك تشبهه عزيزي ؟! "
أجبت و أنت تتلاعب بقداحتك: " نظرتكِ تعني ذلك "
أجبتك ببطء متعمد: " معني أن تشبه نفسك به، أنك تشعر أنك تشبهه بشكل او بآخر "
أجبت: " لا أقبل تلك الإهانة، أنت تعلمين كم هي غالية كرامتي عندي ؟! "
ارتفعت زاوية شفتي بإبتسامة ساخرة و أجبتك بذات البرود: " أعلم عزيزي، أعلم جيدا جدا "
نهضت من علي كرسيك و سرت مبتعدًا ثم عدت مجددًا و قلت: " أنا لا أشبهه، وجب عليك معرفة ذلك. لا تتلاعبي بالألفاظ "
أجبتك: " أنا لا أتلاعب بالألفاظ، وجب عليك أنت معرفة هذ. لست أنا من شبهك بالعنكبوت بل أنت ! "
قلت و أمارات الغضب تجلت علي وجهك: " فلتفكري كما يحلو لكِ. لقد سئمت هذا النقاش العقيم "
تركتني و رحلت، و ياللعجب !. تلك مِرتك الأولي في إنهاء نقاش فتحناه.
لطالما جلست معي لنتحاور في عدة مواضيع دون أن تنهي النقاش مطلقًا. رغم اختلاف وجهتي نظرنا إلا أن اتفاقهما كان آخر ما نطمح إليه. كنا نسعي لعرض المواضيع و إبداء الآراء فحسب.لأخبرك أنا ما عجزت عن إيضاحه لذاتك !
شبهت نفسك به؛ لأنك تعلم في قرارة نفسك أنك تشبهه كثيرا جدا. تتلاعب بحياتي و تجذب إلي عقر دارك ( قلبك ) نزلاء جدد، كما لو كان فندقًا!لم أعهدك جبانًا، لكن عهدتك عنكبوتا !
( معذرة إن ضايقك لقبك الجديد، عزيزي! )
أنت تقرأ
مكنون ذاتي
Poetryعِندما تَثُور مَشَّّاعِركُ و تَئَّن حُرُوفكُ، تَبَحثُ في جُلَّ الأرَجَاءِ عن مُلتَجأ لتضعها به؛ لِتُرُيح عَاتقِكَ الذي يَنُوءُ بحِملها ! لَكنّ - بِالنِسِبَة لِي - لَمْ تُمثَل ثَورَة المَشَاعِر و إِنِتفَاضة الأحَرفُ إلا حَياةً جَديدة. حَياةٌ تُهديها...