الجزء الثامن

19.3K 1.1K 59
                                    

البارت الثامن
اغلال القدر

زينب...
الليل كله ما نمت ... انتظر غسان يطلع ربيعة .. اريد اشوفها شلونها ... و جواد شفته ممدد بس ما نايم ...
ايست ... و طال الانتظار و نمت ...
صار الصبح و كمزت من نومي مفزوعة كوابيس راودتني الليل كله مكدرت انام .. بالي يم ربيعة و اريد اعرف شصار بيها ..
كمت من نومي و جان اشوف غسان نزل من فوگ ... و يعيط علينه حتى نكوم نتحضر ... وكفنة مجاميع و سالت جواد ع ربيعة ... بس مجاوبني .. و سالت احمد و هم مجاوبني ...
طلعنه كل مجموعة لمنطقتها بس ربيعة مو ويانا ... الطريق كله اسال جواد و جواد اما يسوي نفسه ما سمع او يلهي بروحه ...
روحي مخنوگة بهذاك اليوم بلگوة امشي ... و التمت علية و نونو صار يكح و يزوع ( العفو) صار الظهر و اني ملامة ولا فلس ... و التهيت بنونو و مرضه  و جواد منعزل  ..  اجة ايهاب سأل على ربيعة و لگيته كلش مهتم بصحته .. بس خفت احجيله شي ... كتله بقت بالبيت لان مريضة ...
اجتني شمة و وياها مرية ... بس هااااي اي نفس المرية الي جتي هذاك اليوم علمود الدولار .. كلتلي اريد احجي وياج بموضوع ...
كتلها اي ...و كعدت تسالني ع البيت و ع غسان ... كالت امج و ابوج وين ..؟ كتلها ماكو ميتين... كالت اني دورت عليكم هواية وردت اجي للبيت بس ما كدرت ... زوجي ما خلاني ... انتو محتاجين شي ... كتلها اي محتاجين هواية اشياء ... كالتلي امشي اخذج للسوگ واشتريلكم الي تريدوا ... كتلها احنه ما محتاجين اكل و لبس ... احنه محتاجين امان ... و اهتمام .. اخوية اتمرض و مرضه صعب يرادله ادوية و عناية... والدكتور كلي رح يتحول ربو ... اختي الزغيرة رح تضيع من ايدي ... من الصدمات صارت مو هي .... حتى النطق رح يختفي عندها... و اختي اسيل ... ذابت وية ناس مو تربيتنا اني خايفة عليها لان تغيرت ... و هاي اني كدامج النوم صعب علية و الاكل و الراحة ما اشوفها ابد ....
گامت تبچي علينه ... و صرت اني هم ابجي اتأثرت بدموعها الصادقة ...كالت اني زوجي ما رضى اجي للبيت و افتهم منج ... بس عاندته و جيت هسة .. لزمت ايدها و كتلهاعفية الله يخليج اني مو مهم تاخذيني ... اخذي شمة و اسيل و نونو ... الله يخليج نقذيهم ... رح يضيعون مني ...
اخوية مريض و محتاج مساعدة وشمة اختي محتاجة احد يهتم بيها ... محتاجة ام ... و انت تشبهين امنا ... الله يخليج و يخلي اولادج...
باوعتلي بنظرة مكسورة و مهزوزة ... كالت اني ما عندي اولاد ... جان تبجي ... اني هم كمت ابجي بس حاولت اقنعها... كتلها همه ماعدهم ام و انت ما عندج اولاد ... اخذيهم عفية و انت رح يصير عندج اولاد و همه يصير عدهم ام ...
مثل الي اقتنعت ... باوعت على شمة و نونو ... كالت رح اروح هسة و باجر اذا جيت يعني اتفقنا و اذا ما جيت ... يعني ما كدرت ... كلتلي ديري بالج عليهم ... و كوني قوية ...انت ام مو اخت و باستني و راحت ...
حسيت بدفو لمشاعري الباردة .. حسيت اكو الوان بالدنية .. مو بس الظلام ... الي محاوطني ...
راحت المرية و انتظرتها ثاني يوم على احر من الجمر ... بنفس مكاني ... و صار الليل و ماكو ... و مجتي ...
اني ايست كلت متجي و فعلاً ... انتهى الوقت و رجعنه للبيت و هي ماكو... اما ربيعة ... الي عرفنا هي فوك و ممنوع احد يصعد بحجة معاقبة ... باليل جواد كلي زينب اني رح اصعد اودي هالخبزة و المي لربيعة و بدون ميدرون ... كتله اجي وياك ... كلي لا ابد انت كعدي هنا ....
راح جواد و ورة دقايق نزل بس شكله معصوور .. و عينه مليانه حجي ... اني اشرتله يطلع برة حتى اساله عليها ... بس هو مقبل .. اشرلي نامي ...
ظليت الوب اريد اعرف ... و مكدرت احصل جواب...
نمت و اني قلقانه ...
صار الصبح و كعدنه على صوت صراخ الجهال .. و شهكات النسوان الي يشتغلون عند الريس ...
اباوع و لكيت غسان و حميد ... شايلين ربيعة ... و ربيعة هدومها كلها دم ... اني صيحت كلت لاااااااا ربيعة ... وين موديها .. ركضت على غسان و حميد اريدهم يرجعون ميطلعون بيها ... وجان يركض علية جواد ويلزمني و يجرني من ايدي ... و جان يحضني من ورة ومچتف ايدي ... شاورني باذني و همسلي حجايتين .. گلي لا تتهورين ...ما بية بعد اخسر ... مابية تروحين من ايدي ....
بوقتها مو بالي كلامه و لا درت بال ... بس ظليت افرفح بجي على ربيعة ... حالها يرثى له ... وجهها شاحب و ملابسها مليانه دم ...
وكعت بالكع ابجي و اني عيني تصد لغسان و حميد همه و طلعوا ...
جرني من ايدي جواد و اخذ خواتي و مجموعتنه و طلعني برة توجهنا لاشغالنه ...
الطريق كله اني عيني مغوركة بالدمع و احسب حسابات سودا ... و خايفة حييل و مرعوبة ... اني و خواتي شوكت يجي دورنه ... بس هالفكرة تشل ... يا رب ارحم خواتي و ابعثلهم احد ينتشلهم من هالبؤرة يا رب ......
جواد الطريق كله يباوع لي و بقلق ... بس اني بعد ما بية اداري جروح و بية الجرح ينزف ...
وصلنه للكرادة ... و بدينه نشتغل ...شمة احوالها كلش مو زينة ع منظر ربيعة اليوم ... صارت بس تتقيء ... و تبچي و تون و تصيح معدتي ....
ما ادري الها ... ما ادري لنونو كحته صارت فدنوووب ... ما ادري بالي يم ربيعة وين اخذوها .... ما اعرف ليا حال وصلت ...
جتني شمة وياها ..... هاااي المرية .... يا ربي بلكي رح تاخذ خواتي ....
جتي و البسمة مزينه وجهها و اني لا ارادياً ابتسمت ... كلتلي ها يا حلوة ... شلونج ... كتلها زينة انت جيتي رح تاخذين خواتي ..؟ انمسحت البسمة ... كالت اني ما اكدر اخذهم كلهم ... لو بايدي كلكم اخذكم ... بس اريد اخوج ... كتلها عفية اخذي خواتي وياه ...
كمت ابجي ... كتلها شوفي شمة وضعها كلش مو زين ... اليوم بس تتقيء و اني ما عندي فلوس اخذها للطبيب ... الله يخليج والله هي هادئة و مو وكحة ...
انقهرت علية و باوعت لشمة جان وضعها الصحي تعبان ... وجهها اصفر و عينها بنگر ... كالت زين ميخالف رح اخذ بس شمة و الولد .....هو  شسمه؟ كتلها نونو ... كالت يعني بلا اسم كتلها اي ...
كالت زين اني اخاف احد يشوفنه هنا امشي نروح بغير فرع و انطينياها ... كتلها اي ... و راحت هي بالاول و تانيتها تطب بالفرع و اني باوعت منا و منا و لكيت ماكو احد ... و جان ركض للفرع الي هي راحتله .. و لكيتها واكفه يم سيارة و زوجها يمها ...
متلهفة و بعينها شعاع فرحة ... حسيتها وحدة كلولهة انت حامل ..و هي فرحانه بهالخبر ... متعطشة للامومة ...
وصلت ليمها و عصرني گلبي ... اخوية يباوعلي ببراءة و يلعب باصبعة باذني و عيني و صاير يحجي .. هو رح يصير عمره ٨ اشهر ... هو بي عادة من احد يريد يشيله ميقبل يتعلك برگبتي و يصيحلي ميمي ....
هذا الموقف شكد جنت اتمناه حتى اخلص اخوتي من الذل و الموت ... بس من صار حقيقة ... گلبي وجعني ...  فراگهم صعب ... احنه شفنا الويل سوة و تجرعنا المرار سوة ... شلون رح انطيهم ...شلون رح اسلمهم لغريبة امنت بيها بس لان وجدت بين ملامحها بسمة امي و نظرة من نظراتها ....
هذا صحيح ،؟ ما ادري .... كل الي بالي اريد اخلصهم من الجحيم و ما اعتقد هذه المرية رح تعاملهم مو زين ...
مدت ايدها و دتاخذ نونو .... اني حبست دمعة بعينة و شهگة توجع .... هو تعلگ برگبتي و صاح ميمي ... كام يبجي لان المرية جرته بلطف من ايده و كلتله تعال نونو حبيبي باوع شوف شجبتلك ... طلعت مصاصة من جنطتها ... كالت انت اسمج زينب مووو ..؟ كتلها اي .. كالت اني اسمي رونق ... كلتله تعال يم ماما رونق ... اني تفطر گلبي و نزلت دمعتي غصباً عني ...
وهو ميقبل اتبحرث و اتلوى و ميقبل يروح و هذا الحجي حاضن ركبتي و حاط  راسه على صدري و هو صدره خرخاشة يبجي و يغص ... من الكحة .....
هي هم وجع كلبها المنظر لان نونو صار يشهنك و يبجي ... شالته ... بالكوة جرته من ايدي ... و يعيط و يغص و يصيح ميمي و ماد ايده ...
شمة حضنتني .. و كامت تبجي بالرغم انه هي ما هلكد وية نونو و متحبه ... لزمت ربطة امي و صارت تشمها و تبجي ... اجة رجل المرية و شال شمة و صارت تعيط ... و تصيح ... بس متحجي بس تعيط و تبجي ... اني ظليت بمكاني واكفة ... اباوع لاخوتي يفرفحون يريدوني واني ... سلمتهم بايدي للاغراب ... هل يا ترى رح يسامحوني فد يوم ... لو يظلون شايلين علية ... ركضت على شمة حضنتها حيييل و شميتها ... و نزعت زنجيل امي جانت ناطيته الي و معلك بي حرفي و لبسته الها ... و بستها و كتلها سامحيني شمة .... و عفتهم و انهزمت ... طلعت من الفرع ابجي و اركض بسرعة و اشهنك ... مردت اندار ... مردت اشوف اللحظة الاخير من يروحون ... رسمتلهم اخر لحظاتهم واكفين هنا ... ردت احافظ عليها ... واكفين و ما مشوا و عافوني ....
ركضت و بلا وجهة ... حسيت روحي مليانه ذنوب .... و خطايا ... ذنب زينب اخت علي و ذنب نونو و شمة ... زادت اوزارج يا زينب ... زاد الهم و الغم الي رح يحبس الراحة ... رح تظلين مهمومة و تتمنين المسامحة بس محد يسامحج ........

اغلال القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن