ها هو الربيع قد قام باعلان دخوله مع نسمات العليل المختلطه بتلك الرائحه الزكيه الا وهي رائحه تلك الزهور المتفتحه اللتي ملأت ضواحي باريس رائحتها تبعث في نفسك الطمأنينه و كانها تخبرك بان كل شيئ سيكون علي مايرام ، دائما ما وجدت ان حياه تلك الزهور تشبه كثيرا حياتنا نحن البشر ، ياتي عليها الخريف فتذبل اوراقها وتسقط تماما كما يفعل الحزن بنا عندما يحولنا لاشخاص باهتون لا روح لنا فقط صوره متحركه كالروبوتات الاليه ثم يعصف بها الشتاء فتحارب اغصانها تلك العواصف وتبقي ثابته في مكانها تماما كما نواجهه نحن الامنا باصرار وتحدي رافضين فكره الاستسلام، ثم واخيرا يحل الربيع ليخبر تلك الزهور بان الصبر نهايته الفرج وان كل شيئ اصبح علي ما يرام ، لكن الاختلاف الذي بيننا وبين تلك الزهور هو ان ليس لنا ربيع ننتظره في موعد معهود بل نظل نجابه ونتحمل حتي نصل نحن الي ذلك الربيع المجهول بافعال نضعها بانفسنا ........كان معني الربيع مختلفا تماما لدي ازلما النائمه في سريرها فلم يعد يتبقي علي عرسها سوي يومان ، كانت العائله سعيده وتحفها معالم البهجه مشغولون في تحضير مستلزمات ذلك العرس ابتداءا بفستان ازلما حتي الدعوات ، لم تكن هي مهتمه باي شيئ مما يقومون به وكان العرس ليس عرسها هي في الواقع كانت تعتبره مراسم لدفنها
استيقظت وهي تتثائب تنظر الي الساعه المعلقه قبالتها لتجد انها الواحده بعد منتصف الليل ، هي لم تستيقظ في هذا الوقت بمحض الصدفه !
ازالت الغطاء من علي جسدها الهزيل باقصي سرعتها لتقوم بما خططت به منذ اسبوعان
احضرت حقيبه مهترأه لتضع فيها بعض حاجيتاها الاساسيه ضببتها بعجله منها ، كانت كالنحله التي تحوم حول نفسها
تنظر الي الساعه بين كل ثانيه واخري كان الهواء يخرج من رئتيها بكل خوف وتوتر
احضرت ورقه وقلم لتدون شيئا كانت ومازالت تتمني ان تتقبله عائلتها وتتفهمهتنهدت وهي تضع الورقه اعلي الطاوله وتشعر بتضارب مشاعرها ودقات قلبها السريعه
تجاهلت كل مخاوفها لتأخذ بحقيبتها وهي تفتح باب غرفتها الذهبي
نظرت نظره اخيره علي غرفتها ورأت انعاكسها في تلك المرآه المقابله لها حتي تسقط دموعها وكأنها تودع نفسها وان وهذه هي النظره الاخيره التي ستري فيها نفسها تري فيها ازلما !اغلقت الباب بحذر وهي تنزل بخطوات حثيثه علي الدرج الذي نهايته ستكون نهايه مخاوفها وآلامها ، فهكذا اعتقدت هي ......
القصر يحفه الظلام ، الصمت يأكل كل ركن من اركان المكان وكأنه قطعه من غابه استوائيه مهجوره ، كانت تلقط انفاسها بسرعه وكأنها كانت تشارك في مسابقه للعَدْو
أنت تقرأ
There are soldiers for dream|| للحلم جنود
Romanceباريس -1830 حقبه زمنيه يجتاحها الظلام والخوف والفقر المشردين واللصوص يشغلون جميع ضواحي العاصمه كانت فرنسا آنذاك تمر بعدم الاستقرار السياسي بعد سقوط نابلوين عام ١٨١٥ ، وتعيين لويس فيلييب ملكا للبلاد , عامه الناس يكتمون الغيظ ويستنشقون الالم كل ص...