أنا متعبة
بعدد ما أبذرنا من كلمات على اللقاء، وتلك التى بذلناها لأجل الفراقأنا متعبة
بعدد تلك الأنفاس التى كتمتها من فرط السعادة، وتلك الغصص المتكومة فى حلقىأنا متعبة
بعدد تلك المرات التى صرخت فيها مطلقة العنان لألمى بالظهور، وتلك التى كتمت بها شهقاتىأنا متعبة
بعدد تلك المرات التى ألجمت زمام أنَّاتى، وتلك التى قمعت فيها آهاتىأنا متعبة
بعدد تلك المرات التى جلد فيها السياط جسدى، وتلك التى التف فيها خانقًا عنقىأنا متعبة
بعدد تلك الإبتسامات التى أبددها، وتلك الدمعات التى أكتمهاأنا متعبة
بعدد تلك القبلات التى استرقتها من وجنة السعادة، وتلك الحروف التى استنذفتها من صفحة الحزنأنا متعبة
بعدد تلك الخفقات المضطربة فرحًا من هذا الخافق، وتلك الخفقات الملتاعة ألمًاأنا متعبة
بعدد تلك الخصلات فى شعرى، وهذا المخزون من الدموع الذي لا ينضبأنا متعبة
بعدد المرات التى أُزهقت فيها روحى، والمرات التى أُعيدت لىَّ الحياة فيها
أنا متعبة
أنا متعبة بعدد تلك المرات التى قُيد فيها اسمى فى سجل الموتى، وتلك التى أُعيد فيها لقائمة الأحياءأنا متعبة
بعدد تلك المرات التى أُريق فيها دمى، وتلك التى كتمت فيها جراحى النازفةأنا متعبة
بعدد تلك المرات التى تشظت فيها روحى، وتلك التى لملمت فيها شتاتهاأنا متعبة
بعدد تلك المرات التى أطلقت فيها صراخاتى، وتلك التى خانتنى فيها حشرجاتىأنا متعبة
بعدد الصفعات المتتالية التى نالتها روحى، والأظافر الناشبة فى كدماتى وجروحى
أنا متعبة وبشدة
لكن لازلت أمتلك تلك القدرة الحمقاء على الإدعاء والتظاهر؛ لذا أنا بخير بل بأفضل حال.
أنت تقرأ
مكنون ذاتي
Puisiعِندما تَثُور مَشَّّاعِركُ و تَئَّن حُرُوفكُ، تَبَحثُ في جُلَّ الأرَجَاءِ عن مُلتَجأ لتضعها به؛ لِتُرُيح عَاتقِكَ الذي يَنُوءُ بحِملها ! لَكنّ - بِالنِسِبَة لِي - لَمْ تُمثَل ثَورَة المَشَاعِر و إِنِتفَاضة الأحَرفُ إلا حَياةً جَديدة. حَياةٌ تُهديها...