"المقدمه "

2.2K 79 7
                                    

الحروب والثورات والملوك والعرش هي حلقه مفرغه تتكرر في كل عصر وزمان ربما تقرأها في عصر لتجد انها منطبقه علي عصر اخر البشر يتطورون ويخترعون احدث الاجهزه لكن عقلهم البشري لن يتخلي عن فكره الدماء وحب السيطره ، ربما وانت تقرأ قصتي قد تجد بعض التشابه بين احداثها وبين ما يحدث في عصرك او ما يحدث في وطنك ! فما قلت لك ان العقل البشري مدمن لفكره الدم و الدمار ماحدث هنا هي مأساه حدثت في عصر ما من عصور التاريخ يجسدها بعض من الشخصيات التي صُنعت من الخيال ....

" ازلما استيقظي"  صدح صوت امرأه تتخذُ التجاعيد طريقاً مرسومٌ بحوافٍ رقيقة تُحارب في الظهور والاستيطان على وجهها والتي تُمكنك مِن معرفة ان تِلك المرأه على وشك العبور الى العقد الخامِس مِن عُمرها ،  كانت ترتدي أحَد تِلكَ الفساتين التي تُبرز الخصر النحيف بِعنايه مُنمقه مع نِهاية منفوشة طُرزت بخيوطٍ ذهبية بارِزة لتُبرِز جمال ذلك الفُستان الفيكتوري العَصر صرخت بصوت حازم وهي تنظُر الي تلك الفتاه الشابه الغاطه في النوم  قِبالتها بحِنق حُفر على وجهها ليترك خطين بارزين مِن التجاعيد المُقوسه اعلى جبينها ظلّت تِلكَ المرأه العَبوس في رفع مُستوى صُراخها عسى أن تستجيب لها تِلك الفتاه الذي تملّكُها النوم وأصبح كلعنه يصعُب حله مِن عليها ، لتفتح أخيراً تِلكَ الأخيرة عيناها بِتثاقُل وكأنها تستيقظ على زقزقة عصافير لطيفه وليسَ لِصُراخ أحد كاد أن يموتَ غيظاً للتو لتستشيط تِلك المرأة الواقِفة امامها غضباً فوقَ غضبها وتتقدّم اليها في سخَط أكل أحشاء صدرها ما إن فُتحت عينا تِلكَ الفتاة وإستطاعت تمييز مكانها بِهُما حتى إعتدلت على الفور وكأنها ضابِط فُرِضت عليه الصرامة والإنضباط حكّت عيناها وهي تنظُر الى والدتها التي تُرسم على وجهها كل معالِم الغضب لتسحب لُعابها مانِحاً إياها بعضاً مِن الرطوبة التي فقدها فمِها طوال ساعات النوم ، فكّت طبقه شفتاها وهي تتلفظ بِصوتٍ يكادُ يُسمِع أذن والدتها في تساؤل حولَ ذلك الاستيقاظ الحار التي نالته مِنها لتبتسِم والدِتها في إزدراء وهي تُخبِرها أن والدها ينتظرها في الأسفل لتخرج تاركة إبنتها تعضّ شفتاها خوفاً لتنزَل مِن على الفِراش بوقع أقدامها الحثيث وكأنها خائِفه مِن أن يتمكن والدها مِن سماع خُطواتِها ليغضب أكثر، بدأ الادرينالين يسبح ذهاباً وإياباً في دمها يرتَع بِحُريه دون رادَع له ، إرتدت فُستاناً شبيهاً بِذلك الخاص بِوالدِتها ثُم ربطت شعرها على شكل حلقات متساويه بين جانبي مِفرق رأسِها ليظهر شكلها النِهائي وكأنها لوحة مُنقنة لأحد الرسامين الفيكتوريين
إمتطت الدّرج في خطوات حثيثه نُزولاً وهي تضغطُ بيدها على حافته مع كُل خطوة تنزِلها الى الأسفل كمُحاوله أخيرة في كَبحِ خوفِها تُقلّب جميع ما فعلته في الآونة الأخيرة داخِل رأسها ولأنها تفطِن ما فعلته فذلك قد صعّب عليها الأمر أكثر ...
حطّت قدماها على الطابِق السُفلي أخيراً لتستقبِلها أحدى الخَدم بإبتسامه مُتكلفة مع جُملة صباح الخير التي باتت تعلم في قرارة نفسها أنه لن يكون صباحُها هذا بالفِعل ، تسائلت دون إرادة مِنها عن مكان والِدها لتُجيبها الخادِمه في تأدّب أنه ينتظرها في مكتَبه ما إن عَلِمت بِمكانه حتى أيقنت أنها توشك للدخول في أحد أكبر الكوابيس بالنِسبة لها في غضون ثوانٍ
بلعت لُعابها الذي قلّ لجفاف فمِها إستجابه لذلك الادرينالين عِندما وصلت الى حيثُ الغُرفه التي ينتظر فيها والدها ، طرقت الباب طرقتين صغيرتين كَما نشأت على ذلك ليُجيبها صوت والِدها الأجش مِن خلف الباب سامحاً لها بالدخول

There are soldiers for dream|| للحلم جنود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن