- دا يون، بمَّ تفكرين؟
أشحتُ بنظري عن السماءِ وحدقتُ بجونغكوك صديقِ طفولتي.. أو على الأرجحِ أولُ إنسانٍ وقعَ عليه نظري بعد عائلتي.
لطالما كنا معًا، منذُ نعومةِ أظافرِنا.. وكأننا كيانٌ واحد.عرفَ والدايّ والديه منذُ أيامِ صِباهِم، فقد كانت أمهاتنا صديقاتٍ منذُ الصِغر، وكذلكَ كانَ أباؤنا، لذا لم يكن من المفاجئِ كثيرًا كونهنّ حَمِلنّ بنا في الوقتِ عينِه.
كبرنا معًا في نفسِ الحيّ، ولعبنا معًا، ولم يفرق بيننا شيءٌ منذُ ذلكَ الحين.ذلكَ المساءُ لم يختلفَ عن سالفِه من أيامنا معًا، فقد كان بيننا عادةٌ على قضاءِ كلِّ مساءٍ بعدَ المدرسةٍ معًا.
في أعمارنا تلك، عادةً ما يفضلُ الناسُ لعبَ شيءٍ ما أو ممارسةِ رياضةٍ ما مع جماعاتٍ كبيرةٍ أخرى، ولكننا فضلنا رفقةَ بعضنا الآخر.
يؤولُ بنا المآلُ عادةً لحديقةٍ هادئة، نسلتقي فيها على العُشبِ ونطالعُ السُحب السائرة ونتحدث، أو نتجولُ في أرجائها المألوفة.كانَ العشبُ أسفلَ ذراعي العاريةِ يداعبني حتى ابتسمت، أتمعنُ في شمسٍ ساطعةٍ تبرقُ بأشعتِها على وجه رفيقِ دربي، وخيلَ لي بأنّي كلما تمعنتُ في عينيه البنيتين أكثر، كلّما رأيتُهنّ تلمعنّ، حتى ظننتُ أن الدهرَ كلَّه سيمرُ وأنا أحدقُ بهنّ.
اختبأت ناصيتُه تحتَ خصلاتِ شعرِه البنيّة الفاتحة، ولكنها كانت تتحركُ معَ حضورِ الرياحِ البسيط.شددتُ قبضتي على يدِه، أستشعرُ نعومةَ إبهامِه وهي تداعبُ بشرةَ كفي، وكأنما تخففُ من جنونِ قلبٍ ينبضُ في صدري.
عَبَرت لمحةٌ من قلقٍ عينيه، فهززتُ له رأسي.- لا شيءَ جَلِل. طمأنتُه وشخصتُ ببصري للسماءِ الزرقاءِ مرةً أخرى.
كنتُ على عَلمٍ بأن امساكي بيدِه هكذا أصبحَ شيئًا قد يسببُ لنا بعضَ المتاعِب، وأننا لأننا أصبحنا في الثامنةَ عشر، ما عادَ مسموحًا بهذا النوعِ من الملامساتِ بيننا بأنّ تكون، على الأقلِ كصديقين.
أصبحت أيُّ إشارةٍ على العاطفةِ بيننا عرضةً للتحليل والتمحيص، بحثًا عن الحبِّ المستقبليّ الأنسب الذي سيُقررُ لنا.لطالما كانَ هناكَ شيءٌ فيه يخلُ بأحشائي، حتى عندما كنا لا نزالُ صغارًا..
كان هناكَ أحيانٌ ينظرُ لي فيها بنظرةٍ من تلكَ العينين، فيخيلُ لي بأنني أكثرُ البشرِ حظًا في العالم..
في كلِّ مرةٍ يكونُ فيها قريبًا، تمتدُ له يدي على غرارٍ من إرادتي، وكأني أريدُ لمسَ جزءٍ مِنه لأتأكدَ من أنه حاضرٌ معي.حينَ قرأتُ إحدى الكتبِ في مكتبةِ المدينةِ قبل بضعِ أعوام، وصلني تخمينٌ بأنّ هذا هو ما عناه الناسُ بالحُبّ.
كُتبَ بأنه شيءٌ تحسُ بِه تجاه من سيختيرُ لك.
أنت تقرأ
مَطرُ نوفمبر
Romanceفي إحدى ليالي نوفمبر حينَ هلَّ المَطر.. فقدتُ جزءًا مني.. أمسى المطرُ ثلجًا.. وقلبي مليئٌ بكلِّ باردٍ في الدُنيا.. #أنا مترجمةٌ لهذه الرواية ليسَ إلا. #الغلاف من تصميم Hope_879 #This story is originally written by Marrilaure, an author here in...