هدوء ما قبل العاصفة

12.9K 307 35
                                    

مليكة بدموع وصوت مختنق  : تعرف أنا حبيتك بجد ... رغم كل اللى عملته فيا بس أنا مش مسامحك ... وسكتت بعد ذلك
حاول إياد أيقظها وإفاقها ولكن لا يوجد رد ... حاول أن يعمل لها تنفس صناعى ولكن لا رد ...
إياد بقلق والدموع بدأت أن تظهر فى عينيه : مليكة متسبينيش ... مليكة ردى عليا مليكة .... ولكنه لم يجد رد  ... فأمسك هاتفه وقام بالإتصال على إيمان لتأتيه بسرعة ....
إياد وهو يحدث إيمان : تعالى بسرعة أوضتى
إيمان بقلق من نبرة صوته : حاااضر
و لم تكمل إيمان دقيقة و كانت معه فى الغرفة وعندما رأت منظر مليكة صدمت و خافت ....
إيمان بقلق : فى ايه مالها
إياد : أنا ندهلك ليه ... شوفيها مش أنتى دكتورة
إيمان وهى تتفحصها : هى عملت ايه قبل ما يحصلها كده
إياد : أكلت أيس كريم
إيمان بقلق : شكلها عندها حساسية ... وحساسية مفرطة لازم تروح المستشفى ... أنا مش هعرف أتعامل معها وبسرعة
إياد بقلق : والحساسية تعمل كل ده
إيمان : ايوة لو كانت مفرطة ده ممكن تؤدى لموتها لو ملحقنهاش
إياد بقلق وخوف وهو يلبسها إسدالها : طاايب يالا بسرعة نروح
وقام بإلبسها الإسدال وحملها ونزل بها إلى سيارته ... وتتبعه إيمان ... وقاد السيارة بسرعة و يظهر على وجهه علامات القلق و الخوف واتجه إلى المستشفى ....
_____________________________________

فى المستشفى .... فى قسم الطوارئ

كان إياد وصل إلى المستشفى و هو يحمل مليكة ويقول بعلو صوته ....
إياد : الحقوهاا بسرعة
فجاء إليه شخص و وضعها على السرير المتنقل و وضعه بغرفة وجاء له الطبيب ....
الشخص : معرفش هى أكلت وبعد كده ده اللى حصلها
أومأ الدكتور برأسه وطلب منه الخروج ليستطيع فحصها ...
فخرج إياد وإيمان وظلوا جالسون فى قلق ....
إياد فى نفسه : أنا اللى عملت فيها كده .... أنا السبب ... أنا اللى غصبتها على أكله
إيمان : إياد هو الأيس كريم كان بنكهة ايه
إياد : الفراولة ... ليه
إيمان : هى كانت نفسها فى الفراولة معقولة هى طلبتها وهى عارفة أنها عندها حساسية منها
إياد : يعنى ايه ... يعنى هى كانت عارفة إن عندها حساسية وهيحصلها كده
إيمان : ايوة ... هى كانت بتقول عايزها عشان ترتاح من اللى هى فيه ... معقول كانت قاصدة إن يحصلها كده
إياد : بس هى مكنتش عايزة تأكل أنا أجبرتها إن هى تأكله بالعافية
إيمان : ليه يا إياد كده
إياد : أنا فكرت إنها بتعاند ومش عايزة تأكل حاجة أنا جايبه مكنتش متوقع إن هيحصلها حاجة و رافضة عشان كده ... هى لو كانت قالت لى مكنتش هغصبها
إيمان بقلق : ربنا يستر وتبقى كويسة
وبعد مدة خرج الطبيب ... وعندما رأه إياد أسرع إليه وخلفه إيمان ....
إياد بقلق : ايه يا دكتور مليكة كويسة
الدكتور : الحمدلله لحقنها هى عندها حساسية مفرطة من الطعام معين  واللى حصلها ده بسببه و كان هيحصلها هبوط حاد فى الدورة الدموية وكان ممكن يؤدى للوفاة ... بس هى الحمدلله بقت كويسة .
إياد بتساؤل: وهو في حساسية توصل للموت
الدكتور : ايوة ... حساسية الأطعمة ... وتظهر أعراض حساسية الأطعمة بعد دقائق معدودة من تناول الطعام الذي يسببها، وتزيد أعراضها بعد ساعتين من تناوله. و أن الأعراض تختلف وتتفاوَت شدتها، فالأشخاص الذين تكون حساسيتهم بسيطة يُعانون من سيلان الأنف المصحوب بالعطاس والحكة والطفح الجلدي، أما الأشخاص الذين تكون حساسيتهم شديدة فيُصابون بردة فعل عنيفة، منها الاختناق وأزيز في الصدر وتورّم اللسان والشفاه والحنجرة وقيء وإسهال، وفي حالات أخرى تتسبَّب هذه الحساسية في هبوط حاد في الدورة الدموية والوفاة المفاجئة .... وفى حالة زوجتك اختنقت وكان هيحصلها هبوط حاد بس الحمدلله لحقناها ... فى حالات كتير زيها مش بنقدر نلحقها لأنها بتيجى متأخر .
إياد بالراحة : متشكر يا دكتور ... أحنا نقدر نأخدها دلوقتى
الدكتور : لا سبها النهاردة نطمن عليها وبكرة إن شاء الله تقدر تخدها ... هم دلوقتى هينقولها فى غرفة عادية
أومأ إياد برأسه و وغادر الطبيب و ذهب إياد و إيمان خلف مليكة التى ينقولها إلى غرفة أخرى .....
و نقلت مليكة إلى الغرفة وخرجت المريضة ... وظل إياد و إيمان ينتظران استيقاظها ... وأثناء أنتظرهم قرر إياد الذهاب لدفع التكاليف حتى تستيقظ و ذهب  للحسابات ....
وعند خروجه بمدة بدأت مليكة فى الاستيقاظ فاقتربت إيمان منها للإطمئنان عليها ...
إيمان : مليكة أنتى كويسة
مليكة وهى تعتدل : الحمدلله
إيمان : أنتى كنتى عارفة أنك عندك حساسية
وفى تلك اللحظة جاء إياد و ظل واقفًا يستمع لحديثهم دون دراية منهما ....
مليكة : اهاا عارفة ... أنا عندى حساسية مفرطة من الفراولة وأى حاجة بنكهتها
إيمان : طب ليه أنتى كنتى عايزة تأكليها يا مليكة ... وليه معرفتيش إياد ... هو أكلك غصب عشان كان مفكر أنك مش عايزة تأكلى من حاجة جايبها
مليكة : مش عارفة أنا ليه مش قلت له ... يمكن عشان أعاند معه ... يمكن عشان نفسى ارتاح بقا من اللى أنا فيه لأنى بجد تعبت من الحياة دى ... كانت فرصة ليا أنى أخلص من حياتى دى ... بس ضاعت خلاص ... كنت أتمنى فعلًا أنها تتحقق
إيمان بحزن عليها : ياااا يا مليكة ... كل ده شايله فى قلبك لدرجة أنك تتمنى الموت .... ده نعمة يا مليكة من ربنا الحياة دى نعمة من عنده ازاى تفرطى فيها
مليكة بدموع : أنا عارفة أنها نعمة من ربنا ... بس أنا خلاص فاض بيا يا إيمان جبت أخرى ... كل شوية أقول الحياة هتتحسن ... بس كل شوية بتزيد سوء ... مش عارفة أتعامل معها
إيمان : الحياة مع إياد وحشة أوووى لدرجة دى
مليكة بابتسامة ساخرة بين دموعها : أنتى متعرفيش حياتى مع إياد عاملة ازاى ... بس حياتى مع إياد مش السبب الوحيد للى أنا فيه ... بس هو سبب من الأسباب
إيمان : ليه يا مليكة ... إياد بيعمل ايه معاكى
مليكة : معلش يا إيمان بس أنا ما أقدرش أقول  ... دى حياتى و مينفعش أخرجها برة حتى ليكى ... متزعليش منى
إيمان : لا يا حبيبتى مش زعلانة طبعًا ... أنا كان غرضى أسمعك ممكن ترتاحى ... بس بدل أنتى عايزة كده خلاص ... وفى أى وقت عايزة تكلمى معايا عرفنى و أنا هسمعك
مليكة بابتسامة ممتنة : شكرًا يا إيمان
إيمان بمرح : مفيش شكر بين الأخوات ولا ايه يا أبلة مليكة .
وعندما أنهوا حديثهم ... غادر إياد وعلى وجهه علامات الندم و الأسف ... وجلس على أقرب مقعد يقابله ... ومسح على وجهه بعصبية ثم أغمض عينيه وأرجع رأسه إلى الخلف وظل يفكر ....
إياد بتفكير فى نفسه : أنا أذيتها أوووى ... أذيتها لدرجة إن هى تتمنى الموت ... أنا كنت هموتها بإيدى ... أنا أجبرتها على الأكل ... وهى محولتش تنبهنى ... هى كانت بتتمنى ده ... بس قالت لى إن هى بتحبنى بس مش هتسامحنى فى نفس الوقت ... أنا نفسى مش مسامح نفسى على اللى عملته فيها ... أنا ليه بأذيها كده .... عشان خايف عليها ... يمكن أنا خايف عليها بس أنا قلبت حياتها جحيم ... جحيم أنا محستش بيه ... جحيم المفروض يكون من نصيبى ... أنا لو أقدر أخليه نصيبى هخليه .... بس هى هتقدر تتقبل حبى ... أنا ممكن أذيها تانى ... أنا مستحمليش أذيها تانى بدون دراية منى ... ايه الحل للى أنا فيه ده .... أنا هنهى الوضع ده وأشوف الناس اللى بتدور عليها عشان مفضلش عايش فى خوف عليها  ... وبعدين أشوف ايه اللى هيحصل بينا  ...  ده الحل اللى قدامى عشان مأذيهاش تاانى .... ثم قام بالاتصال بإسلام ليخبره أن يأتى ليأخذ إيمان ... ثم اتجه إلى الغرفة التى تجلس بها مليكة و رسم على وجهه علامات البرود ...
إياد وهو يتجاهل النظر لمليكة ويتحدث مع إيمان : إيمان أعملى حسابك إسلام جاى يخدك عشان تروحى الفيلا ... وأبقى أبعتى لبس لمليكة معه تانى للإحتياط
أومأت له إيمان ... بينما تحدثت مليكة بجمود : كتر خيرك يا بشمهندس روح أنت
لم يرد عليها وتجاهل حديثها ... وظلوا ينتظرون إسلام ... وبعد القليل من الوقت وصل إسلام ...
إسلام : مليكة ... حمدلله على السلامة
مليكة بابتسامة متعبة : الله يسلمك يا إسلام
إسلام : أخبارك ايه دلوقتى
مليكة : الحمدلله أحسن
إياد : يالا يا إسلام خد إيمان وروح وتعالى تانى
إيمان : ما تسبنى أنا أقعد معها و روح أنت عشان الشركة بكرة
إياد : لا متشغليش بالك ... أنا اللى هعقد مع مليكة
أومأت له إيمان وخرجت هى و إسلام ... وظل إياد ومليكة صامتان لبعض الوقت ... ثم تحدث إياد ...
إياد : أخبارك دلوقتى
مليكة : الحمدلله
إياد : مفيش عندك توضيح
مليكة : توضيح لايه
إياد : عن اللى حصل مثلًا ... أننى ليه معرفتينيش بحكاية الحساسية
لم ترد عليه مليكة ... فأكمل هو ....
إياد : مليكة ردى عليا
مليكة : أنا مش لازم أبرر ليك
إياد : مليكة أنتى كان ممكن  لقدر الله  تموتى
مليكة بابتسامة ساخرة : يهمك يعنى إنى أموت .... بقولك ايه يا إياد أنا تعبانة ومش قادرة أتكلم ومفياش حيل للمجادلة فياريت منفتحش فى حاجة
إياد : مااشى يا مليكة ... أنا مش هسألك تانى و فى أى وقت عايزة تكلمى فيه ... نبقى نكلم
لم ترد عليه مليكة وظلت صامتة .....
______________________________________

حب إجباريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن