النهاية

18K 509 168
                                    

فى المستشفى

كان يوسف و منة يقفان أمام الطبيب ينتظران أن يخبرهما بالنتيجة فهو ينظر فى نتيجة التحاليل و بعد طول انتظار تحدث الطبيب بالنتيجة ......
الطبيب و فى يديه أوراق التحاليل : البشمهندس يوسف ... مفيش عيب الحمدلله و تقدر تخلف فى أى وقت ... إما المدام فى الحقيقة أنتى عقيمة .
يوسف بصدمة : أتأكد تانى يا دكتور
الطبيب بأسف : للأسف التحاليل صحيحة و مفيش غلط ... بس الطب التطور و الحمدلله نقدر نعالجها ... بس طبعًا الموضوع ده هيأخذ وقت كبير .
يوسف بصدمة : تمام يا دكتور ... عن أذنك .
و قام يوسف بسحب منة من يديها لتخرج و هى فى عالم أخر ... فهى مازالت فى صدمتها ...
منة بصدمة فى نفسها و يوسف يسحبها للخارج دون شعور منها : أقال عقيمة ... ماذا يعنى هذا ... هل يعنى إنى لن أنجب ... لن أكون أم ... لن يكون لى طفل من يوسف يشبهه أكثر من أن يشبهنى ... كم تمنيت و دعيت أن يصبح لي طفل منه ... و لكن الآن أصبح حلمى مجرد سراب ... وهم ... لن يتحقق أبدًا ... و كيف يتحقق و أنا أرض بور ... كيف للأرض البور أن تزرع ثانية لتزهر مرة أخرى ... كيف سيحدث ذلك ... يااااارب أنا محتاجلك أووووى .
و لم تفق منة سوى على صوت يوسف لتنظر حولها ... فتجد نفسها أمام بحر و المكان شبه خالى لا يوجد أحد سواهما ... فنظرت فى عينيه حتى تعرف بماذا يفكر ... و لكن لا شئ يظهر فى عينيه ... لا تعرف رد فعله ... هل سيتركها و يتخلى عنها ... أم سيتزوج عليها ... هو من حقه أن يفعل ما يشاء و أنا لن أحرمه من هذا ....
و لم تستطع أن تكتم فى نفسها فى بدأت فى الحديث و هى تتصنع القوة أمامه ... لا تريده أن يرى دموعها لهذا السبب و لكن تتحرك الرياح بما لا تشتهى السفن ...
منة و هى تتصنع القوة : يوسف أنت تقدر تجوز و تعمل اللى أنت عايزه أنا مش هحرمك من أنك تكون أب و لو عايز تط ....
قام يوسف بمقاطعتها و جذبها لحضنه و قال بحنان : اشششش إياكى تقولى الكلام ده تانى ... أنا لو ابنى مش منك يا منة يبقى مش عايزه ... مش عايز أكون أب لو ابنى مش منك ... أنا مش متجوزك عشان تجبيلى عيل أو اثنين ... أنا اتجوزتك عشان بحبك ... عشانك أنتى بس ... و أنتى جاية تقولى بسهولة الكلام ده ... أنا مستحيل أتخلى عنك لسبب من الأسباب ... مستحيل يا منة
منة و عينيها تلمع بالدموع و تقاوم أن لا تنزل : بس أنا ...
قاطعها يوسف مرة أخرى و هو يقول : عيطى يا منة خرجى اللى جواكى
انفجرت منة فى البكاء ... كأنها كانت تنظر أن يقول لها هذا الكلام ... تنتظر أن يشعرها بالأمان ... تنتظر أن يقول لها أنه لن يتركها مهما كانت الأسباب ... هى تحبه كما لم تحب من قبل لا بل تعشقه ... و هو يستحق كل هذا الحب و العشق فهو يوسف .....
منة ببكاء : مش هبقى أم يا يوسف ... مش هجيب بيبى صغير شبهك ... مش هلمسه و لا أشم ريحته ... عمرى ما هحس بإحساس الأمومة يا يوسف ... ليه أنا اتحرمت منه ... كان نفسى أحس الإحساس ده أوووى ... كنت بتمنها ... بس فى الأخر اتحرمت منه .
يوسف و هو يحاول تهدئتها : استغفرى ربنا يا منة ... مش يمكن ده اختبار من ربنا ... مش يمكن اللى حصل ده أحسن من حاجة تانية ... كان ممكن تجيبى بيبى بس يكون فى عيب خلقى ... متعرفيش ربنا كاتب لينا ايه ... و فى جميع الحالات ربنا مش هيختار لينا حاجة غلط ... ربنا هيختار لينا أحسن حاجة .
منة ببكاء : و نعم بالله
يوسف بتأكيد : و أتأكدى من حاجة ... أنا عمرى ما هتخلى عنك ... مهما يحصل .
فنظرت له نظرة تشمل كل شئ من حب ... عشق ... شكر ... أمل ... فهى تشعر بشعور الآن لا يمكن وصفه ببعض كلمات .....
بعدما هدئت منة ... قرر يوسف الذهاب إلى الفيلا ... و عندما وصل إلى الفيلا وجد والده و رزان ينتظران مجيئهما ......
أحمد بتساؤل : ايه نتيجة التحاليل يا يوسف
يوسف بتهرب : بعدين يا بابا
أحمد باصرار : لا أنا عايز أعرف دلوقتى ... ايه النتيجة
يوسف بتهرب : يا بابا بع .....
قاطعته منة بقولها و هى تبتلع غصة فى حلقها : يوسف كويس الحمدلله يا عمى ... و أنا و أنا عقيمة مش بخلف .
أحمد بصدمة : بتقولى ايه ... مش هتخلفى ... يعنى مش هشوف أحفادى
يوسف بهدوء : بابا ده قدر ربنا و أنا راضى به الحمدلله ... و أكيد ربنا ليه حكمة فى اللى حصل .
أحمد بلا مبالاة : بس أنت ممكن تتجوز
يوسف : و أنا مش عايز أتجوز
أحمد بغضب : يعنى ايه مش عايز تجوز ... أنت ابنى الوحيد و لو مخلفتش معناها إن العيلة تنقرض ... معناها إن مفيش حد هيشيل اسم عيلة الدالى .
عندما سمعت منة هذا الكلام لم تستطع الوقوف أكثر من ذلك و صعدت إلى غرفتها ... مما أدى إلى غضب يوسف عندما حدث ذلك ... و رزان تنظر لهما بخبث و تشفى ....
يوسف بغضب : و أنا ميهمنيش ... أنا كل اللى يهمنى منة
أحمد بغضب : و أنا مش بأخذ رأيك ... أنا بعرفك أنت هتجوز رزان بعد ثلاثة أيام
يوسف بغضب : و انا قلت مش هتجوز
أحمد بغضب : هتطردك من الفيلا و أحرمك من أى فلوس
يوسف : أنا اللى مكبر كل حاجة ... بمجهودى أنا
أحمد بلا مبالاة : فى الأخر هى فلوسى أنا و ممكن أحرمك من كل حاجة ... و الفرح بعد ثلاثة أيام و مش عايز رفض من ناحيتك
و غااادر أحمد و ترك يوسف خلفه مذهولًا ... أهذا والده ...
رزان بدلال : ألف مبروك يا يوسف يا حبيبى هنتجوز
يوسف بقرف : و أنا مش هتجوزك
ثم صعد إلى غرفته ليجد منة تبكى فاقترب منها و لكنها تبتعد عنه ...
يوسف باستغراب : منة مالك
منة ببكاء : أنت لازم تسمع كلام باباك
يوسف بغضب و صوت جهورى : كلام ايه اللى بتكلمى عنه ... أنا لا يمكن أنفذه .
منة ببكاء : باباك عنده حق ... أنت لو مخلفتش عيلة الدالى هتنقرض ... و أنا لا يمكن أقبل بكده أبدًا
يوسف بغضب : و أنا مش هتجوز غيرك
منة بعند و هى تبكى : يبقى أنا مش هخليك تقرب منى و لا تلمسنى ... و أسيب الفيلا .... و كمان هطلب الطلاق ... و أنت اللى تقرر ... ثم أكملت و هى تبتلع غصة فى حلقها : تتجوز بعد ثلاثة أيام ... يا أما مش تتجوز و تطلقنى بعد ثلاثة أيام .
و تركته بين نارين و اتجهت إلى الحمام و تغلق الباب خلفها و تبكى فى صمت ....
_______________________________________

حب إجباريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن