صديقه يرحل

160 23 2
                                    

اتسعت عيناه على مصراعيهما وهو غير مصدق لما يحدث ، اتجه اليهم بخطوات ثقيله وقد اتخذت الدموع طريقاً لها من بين عيناه ،ليجثو علي ركبتيه امام صديقه الذي تتدفق الدماء من بطنه وقد كان يأخذ انفاسه بصعوبه ، حالما رأى بيرنارد ابتسم له بوهن وهو يطلب منه ان يقترب اليه
نفذ بيرنارد طلب صديقه ليقترب منه بهدوء حتى اردف ايثان بصعوبه :
" حمداً لله انني استطعت رؤيتك قبل رحيلي ، لقد انتهى دوري الى هذا الحد يا صديقي سوف ارحل لاعتمد عليك انت وباقي الرفاق "
=لا تقلق سوف أعالجك يا صديقي الجرح ليس بمكانٍ خطر ، فابرون احضر لي الضمادات وانت اليكس ..، " بيرنارد" قاطعه ايثان ثم وضع يده مكان الجرح وهو يتألم ليكمل " لم يعد هناك وقت ، انها أنفاسي الاخيره يا صديقي ها قد حان الرحيل ... لقد كان مشواراً عصيباً لكنني سعيد أنه من شاركني في هذا المشوار العصيب هو انت ، سوف أتمكن اخيراً من رؤيه امي وأبي وشقيقتي ايميلي اليسَ هذا رائِعاً   " سعَل الدماء لتتساقط معها دموع بيرنارد وهو يضع يديه أعلى الجرح مُحاولاً أيقافه،  رفع إيثان يده بصعوبه ليمسك بيد بيرنارد وهو يستأنف :
" لقد كنت محظوظا لمعرفتي بك وبالسيدة كريستن لقد كُنتُم عائلتي ، سوف اشتاق الى الصغيرين اوسيان واينيس "
كان بيرنارد منهمكاً في البكاء استجابه لأقوال صديقه المقرب الذي كان يتلفظ بكلماته بصعوبه ومع ابتسامه لا تغيب عن وجهه كل مايفكر به  الان هو كيفيه إيقاف ذلك النزيف الحاد لكن كونه طبيباً فهو يعلم ان الأوان قد فات ، اصبحت يد صديقه بارده بين قبضته فنظر اليه ليجده يتحامل على نفسه لإخراج الكلمات وهو يقول : " بيرنارد لا تستسلم ، انا اعتمد عليك وعلى فتيان التنوير جميعاً ، أضيئوا هذا الوطن بأحلامكم تأخر باللحاق بي حسناً فلتعِش حياه طويله تسودها الأمان والحُرية صديقي انا واثِق بانك تستطيع فِعلها "
كانت هذه آخر كلمات تلفّظ بها فمه ليتوقف صدره عن الصعود والنزول معلناً وفاته , صرخ بيرنارد بأسمه وهو يهز رأسه بين يديه
" ايثان افتح عيناك ، لقد تعاهدنا ان نُكمل الطريق سوياً ، صديقي لا يجب ان ترحل الآن ، انا في امس الحاجه اليك .. بيرنارد ، قاطعه فابرون وهو يضع يديه اعلي كتفه ،  كف عن هذا انه لا يسمعك فقد صعدت روحه الى السماء  "
كانت السيده كريستن تجهش بالبكاء وهي تراقب المشهد فقد كان ايثان بمثابة أبنٌ رابع لها ، لن تنسى ذلك اليوم عندما توفت فيه والدته "إيڤان " ازاء مرضها لتلحق بزوجها الذي توفي قبلها إزر إصابته بطلق ناري مِن احد افراد شرطه المدينة كان ايثان في السادس عشر من عمره عندما توفت والدته اما شقيقته فكانت ذو الاثنا عشر عاماً حالما تذكرتها كريستن حتي ارتسمت ابتسامه حزن على شفتاها فقد كانت ايميلي فتاه حسناء , كانت ذو شعر كستنائي وعينان زرقاء اشد زرقه من تلك التي يحملها شقيقها ايثان , لقد تعهدت كريستن بالاعتناء بهما مادامت علي قيد الحياه لكن الحياه عندما تقسو فهي لا تعرف للرحمة معنى فعندما بلغت ايميلي الرابع عشر من عمرها اصيبت بالحمى الشديده التي أدت الي وفاتها لتُظلم الحياه وتنطفئ نورها في عيني ايثان الصغير لقد عانى الكثير لكن حياه كل منا ماهي الا قارب يصارع الامواج لا يتوقف عن الابحار حتى يموت قبطانه والقبطان هنا كان شخص ذو همه ، لم يستسلم ايثان برغم كل مامر به بل أعطاه الاراده والقوه لتنفيذ ما حلم به دوما لقد تعرف على صديقه بيرنارد عندما كان في الثامنه من عمره ليصبح بين الاثنان رابط لا يمكن كسره ابدا

There are soldiers for dream|| للحلم جنود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن