chapter 26

129 18 0
                                    


مرت الشهور في هدوء دون وقوع الكثير من الاحداث لا يمكنك ان تعلم هل كل شيئ اصبح على مايرام  ام هذا ما يدعونه بالهدوء قبل العاصفه ؟
.
.
.

"لا لا  اوسيان ابتعد" ، تعالت ضحكات ازلما وهي تلعب مع الطفلين بفِعل اوسيان الذي همّ في دغدغتها
"يبدو ان مزاجك جيد اليوم "
قالت كريستن مع إبتسامه عريضة وهي تضع صينيه الشاي التي كانت تحملها بين يديها اعلى الطاوله المُستقره امام الكُرسي الذي أسدلت بجسدها عليه ،
اعتدلت ازلما وهي تحمل اوسيان بمرح
"ان طفليكي يغمرونني بالسعاده دوما ، اليس كذلك ؟ قالت وهي تداعب أنف الصبي "
أنزلته ارضا ًحتى يستطيع الانضمام الى شقيقه الذي يلعب بالالعاب التي ابتاعتها لهم صباح اليوم
لتتخذ مقعدا بجانب السيده وهي تأخذ كوبا من الشاي بين راحتيها لتمدهما بالدفأ
" اذا ازلما ! " قالت السيده وهي ترتشف بعضاً من الشاي خاصتها
" ماذا ؟ " تساءلت أزِلما وهي تأخذ رشفه من كوبها هي الأُخرى
وضعت كريستن كوب الشاي خاصتها أعلى المِنضده وهي تسحب نفساً عميقاً وتُشبك أصابع يديها في بعضِها البعض في إمتعاض إحتلّ ملامِحها
= ان صمت اباكي وبوارو اصبح غير مطمأناً البته
توقّفت أزِلما عن أخذ رشفه أُخرى من كوبِها لتنظُر الى السيده وكأنها قالت ما يجول بِخاطِرها
-كنت أُفكر بهذا الامر ليله امس انني اجهل سبب صمتهما لكني اعلم انها يخططان لشيئ ليس بالسّار
اومأت السيده مع كُل كِلمه أطلقها فمها حتى تُضيف على ماقالت هي :
= وبيرنارد لا يريد ان يترك الفرقه جانبا اخاف ان يلقى مصيرًا مشابه لايثان لا أتخيل كيفَ سأتحمل إذا ما حدث له اي مكروه
-هذا هو ، إن ماحدثَ لايثان هوَ مايدفعه لإكمال ما بدأه بيرنارد لن يترك حقّه يضيع سُدى  لقد قطع وعدا بانه لن يتراجع حتى يجلب الحريه للبِلاد وانتِ تعلمين بيرنارد جيدا لن يهدأ حتى ينفذ وعده
= انتِ على حق ابنتي ولكن لربما لو حدثتيه انتي بهذا الموضوع لتراجع
تنهدت ازلما وهي تضع بالكوب على الطاوله امامها في هُدوء لتنظُر الى الطفلين اللذان كانا مُنهمكان في اللعب لترتسم على شفتاها إبتسامه باهِته
-هؤلاء الأطفال يجب أن ينعَما بمُستقبل مُشرِق الا توافقونني الرأي سيدتي !
تعجّبت السيده إِزر قولها لتنظر الى طِفليها حتى عقّبت ازلما : اتعلمين اتمنى أن أُجبره على التوقّف اتمنى لو أمكننا جميعاً مُغادرة البِلاد حتى يتسنى لنا العيش في سلام لكني لا استطيع ! ، انا أعلم اني سأخذله بمُجرد أن أَطلب شيئاً كهذا سأكون فقط وكأنني اقول له فليذهب الجَميع الى الجحيم فلتذهب أرواح كل هؤلاء الشُجعان الى الجحيم لكن المُهم هو ان نعيش بسلام 
= ولكن لا استطيع ان أضحي بولدي فليذهب الملك الى الجحيم فلتذهب فرنسا جميعها الى الجحيم لا يمكن ان أقف مكتوفه اليدين وانا ارى ولدي في طريقه الى الهلاك
- الهلاك هو الصمت ، علاصوت أزِلما لينتبه الطفلان حتى شعَرت أزِلما بما فعلته
"انا آسفه لم أقصد هذا لكن سيدتي ان ظللنا صامتين لن نعيش في سلام في كل يوم يتساقط العشرات من القتلى نتيجه لجوع او لمرض ، لن ينجو احد سوا اصحاب الثروات اما نحن فسيكون الجحيم نهايتنا
تساقطت الدموع من عيني ازلما وهي تخرج كلماتها بقسوه معبره عن امتعاضها وغضبها الذي اجتاحها طوال الفتره الاخيره لم تعد تشعر سوا بالغضب وخيبه الامل لو ان احدا ما سالها ماذا تريد في تلك اللحظه لاختارت بان تحرق الأخضر واليابس دون رحمه
صمتت كريستن وهي تعلم ان الفتاه اليافعه المستقره امامها على حق من أمرها لكنها عاجزه عن تخيل الحياه دون ولدها فعلى الرغم من انها والدته الا انها تتكأ عليه وكانه اب لها في كل ليله تَدخُل الى غرفته ليلاً  لتجِده نائما في سكون حتى تتسلل لتجلس بجواره لتستطع تأمل ملامحه وعلى وجهها تِلك الابتسامه الدافئه وهي تمسح على شعره بيدين الام الحنونه كانت تشعر بالطمأنينه وهو بالقُرب مِنها ، تدعو إلهها الا يصيبه مكروه انها في صراع بين قلبها الذي لا يتحمل فراقه وعقلها الذي يقول بانه على صواب فيما يفعله ، لم تجِد آلا الصمت وهي تنظر الى ازلما وهي تمسح عبراتها التي تسللت من عيناها خلسه
رسمت الابتسامه على وجهها بصعوبه لتنطق في الم غزى صدرها " سيكون كل شيئ على مايرام حتما " 
.
.
.

There are soldiers for dream|| للحلم جنود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن