في عمق المحيط
في ظلمته الموحشة
كان يرى نفسه ، شخص يعكس المحيط داخله
يعكس سوداوية نظرته للحياة
وواقع حلمه المدفون
هو اعتقد انه وحيد تماماً داخل ذلك العمق
لكنه كان مخطئ ، كان هناك من يراقبه دائماً
الضوء الوحيد داخل ذلك الظلام
قد لا تبصر النور
لكن هذا لا يعني انه غير موجود
انظر من حولك
هناك حتماً شيء يضيء
.
.
" الان .. هل علي ان اغضب ام أتصرف بشكل طبيعي ؟ " قلت لأبي الذي كان يجلس امامي ويضع يده أسفل ذقنه وهو يعقد جبينه ، همهم ثم ابعد يده ليضعها أمامه ويعقد أصابعه بالأخرى قائلاً " لما انت غاضب لأنه لم يبرر لك ؟ "
" بحق اللعنه ابي ، لقد جعلني اقف هناك مثل الاحمق دون ان يقول شي .. اعني اليس من الطبيعي ان يحدث ذلك ؟ لما اعتقد الان انه خاطئ ، اعتقد اني أتصرف بشكل درامي جداً ، ولكن عندما تمر على مخيلتي تلك القبلة اشعر بأن علي ان اغضب بشكل اكبر من سابقه ، انا فقط لا اعرف كيف أتصرف ، احاول ان اكون عقلاني فقط "
" لما لا تخبره هذا ؟ " سأل ابي لأتنهد بضيق قائلاً " انت تعلم لما "
" لكنك استطعت التغلب على غضبك لثلاث ايام زين ؟ هذا يعني ان هناك تقدم واضح في هذا ، انت تبلي جداً في الحفاظ على أعصابك " قال لأجيبه " لكني قمت بتحطيم التحفة فوق الحائط وصرخت عليه أيضاً "
" لا اعتقد ان ذلك شيء غريب ، اعني اي شخص في المقابل كان ليفعل ذلك " اجاب ابي لأضع رأسي على الطاوله وانظر الى ساعة الحائط التي تشير الى السابعه صباحاً ، انا لم أنم منذ البارحه بسبب تفكيري
لا اعلم أين هو الصح ، ولا اعرف كيف أتصرف ، انا اثور فجأه ثم اهدأ بشكل اكبر ، هذا فقط سوف يجعلني انفجر في آخر المطاف
" ان كان يحبك سوف يتحمل تقلب مزاجك هذا ، لا تتعب نفسك بالتفكير " قال ابي لأجيبه ببرود " هذا ما قلته لي في الماضي "
" وماذا حدث في الماضي زين ؟ " قال وابتسمت بسخريه لأرفع رأسي اليه قائلاً " لقد جعلته يأخذ جلسات علاج نفسيه ، وانا قطعاً لا اريد ان أكرر هذا "
