شئ غير متوقع

13K 305 47
                                    

مليكة تعيش فى الفيلا و يعاملها الجميع جيدًا ... و لم تحاول التقرب إلى إياد ... هى تنتظر أن يتقرب هو منها ... بينما إياد يظن أنها تكرهه و لم تستطع أن تسامحه بل هى سامحت الجميع ماعدا هو ... هو كان ينام بجوارها كل يوم حتى لا تخاف ... و لكن لم يجرؤ على لمسها هو فقط يعاملها جيدًا يداعبها و يغيظها بأفعاله المتعمدة لإثارة انتبهاها و لكن ينتظر أن تتحدث معه ... و لكن انتظاره طال ....
فقرر إياد أن يضع حدًا لهذه المهزلة اليوم عليه أن ينهيها سواء بموافقتها أو بالإجبار ... و لكنه لن يتخلى عنها أبدًا هو سيتبع هذه الطريقة و أن لم تنفع سيرى طريقة أخرى ...
فطلب إياد من مليكة أن ترتدى فستان سهرة لأنهم سيذهبون إلى مكان ما ... و بالفعل قامت بارتدائه كان فستان باللون النبيتى فى البيج و ذهبت معه ... و من ثم لاحظت وقوف إياد بسيارته فى مكان ما و يأمرها بالنزول من السيارة ... فقامت بالنزول و وجدت نفسها أمام مطعم فاخر ... وقفت تنظر إليه و لم تشعر بيد إياد الذى سحبها من يدها ليدخلها إلى الداخل ... و عندما دخلت باب المطعم صدمت بما رأت ...
فقد كان إياد حجز المطعم بأكمله مسبقًا و قام بتجهزه فكان يتوسط المطعم طاولة طعام واحدة قام بتزينها بالورود و يحيطها مجموعة من البلالين التى على شكل قلب ... و الطريق من باب المطعم إلى الطاولة ملئ بالورود و الشموع الرائعة .... و كان يوجد بالقرب من الطاولة رسمة قلب كبيرة مصنوعة من الورد .... و يوجد فى جانب من المطعم منصة كبيرة منثور على أرضها ورود باللون الأحمر  ... و  يوجد على المنصة العازفين ... و يقف بجانب الطاولة نادلين .... مع الإضاءة الخافتة للمطعم  ... فصنع كل هذا جوًا رومانسيًا من المستحيل رفضه أو تركه ....
فكانت مليكة تنظر للمكان بصدمة و عينيها تلمع بالفرحة و السعادة ... بينما إياد كان ينظر إلى عينيها يرى لمعة عسليتها و فرحتها ... ففرح برد فعلها هذا و ابتسم ابتسامة عريضة  و أمسك يديها و سحبها ناحية الطاولة و من ثم حرك لها الكرسى لكى تجلس عليه و هو جلس أمامها ...
و عندما جلسوا تحدثت مليكة بجدية مصتنعة ...
مليكة بجدية مصتنعة : أحنا بنعمل ايه هنا
إياد بابتسامة عريضة : هنتعشى
فإياد يعرف أنها تتحدث بجدية مصتنعة لتخفى فرحتها و سعادتها عنه ...
مليكة بجدية مصتنعة : يعنى كل ده عشان العشاء
إياد و هو ما زال على ابتسامته : اهاا ... فى مانع ... مش عجبك المكان
مليكة بارتباك : لا بس مبالغ فيه ... إن كل ده عشان العشاء
إياد : عاادى مش مبالغ و لا حاجة بتهيالك بس ... و بعدين أنا بحب أتعشى كده
مليكة و هى تحرك كتفيها بلا مبالاة : أنت حر
و قام إياد بطلب الطعام ليتناولوا الطعام و عندما جاء الطعام انسحب النادلين ليتركوهما على راحتهما ... و بدأوا بتناول الطعام و كانوا يصمتون تارة و يتحدثون تارة  ...
إياد : أنتى مش عايزة ترجعى الشغل تانى
مليكة : لا هرجع من بكرة إن شاء الله
إياد بخبث : بس أنا مش عايز مراتى تشتغل
نظرت له مليكة بغيظ و قالت : و الله ده كيانى و أنا مش هسمحلك تمحيه
إياد بخبث : بس أنا جوزك و المفروض تسمعى كلامى
مليكة بغيظ : و مش عشان أنك جوزى تلغينى ... ثم أكملت بتحدى : و بعدين أنا مش معترفة بيك أنك جوزى
فابتسم إياد ابتسامة عريضة فها هو وصل للنقطة التى يريدها ... و قام من على كرسيه و وقف بجانبها ليوقفها هى الأخرى ...
هى استغربت رد فعله فهو لم يغضب ... لم يتعصب ... بل حافظ على هدوءه و ليس هذا فقط ... بل أنه يبتسم ابتسامة رائعة ما سر هذ الابتسامة ... و فاقت على صوته ...
إياد بابتسامة رائعة و يمد يده لها : ممكن تيجى معايا ... مليكة
مليكة بعدما أفاقت و رأت يده الممدودة : هااا ... أجى معاك فين
إياد و هو ما زال على وضعه : تعالى و خلاص
فمدت يديها له لتقف و يقوم بسحبها إلى رسمة القلب و يوقفها فيها ... فنظرت له مليكة باستغراب ... و لكن سرعان ما وجدته يركع على ركبتيه و على وجهه ابتسامة رائعة ... فصدمت لفعلته و فتحت عينيها على وسعهما من الصدمة فهل إياد عز الدين المهندس يركع ... و ليس هذا فقط بل يركع لى ... يركع لمليكة محمد الدالى ... و بدأ إياد بالتحدث ....
إياد بصوت دافئ ممزوج بالحنان و هو يركع على ركبتيه : مليكة أنا عارف إنى جارحتك و أذيتك أوووى بس أنا عملت كل ده من خوفى عليك ... من لهفتى عليكى ... من حبى لا من عشقى فيكى ... مليكة أنا بحبك فوق ما تتصورى و مستعد أعمل أى حاجة عشانك ... ثم أخرج من جيبه علبة مخملية حمراء و فتحها كانت تحتوى على خاتم رائع من الألماس و أكمل ... فهل تقبلين الزواج بى ... هل تقبلين الزواج من هذا الشخص العصبى الهمجى المتسرع فى تصرفه فى أى حاجة خاصة بيكى ... هل تقبلين بهذا الشخص المغرور ... هل تقبلين بهذا الشخص كزوج لمليكة ليس كإياد عز الدين المهندس و لكن كإياد فقط .
نظرت له مليكة بعدم تصديق فهو يركع أمامها و يطلب منها الزواج و يعترف بخطائه و يوصف نفسه بكل هذه الألقاب كل هذا من أجلى فقط ... هو أخطأ و أتبع طريقة خاطئة و لكن فعل كل هذا من أجلى ... من خوفه علي حتى لا ابتعد عنه ... كان كل هذا من أجل مصلحتى ... كنت فى تفكيره قبل كل شئ لا بل فى قلبه فمشاعره هى التى حركته و دفعته ليتصرف هكذا ... فلمعت عينيها بالدموع و قامت بمسك ذراعيه ليقف ... هو خاف لترفض طلبه و لكنها ابتسمت بين دموعها و تحدثت ....
مليكة بابتسامة بين دموعها : إياد عز الدين المهندس ميركعش حتى لو كان قدام مليكة نفسها ... و بعدين أنا مجوزاك أساسًا فليه تطلب تانى
إياد : عشان أنتى كنتى موافقة غصب ... أما ده باختيارك أنتى ... قلبك هو اللى هيكرر .
مليكة و هى ما زالت على وضعها : و أنا موافقة ... موافقة أكون مرات إياد العصبى .. الهمجى .. المغرور ... موافقة عليك بكل حالاتك ... عشان أنا بعشقك بكل حالاتك .
فابتسم إياد ابتسامة عريضة و قام باحتضانها و ظل يدور بها و هى تضحك عليه ... و قام بإنزالها ... فتحدثت مليكة بفرح ...
مليكة بفرح و هى تمد له يدها : لبسنى الخاتم بقا
فابتسم إياد و قام بإلبسها الخاتم و طلب منها الرقص معه ...
إياد بفرحة : تسمحيلى بالرقصة دى
مليكة ضاحكة : أنت مين ... أنت مش إياد اللى أعرفه
إياد بفرحة : أنا اللى معاكى هبقى كده ... أنا اللى هنسى الدنيا طول ما أنا بين ايديكى ... أنا إياد بتاعك أنتى و بس
فابتسمت مليكة فى سعادة و سحبها إياد ليصعد على المنصة و صوت الموسيقى يملأ المكان و يبدوأ بالرقص ...
و ظلوا مع بعضهم يكملون سهرتهم حتى أصبحت الساعة ثانية عشر مساءًا فقرروا العودة إلى الفيلا ... فعادوا إلى الفيلا فى فرح ... نزلت مليكة من السيارة فقام إياد بحملها دون دراية منها ...
مليكة بذعر : إياد .. لا لا لا نزلنى
إياد ضاحكًا : لا مش هنزلك
مليكة بذعر : افرض حد شافنا
إياد و هو يتجه إلى الفيلا : يا بت أنتى مراتى هو أنا جايبك من الشارع
ثم صعدوا إلى غرفتهم ... و قام إياد بتنزيلها و تحدث معها ....
إياد : يالا روحى غيرى هدومك عشان ننام
خافت مليكة و فكرت إنه سيفعل معها شئ و لكنه فى النهاية زوجها فقامت بتغير ملابسها و ارتدت بيجامة باللون اللبنى و خرجت له وجدته غير ملابسه و نائم على السرير فاقتربت منه ... فسحبها لتقع عليه فابتسم و قام بتعديل وضع نومها و قبلها على جبينها و احتضانها ...
إياد و هو يحتضانها : يالا ننام
فابتسمت مليكة و قامت باحتضانه هى الأخرى و سندت رأسها على صدره لكى تنام .....
_______________________________________

حب إجباريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن