chapter 28

136 24 1
                                    


كانت ازلما تُدندن بصوتها العذب للطفلين حتى يناما ،  النافذه مفتوحه لتُدخل بعضاً من النسيم العليل والقمر ساطعاً في السماء
غفا الطفلان اوسيان واينسن اما هي فكانت تتأمل برائتهما وهي تمسح على شعر الصغير اينيس الاشقر
حتى سمعت خطوات اقدام على العشب بجوار النافذه لترتعد خوفاً وهي تقترب منها لتتمكن من معرفه مصدر الصوت
اقتربت من النافذه وهي تحاول ان تسترق النظر دون ان تخرج رأسها خارجاً حتى فاجأها احدهم وهو يدخل رأسه بسرعه من النافذه ، شهقت ازلما بخوف
=بيرنارد لقد أخفتني
قهقه بيرنارد بخفه وهو يشير لها بإن تخفض صوتها حتى لا تيقظ الطفلين
-" تبدين جميله وانتي خائفه " همس لها
=لن تستطيع ارضائي بهذه الكلمات بعدما كاد قلبي أن يُقتلع من محلّه نتيجه لفعلتك
-لا يمكننا التحدث هكذا هيا تعالي الى الخارج القمر جميل اليوم
اومأت له  وهي تأخذ وشاحها وتلف به جسدها الهزيل حتى يحميها من نسمات الهواء البارده خارجاً ثم أغلقت الباب وهي تلقي نظره اخيره على الطفلين حتى تتاكد بأنهم غارقين في نوم عميق ، خرجت لتستقبلها نسمات الهواء لتضم بوشاحها عليها حتى يمدها بقليل من الدفأ ، اقتربت من بيرنارد الذي كان يقف قبالتها وهو يعطي بظهره اليها حتى يستطيع مراقبه القمر المكتمل في وسط السماء وقفت بجانبه ليلتفت اليها حتى يراها وهي تنظر الى القمر كما كان يفعل هو ، ارتسمت ابتسامه رقيقه على شفتيه ثم تنهد وهو يضع يديه في جيوبه ويعيد بنظره الى القمر من جديد حتى يردف : القمر جميل جداً اليوم اليس كذلك ؟
= نعم لم اره هكذا من قبل يبدو وكأنه قريب جداً منا , قالت وهي تعيد بخصله شعرها الذي اخذ في النمو من جديد حتى اصبح يَصل كتفيها خلف أذنها وعلى وجهها ابتسامه عذبه
-اشتقت اليكِ
قال بيرنارد وهو يأخذ يدها للامساك بها حتى ارتسمت علامات الخجل على وجه ازِلما اماماً منه
=وانا كذلك ، قالت وقد رسمت إبتسامه على ثِغرها لكن سُرعان ما اختفت وهي  
تتنهد بِثقل ثم اردفت : بيرنارد انني اشعر بالقلق
-من ماذا !  قال بيرنارد وهو يتفحص ملامحها بعينيه
=انت تخطط لأمر ما اليس كذلك ؟ لقد اصبحت تقضي وقتاً طويلاً في المقر كما انك تمنعني من المجيئ معك
اخفى بيرنارد التوتر الذي اجتاحه نتيجه حديثها بضحكه هادئه ليسحب يده ويضعها في جيبه مِن جديد ثم اردف ممازحاً : هذه عادتي دوما سيده قلوقه
لكن محاولاته ذهبت هبائاً امام علامات القلق المرسومة بوضوح على وجهها
-لكني اشعر بشيئ ما يعتصر قلبي
تنهد كي يمسح على شعرها في هدوء
=لا عليكي كل شيئ سيكون بخير ، شهق الهواء في توتر وهو يركز بنظره اتجاه عيناها الزرقاء حتى يستأنف :
"ازلما ! "
-نعم ؟
=لطالما ما أردت ان اخبرك بأمر ما لكني لم استطِع لكن اشعر انه قد حان الوقت لإخبارك به
-ماذا هناك بيرنارد ! انك تزيد قلقي !
امسك بيداها من جديد ليحمر وجهها خجلا كأول مره فعلها لتزداد ضربات قلبها
=انا اُحبك
اتسعت عيناها وهي تنظر له دون رد منها ليكمل هو ومازالت يداها بين راحتيه
=أُحبك منذ تلك اللحظه التي دخلتي فيها الى الفرقه وانتِ تزعمين انكِ فتى يُدعى كارلوس ، علت ابتسامه فوق شفتيه وهو يكمل ، لقد فُتِنت بقوتك وشجاعتك
-كنت تعلم منذ تلك اللحظه إذاً
= نعم كنت أَعْلَم ، كنت مُندهشاً لما تفعليه عندها ايقنت انني وقعت في حبك

وعلى عكس ماكان يتوقعه بيرنارد لقد اخذت الدموع بالانهيال من عيني ازلما لتردف من بين دموعها : لماذا تخبرني بذلك الان بيرنارد ؟!
ضحك في المقابل وهو يمسح دموعها بأصابعه : الا تريدين مني اخبارك ؟ بربك لقد اصبحتي ملكه القلقين جميعاً
احتضنته حتى تعالت شهقاتها وهي تردف بينهم " وانا احبك كثيرا بيرنارد كثيرا "
اختفت الابتسامه مِن على وجهه لترتسم معالم الانكسار بدلاً مِنها وهو يبادلها العِناق شعر انه باعترافه هذا ستزيد الامور سوءا بالنسبه لها بعدما اصبحت حياته على المحك الآن لكن قلبه من الجهه الاخرى غير قادر على كبح نفسه
ذرف دمعه ليمسحها بسرعه قبل ان تكتشف ذلك حتى لا تحرق العشب تحتهما قلقاً اما هي فقد كانت تخفي قلقها وخوفها بين ذراعيه لم تشأ ان تنهي هذا العناق ففي داخلها كانت تشعر انها المره الاخيره التي سيكون فيها  بهذا القرب منها لكنها كانت تدفع ذلك الشعور بكل ما أوتيت من قوه وهي مؤمنه بان كل شيئ سيكون بخير رفعت رأسها لتُقابل عيناه العسليه التي لطالما فُتنت بهما كي تبتسم في عذوبه وهي تتأمل ملامحه مِن هذا القرب مررت يدها بين خُصلات شعره ليبتسم بيرنارد وهو مازال يُحاوطها بيداه 
-هل تعلم ان هذه اللحظه تفوز بأجمل لحظه في حياتي ؟ اردفت بينما دفنت وجهها في صدره مِن جديد
=اذا ما كان القتل قدري سوف اختار أن أُقتل في هذه اللحظه ازلما
-لا تكُن احمق انت لن تُقتل ستعيش كي نتزوج وننجب كثيراً من الاطفال
=هل اعتبره عرضاً للزواج ! رفع احد حاجبيه في مكر لتتحول وجنتاها هي الى اللون الاحمر بِلون التُفاح الناضج
-أياً يكن قالت في خجل كي يحاوطها بيديه وهو يحملها كي يدور بها ضحكت بصوت عالي وهي تتوسل له ان يتركها لكنه كان رافضاً لتِلك الفكره وهو ينظر الى ضحكاتها ومع كل ضحكه يُخرجها فمها يضحك هو بالمثل
استلقيا على الارض في تعب وهم يشهقان واصوات ضحكاتهم تتخالط تنهد بيرنارد وهو يلتفت اليها كي تمسك هي يديه هذه المره بينما هما مستلقيان على العشب الأخضر يتأملان السماء معاً ، النجوم والقمر الذي يحتل المشهد بنوره الساطع

نحن نشبه النجوم اليس كذلك ؟ قال بيرنارد مع ابتسامه دافئه غزت وجهه
- ماذا تقصد ؟
انظري "  اشار بأصابعه الى السماء " ثم اردف : ان القمر كبير جدا اليوم كما ان نوره يغزو السماء
-هذا صحيح !
= لكن هذه النجوم الصغيره لم تستسلم انها تشع نورًا رغماً عنه ، برغم ضئل حجمها بجانب القمر ، نورها بجانبه لا يقارن لكن ذلك النور الضئيل  يضفي جمالاً لا متناهي اليس هذا صحيح ؟

ابتسمت ازلما بعدما أدركت المغزى من تشبيهه ثم اردفت : نعم انها تشبهنا

اعتدل بيرنارد بسرعه وهو يقول : يجب ان ارحل الآن
=اكل شيئ على مايرام ؟
-نعم لا عليكي سنكون بخير سأعود لانني قبِلت عرض الزواج منكِ ،
قال لتضربه بخفه ليقترب اليها وهو يقبلها ليضفي مزيداً من مشاعر الخوف في قلبها وهي تيقن الآن ان شيئا ما سيحدث لكنها تجهل ما تفعل
- انتِ لي ازلما تذكري هذا الى اللقاء قالها ليستدير ويركض مسرعاً الى مقر الفرقه
انا لك حتماً عُد في سلام فقط ارجوك ، قالت وهي تلوح بيدها لتنهمر دموعها  منها رغما عنها

There are soldiers for dream|| للحلم جنود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن