واصل الابتسام
حتى عندما تصبح رؤيتك غير واضحه بسبب دموعك
من فضلك .. ابتسم !.
.رونالد ، ذلك الرجل البغيض والذي قتل الكثير بين يديه دون رحمه ، كان الان على وشك قتل شخص بريء ، كل ذنبه كان أنه أراد أن يعيش كما بقية الناس
شخص أستضعفته هذه الحياة حتى آخر نفس ، حتى أصبح الموت لا يشكل فارقاً معه
كان رونالد حينها يضع فوهة المسدس على جبين الذي جثو أمامه ، لقد أبتسم بينما هو يغلق عيناه بهدوء كمن يستحضر طيف شخص احبه
لما هذا الفتى يذكره بالماضي ؟ هو لا يعلم ، لكنه يعلم انه سوف يضغط على الزناد الآن لتهتز الغرفة لصوت الرصاصة الهاربة
التي لم تصيب زين !
فتح زين عيناه ونظر الى الأعلى حيث قال رونالد " الرياح لا تسير بما تشتهي السفن ، كنت اريد قتلك حقاً ولكن .. انا غير قادر على فعل ذلك "
توقف زين للحظه يلتقط انفاسه ، لحظه أخرى ليدرك انه لايزال على قيد الحياة ، هو قال بهدوء " لما أنت غير قادر ؟ "
" لن أستفيد شيء من قتلك ، لن يحضر هذا نقودي الي " قال بعدم مبالاة ليستدير الى الخلف ويجلس على الأريكة قائلاً " خذوه للقبو "
" سوف تحبسني ؟ " قال زين بدهشه بينما اثنان من رجال رونالد سحبوه من ذراعيه ليقف ، قال رونالد دون النظر اليه " ليس لوقت طويل ، أبعدوه "
خرج زين من الغرفة ولَم يفهم شيء ، لما عسى رونالد ان يتوقف في اللحظة الاخيره ؟ زُج زين داخل القبو في أسفل القصر والذي كان خالي تماماً من أي شيء ، مجرد بقعه فارغه تتوسط سقفها مصباح باللون الأصفر ، لا شيء آخر
تنهد بضيق وهو يجلس في اخد الزواية ويضع ظهره ضد الحائط ، احتضن قدمية ودفن رأسه بإنتظار ما سوف يحدث ، هو لم يعد يهتم حقاً ، كان فقط يشعر بالحزن
اما رونالد الذي جلس امام المدفئة كان يفكر بإبنه الصغير الذي فقده قبل سنوات مضت ، لو أنه يستطيع العودة في الزمن كان سوف يلقي بنفسه عوضاً عن أن تصيب الرصاصة أبنه ، هو أدرك مدى الحزن الذي يعتلي قلبه الان
زين وصل الى نقطته ، هو لمس شيئاً داخل قلب رونالد جعله لا يضغط الزناد ، لم يفكر في زين تحديداً ، بل فكر بكل الأشخاص الذين يعرفون زين
لأنهم سوف يمرون بما مر به هو ، ذلك جعله يتوقف
رونالد يتاجر بالأسلحة ، والمخدرات كذلك ، هو قتل عدة رجال لأنهم تخلفوا عن دفع مبالغهم لكنه لم يشعر بشيء كما الآن
