لم تكن تعلم ازلما ان الشاب الذي خلصها يوما ما من الشرطه هو ابن لتلك السيده التي احبتها وكانت دوما ماتمد لها ، بالمساعده
خرجت من منزل تلك السيده وهي تركض حتي قادتها قدماها الي السوق
توقفت بعدما شعرت انها ابتعدت بقدر كافي عن منزل السيده كريستن وانها الان في امان من اخاها وبوارو كانت تلقف انفاسها حتي قامت بمواصله السير برويه ، تلتفت يمينا ويسارا تنظر الي ذلك العجوز الذي يبيع البطاطا وتلك الامرأه الثلاثينيه التي تتشاجر مع احدهم احتجاجا علي السعر المرتفع للخضراوات
كانت تتأملهم وكانها دخلت الي السيرك توقفت امام احد متاجر الخبز وظلت تحملق به لبضعه دقائق حتي اتخذت القرار وهي تأخذ نفسا عميقاً لتدخل وتسال صاحبه عن امكانيه العمل لديه حتي تستطيع تدبر قوت يومها لكن لحظها العثر لقد رفض صاحب المخبز واحتج علي فعلته بانه لا يستطيع تحمل تكاليف اجرتها
شعرت بخييه الامل وهي تجر روكس خلفها حتي وجدت علي الجهه الاخري من الشارع محل للاحذيه كتب عليه عرض للعمل
ارتسمت ابتسامه عريضه علي ثغرها وهي تحدث كلبها بسعاده :
"اتري روكسي هناك مكان للعمل "
دخلت المحل لتجد رجل سمين يجلس علي مقعد بني مصنوع من الجلد لكن الزمن جري عليه لتغلب التشققات اغلبه وتخرج بعض من احشائه خارجاً ، كان يجلس وفي احدي يديه جريده اما الاخري فقد كانت تحمل كوبا من الشاي الذي تتصاعد ابخرته لترسم الدفأ علي المكان"الي اين تذهب فرنسا " استطاعت ازلما قراءه هذا العنوان من الجريده التي كان يحملها الرجل لتهمس في داخلها بسخريه "بالطبع الي الجحيم "
اخرجت صوتا من بلعومها ليشعر بها ذلك الرجل فينزل الجريده ليكشف عن وجهه
كان رجلا عجوزا ذو لحيه بيضاء بالكامل كما هو الحال مع وجهه المغطي بالتجاعيد يرتدي نظارات بالكاد تكون مثبته علي وجهه نظرا لاحد اذرعتها المكسوره
نظر اليها وهو يتفحصها جيدا ثم اردف :
"ماذا تريد ايها الفتي " تعجبت ازلما لقوله " فتي "لكنها تذكرت انها الان شاب وليست فتاه تدعي ازلما !
"عفوا سيدي لقد وجدت يافطه معلقه علي الباب مكتوب عليها عرض للعمل هنا " تحدثت وهي تحاول تضخيم صوتها بقدر استطاعتها
- آه نعم انت هنا لكي تعمل اذا ! ، قال الرجل وهو ينزل بجريدته علي الطاوله اماماً منه
=نعم سيدي اود ذلك
-حسنا ياصغير سوف تعمل هنا مقابل ٢٥ سنتا في الاسبوع ، كل ما عليك هو ان تقوم بتلميع احذيه الزبائن الذين سيدخلون هنا لا اريد اخطاء لان محلي هذا ذو شهره واسعه ويأتي اليه الاغنياء
اومأت ازلما برغم الامتعاظ الذي اجتاح نفسها ،٢٥ سنتا ! كيف سيكفيها هذا ! لكنها اردفت بخيبه امل فهي لا تملك حلا اخر
=متي يمكنني ان ابدا ؟
-من الان بالطبع عزيزي لكن بالمناسبه ما اسمك ؟
اسمي ازلم.. توقفت فجأه عندما شعرت انها ستفضح امرها
تعجب ذلك الرجل : مابك ؟ هل اكل القط لسانك !
فكرت ازلما بسرعه في اسم فلم يخطر علي بالها في ذلك الوقت سوا اسم كارلوس اخاها !
=كارلوس ، اسمي هو كارلوس سيدي
_حسنا كارلوس كما قلت لك انا لا احب الاخطاء هنا وعلي قدر عملك الجيد سوف تأخذ نقودك
=بالطبع سيدي
عملت الي ما ان اشار عقرب الساعه الي العاشره مساءا حتي اخرجها صاحب المتجر وهو يضع الاقفال علي محله
"سيدي هل يمكنني ان آخذ اجرتي مقدما ؟ "
ضحك الرجل باستهزاء وهو يعض باسنانه علي عود خشبي
لكي تستطيع ازلما فهم مقصده ، ذهب وتركها وحيده مع كلبها في ظلام الليل ووحشته
نظرت الي روكس الواقف بجوارها والذي لا يقل جوعا عنها
ابتسمت اليه وهي تعبث بشعره
"لا تقلق ياصديقي سنجد طعاما "
أنت تقرأ
There are soldiers for dream|| للحلم جنود
Lãng mạnباريس -1830 حقبه زمنيه يجتاحها الظلام والخوف والفقر المشردين واللصوص يشغلون جميع ضواحي العاصمه كانت فرنسا آنذاك تمر بعدم الاستقرار السياسي بعد سقوط نابلوين عام ١٨١٥ ، وتعيين لويس فيلييب ملكا للبلاد , عامه الناس يكتمون الغيظ ويستنشقون الالم كل ص...