" عاشت فرنسا ، عاشت فرنسا "هكذا هتف العشرات من الشباب اليافعين وهم يحملون لافتات كُتب عليها مطالبات بالمساواه والعدل ونصره المستضعفين
التف حولهم بعضا من عامه الشعب ليهتفوا معهم في صوت واحد يبعث الخوف في نفوس الخائنين وكانهم جسد وروح واحده صنعت من نسيج من النور لمجابه الظلام ، ومع كل لفه لعقرب الساعه يزداد عددهم ، عندما تراهم يدخل في نفسك الامل ليوم مشرق جديد لتذهب مسلوب الاراده حتي تنضم اليهم وتوحد صوتك مع اصواتهم في مواجه الظلم القامع في البلاد وكان النور المختبأ في قلبك يريد ان يكشف عن نفسه ويتنفس هواء الحريه وهاهم الآن تزداد اعدادهم الضعف وهم يهتفون باصوات عاليه تُسمع شرق باريس وغربها
رفع بيرنارد رأسه والابتسامه نمت علي شفتاه وتلك النظره التي تدل علي ان امله لم يخيب رُسمت على وجهه ، فهاهم الناس يدركون اخيرا انه لا يجب عليهم تحمل هذا الظلم والقمع الذي حل بهم لمده طويله من السنوات
قد وصل رجال الشرطه لتكن اشاره خضراء لبدأ المعركه فقد اُخطروا بفض هذا التجمع مهما كانت الخسائر ، عجبا ! فكيف يخاف اهل السلطه من مجموعه من الحشرات كما يصفونهم دوما!
شعر بيرنارد ببعض من الخوف حتي وجد يد صديقه الحميم " ايثان "تربد علي كتفه ليبعث في نفسه الثقه التي كادت ان تقتلع
نظر احدهم الي الاخر وكانه تخاطر يصل بينهما فقط ليبتسما تلك الابتسامه وبعدها يفترق كل واحد منهما في صوب ليقوم بمهمته
تقدم احد الظباط الي ذلك الحشد من الناس حتي يعطيهم بعضا من الاوامر" قد جائت اوامر السلطات بقتلكم جميعا لكن رأفه بكم فانا امنحكم فرصه اخيره ، ان لم تعودو من حيث اتيتم لاطلقن عليكم النار جميعا دون رحمه "
قالها ليملأ الرعب قلوب البعض لكنه بعث الثقه في نفوس اخرينعض بيرنارد علي اسنانه وهو يتمني لو استطاع قتل هؤلاء الرجال المعدومون الشفقه اجمعين ليتقدم وهو يفتح فمه ليتحدث لكن قاطعه احد ما ....
"لن نتحرك حتي نأتي بحقوقنا " هكذا صرخ احد المشاركين في الحشد وقد كان فتي صغيرا لا يتعدي سن العاشره ، ملابسه ممزقه لكن عيناه الزمرديه تلمع بثقه
ضحك ذلك الشرطي استهزائا به لينطلق جميع زملائه في الضحك من خلفه وكانهم اخذوا امر بهذا
"عد ادراجك ايها الصغير ولا تعبث معي " قالها الشرطي بصوت خشن وهو يكتم ضحكات السخريه التي لازمت فمه
" لن اعود ادراجي حتي احرر وطني من امثالكم " صرخ الفتي بهذه الكلمات لتثير غضب الشرطي الواقف امامه لكنه ما ان لبث حتي ابتسم ابتسامه جانبيه وقد امتلأت عيناه بالشر وهو يأمر اتباعه بالتدخل وفض هذه المهزله علي حد وصفه .....-------------------
وصل بوارو وكارلوس الي مقر الشرطه ليجدو زملائهم مُلقون علي الارض وهم عُزل دون سلاح
أنت تقرأ
There are soldiers for dream|| للحلم جنود
Romansباريس -1830 حقبه زمنيه يجتاحها الظلام والخوف والفقر المشردين واللصوص يشغلون جميع ضواحي العاصمه كانت فرنسا آنذاك تمر بعدم الاستقرار السياسي بعد سقوط نابلوين عام ١٨١٥ ، وتعيين لويس فيلييب ملكا للبلاد , عامه الناس يكتمون الغيظ ويستنشقون الالم كل ص...