ما لبثت مادلين ان قالت جملتها حتي وجدت باب الغرفه يُفتح لتظهر منه والده ازلما "كاترين" لتُصدم وهي تنظر الي صديقتها الواقفه بجانبها تدعي الرب بأن لا تكون قد سمعت حديثهما
"افعلي ما تقوله صديقتك "فره فم مادلين من رد فعل السيده فكيف لها ان تشجعها علي الهروب من المنزل بعدما كانت تريد تزويج ابنتها من بوارو بأسرع وقت ! لكن ازلما تفهم تماما موقف والدتها فكما قالت لها قبلا هي لا تريد ان تكون سببا في انفطار قلبها او تعاستها
حركت مادلين فمها بصعوبه وهي تتفوه بكلمات مبعثره
"س يدتي ما حد ث هو"
قطعت كاترين حديثها لتقول في ثبات " بنيتي انا أعي ما اقول خذي ازِلما وأخرجا فورا قبل قدوم دينارت "
لم تكن مادلين مصدقه لما تقول كاترين علي الرغم من انها عادت ماتقول
نظرت ازلما اليها وعيناها تلمع من اجتماع الدموع بهما لتتقدم اليها كاترين وتضع وجهها بين كفيها وتردف : " صغيرتي ادعو الرب بأن تعيشي في سعاده أبديه اذهبي ىافعلي ما شأتِ ، كوني حره كالطيور ، لا احد يمكنه إيقافك الان فليباركك الرب "
اومأت لها ليدخلا في عناق طويل لم تقطعه سوا مادلين عندما قالت لها ان تسرع قبل ان يصل والدها او شقيقها
زفرت ازلما الهواء وقد عادت تلك النظره الواثقه الي عيناها وهي تودع والدتها للمره الاخيره قبل ان تلتفت الي صديقتها وهي تخبرها بأنها جاهزه للرحيل ، اومات لها مادلين في صمت ليتحركا نزولا علي الأدراج وصولا للطابق السفليكان بيرنارد يجلس في ترقب فقد ترجل من العربه تحسبًا لاي شيئ
لكنه عندما لمح ازلما القادمه بجوار مادلين انتفض فورا راكضاً اليها
نظرت اليه ازلما لتسترجع ذكري اخر مره رأته فيها وهو بالمثل
ابتسمت اليه لكنها تقدمت اليه لتعانقه فيتفاجأ كلاً من بيرنارد ومادلين الماكثه بجواره لكنه شد علي عناقها وكانه يتمسك بالامل الوحيد له في هذا العالم ....
لم تكن لتعلم ازلما ان هناك في المنزل احدا لا يقل في خطورته عن شقيقها او والدها فخادمتهم سوفين تكن من البغض لازلما يكفي لها بان تدمر قريه باكملها فما لبثت ان سمعت الحوار الدائر بين الفتاه وامها حتي انطلقت لتتصل بسيد القصر القاضي فوليب لكي يأتي علي عجله من امرهوصل فوليب الي القصر ليدخل في غضب اجتاح وجهه قاصدا الأدراج ليصل الي الطابق العلوي اتجه الي غرفه ازلما ليفتح بابها بكل قوه لديه
دخل ليجد كاترين مستقره علي السرير وهي تشجهش بالبكاء
لكن ما ان رأت زوجها حتي اعتدلت قائمه وهي تمسح دموعها لكي تساله في قلق اجتاح صوتها :
"ماذا هناك دينارت ؟ " ، نظر اليها فوليب دون ان ينطق بكلمه واحده لتكرر كاترين السؤال عليه وقد اكل الخوف ملامحها
كان يعض علي اسنانه في غضب وصدره يأخذ في الصعود والنزول نتيجاً لمحاولاته في استنشاق الهواء ما اختبرته به سوفين جعلت منه ثورا هائجاً لا يرى امامه
فك ربطه العنق البنيه اللون التي كانت مستقره حول عنقه والتي تعطي مظهرا منمقاً مع تلك البِذه ذو اللون الازرق القاتم ليجلس علي السرير وهو يحاول الحفاظ علي ماتبقي من اعصابه ، هرعت اليه كاترين ما ان رأته علي هذه الحاله وهي تصرخ بأسمه ليدفعها بعيدا عنه وهو ينهرها في قسوه : لقد علمت مانويتي فعله كاترين ، ماذا تعتقدين ؟ انني مغيب لمجرد انني لا أمكث في القصر طويلا ! كيف تسول لكِ نفسك ان تتركي ابنتنا تهرب من جديد ومع ذلك الفتي الذي يترأس مجموعه من الحمقي الذين يظنون ان بحماقتهم هذه ستطيح بالملك ؟ ، اخذ المزيد من الهواء حتي يستأنف ، لم اكن اعلم انكِ في يومٍ من الايام ستعودين الا الأصل الذي اتيتي منه كانت هذه غلطتي عندما اتخذتك زوجهً لي "
اخذت الدموع طريقها من عيني كاترين وهي تستمع الي حديث زوجها الذي اخذ في اكل روحها رويدا رويداًفتحت كاترين فمها لكنها لم تستطع التحدث نظرا لذلك الشخص الذي اقتطع خلوتهم ، نظرت الي باب الغرفه وهي تنظر الي بوارو الواقف في ذهول غير مصدق للحوار الدائر ،صرخت به وهي تقول : " مالذي سمح لك بأن تأتي الى هنا " لكنه لم يرد عليها فقد استدار وهو يركض نزولا لأسفل .....
__________
توقفت العربه التي تحمل كلا من ازلما وصديقتها وكذلك بيرنارد في احد الشوارع المظلمه الخاليه من المارّه ترجل لينزل من العربه اولا وهو يمد بيده لكي يساعد ازلما على النزول امسكت بيده وباليد الاخرى كانت تمسك بفستانها لتستطيع النزول لم كانت مادلين تنظر اليهم في سعاده وقد شقت الابتسامه وجهها شكرها بيرنارد علي ماقمت به اما أزلما فكانت تنظر اليها في صمت لكنها ما ان لبثت حتي صعدت اليها من جديد لتدخل في عناق دام طويلا حتي همست لها مادلين : انه شاب وسيم احسنتي الاختيار "
قهقهت ازلما في خفه وهي تضرب كتفها لتستقر امامها وهي تردف : " سأشتاق لكِ "
- لن يكون هذا لقائنا الاخير حتي تقولي هذه الكلمات الحمقاء
ابتسمت لها ازلما لتردف : بالطبع" ألن تنتهون ؟ "
كان هذا بيرنارد يقول في ملل استحوذ صوته ، تنهدت مادلين وهي تنظر الي صديقتها وهي تقول " هيا انزلي لا استبعد ان يطلق علينا الان نظرا لانتظاره الطويل "
قهقهت ازلما لكي تنزل من جديد وتنظر اليها مادلين لتردف " انتبهي علي نفسك ، هيا تحرك ايها السائق "
نظرت ازلما الي العربه وهي تتحرك وتبتعد عنها حتي اصبحت غير مرئيه
تنهدت بثقل وهي تنظر الي بيرنارد الذي امسك بيداها متجها الى المقر ، فما راهن عليه قد فعله انه يعود الان بصحبه ازلما الذي دق لها قلبه من اول مره رأتها فيها عيناه
اتجهوا سويا الى مقر فرقتهم لكنهم فوجئوا برجال الشرطه المتجمعون حول المكان
عاد بيرنارد بسرعه وهو يستند علي الحائط المجاور للمقر محاولاً استراق النظر لما يحدث" كم عددهم ؟ "
- انهم عشره سيدي
= اللعنه اين بقيتهم
-يبدو انهم متفرقين حتي لا نستطيع الامساك بهم"سيدي ، سيدي هناك اثنان لقد نالو بالفرار "
= اللعنه عليك كيف استطاعوا الهروب منك
_~انا آسف
=خذو بقيه المعتقلين الى مقر الشرطه
_~حاضر سيديكان كلا من بيرنارد وازلما يستمعون الى الحوار الدائر بين رجال الشرطه دون عدم فهم لما يحدث ، كيف استطاع رجال الشرطه اكتشاف مكانهم ؟ ومن الذي استطاعوا من القبض عليهم ؟
اتجهه بيرنارد سريعاً عائدا الي منزله وهو يدعو الرب بأن يكون اصدقائه قد لاذو بالفرار واتجهو اليه كما اتفقوا دوما فهو ملاذهم وقت الحاجه
"بيرنارد الي اين نحن ذاهبون ؟ "
أطلقت ازلما ذلك السؤال وهي تلقف انفاسها من الركض
- الى منزلي , يبدو ان رجال الشرطه قد اُخطروا بمكاننا لذلك يجب ان نذهب الى مكان آمن الانوصلوا الى المنزل لكي يطرق بيرنارد بيده علي الباب ليجد صوت والدته من الخلف تسال عن الطارق
اجابها لتفتح له وعيناها مليئه بالدموع عندما رأته حتي ضمته اليها لتجهش بالبكاء
"ماذا هناك امي " سألها في عدم فهم طالباً أن تجيبه على تساؤلاته لكن صوت ازلما الذي صرخ بإسم ايثان وهي تركض مسرعه نحو الاريكه اجابه على كل شيئ ، نظر ليجد صديق عمره ممد علي احد الارائك في الصاله وهو غارقٌ في دمائه وحولاً منه يجلس كلاً من فابرون واليكس اما ازلما فكانت واقفه غير مصدقه للمشهد .....
أنت تقرأ
There are soldiers for dream|| للحلم جنود
Romanceباريس -1830 حقبه زمنيه يجتاحها الظلام والخوف والفقر المشردين واللصوص يشغلون جميع ضواحي العاصمه كانت فرنسا آنذاك تمر بعدم الاستقرار السياسي بعد سقوط نابلوين عام ١٨١٥ ، وتعيين لويس فيلييب ملكا للبلاد , عامه الناس يكتمون الغيظ ويستنشقون الالم كل ص...