#8

491 56 61
                                    


" وعَسى أنّ يخلُدَ الحُبُّ حتى آخرِ رمقٍ من الحياة.. "

°°°°

بسببِ أنني بكيتُ حتى غلبني النومُ في اليومِ السالِف، كانت الشمسُ قد بزغت وقد تسللت أشعتُها الستائرَ الرهيفةِ عندما فتحتُ جفنيّ مرةً أخرى، وكان النورُ الذي لم أرغب برؤيتِه يملأ غرفتي.

استيقظتُ أبكرَ قليلًا عن المعتاد، تمامًا قبل دقائقٍ من رنينِ منبهي، ومن ذاكَ الإرهاقِ الذي كنتُ أحسُ به لم يكن هناكَ شكٌ في أنني لم أنم كثيرًا بالأمس.

لم أشعر بأي شيءٍ عندما استيقظت.. وكأنّ شيئًا ما امتصَ كلَّ فوضى الأحاسيسِ التي أحسستُ بها قبل أنّ أنام.
ظننتُ بأنّ التفكيرَ بجونغكوك سيعيدُ لي الألمَ الذي اعتراني بسببِ رفضي لطلبِه، ولكنني لم أشعر بشيء..
لم أجد دموعًا، بل شعورًا مهولًا من خواءٍ لا يتملئ.

حظيتُ بوقتٍ عصيبٍ كي أخفي الهالاتِ السوداء حول عينيّ المتورمتين، على الأقلِ بحدٍ يجعلُ شكلي رضيًّا قليلًا حينَ لبستُ ملابسي ونزلتُ للطابقِ السفليّ لأجلِ الإفطار.
كان والديّ يقظانِ حينَ دخلتُ للمطبخ، يعدان القهوةَ وطعامَ الإفطار.

أنارَ وجه أمي فورًا عندَ رؤيتي، ففهمتُ من نظرتِها بدونِ حتى أن تتفوه بشيءٍ أنها سمعت شيئًا بخصوصِ شريكي.

- دا يونّ! تلقيتُ رسالةً هذا الصباح تنصُ على أنكِ ستقابلين شريككِ أخيرًا اليوم!

لو أنني كنتُ أي فتاةٍ أخرى، فطبعًا كنتُ سأقفزُ في أرجاءِ المنزلِ بقلبٍ ينبضُ حماسةً في صدري، ولكنني لم أحرك ساكنةً، ولم يظهر مني شيءٌ إلا ابتسامةٌ صغيرةٌ مغصوبة.

- هذا... رائع.

رأيتُ ابتسامتها تتلاشى بنبرةِ صوتي فأشحتُ بنظري سريعًا وأنا أمسكُ بإفظاري لأجلسَ بجانبه على الطاولة.

- متى سيكونُ ميقاتُ اللقاء وأين سيكون؟ سألتُها قبل الشروعِ بتناولِ إفطاري بلمحةٍ خاطفةٍ ثمَ نظرتُ لطبقي مرةً أخرى.

- سيأتي هو ويقلُكِ من هنا كي تريه مدينتنا بما أنّه قد قُرِرَ أنكما ستعيشان معًا فيها مستقبلًا. جولي به في المدينةِ ثم تناولا الغداءَ في المنتزه المركزيّ واقضيا وقتَ العصرِ هناك!

بدت لي والدتي أكثرِ حماسةً مني..

ابتهجي، دا يونّ، هذا مستقبلُكِ.. لا يمكنكِ افسادُه!

أومأتُ والصقتُ ابتسامةً على وجهي مرةً أخرى، هذه المرة أفضلَ قليلًا من سابقتِها.
لا زالَ أمامي مشوارٌ طويلٌ أتقبلُ فيه حقيقةَ أنّ جونغكوك سيبقى صديقًا ليسَ إلا، كي أتقبلَ شريكي الذي اختيرَ لي، لأن ذلكَ هو المفترضُ وفاتَ الأوانُ كثيرًا على تأملِ شيءٍ آخر.

مَطرُ نوفمبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن