مَطرُ نوفمبر

#الخَاتِمة

عزيزي جونغكوك:

لو أنكَ الآنَ تقرأ هذا المكتوب.. اِعلَم بأني ممتنٌ لذلك.
أعطيتُهم اسمًا ووجهةً ليسَ إلا، منذُ أنني لا أعرفُ أينَ أنتَ وكيفَ تبدو.. ولكنني خمنتُ بأنكَ حتمًا ستكونُ معروفًا حيثُ تعيش.
يستحيلُ ألّا يعرفَ أحدٌ الشابَ الذي عاشَ يومًا في منظمةِ المجتمع، أليسَ كذلك؟

أعرفُ أنكَ لا تعرفُني، ولا بأسَ بذلك..
سمعتُ عنكَ كثيرًا.. سمعتُ عنكَ كلَّ الخيرِ في الواقع، وربما قد لا تحبذُ هويتي حينَ تعرفُ مَن أكون، ولكن أظنُ بأني ملزمٌ بإخباركِ على أي حال.

اسمي بارك جيمين، المدعو يومًا بزوجِ دا يونّ..
آملُ بأنكَ لا زلتَ تتذكرُها بعد ثلاث سنينٍ طويلة، لأنها تتذكرُك.. كثيرًا.
لم تنسكَ دا يونّ أبدًا، طوالَ السنينِ التي عشتُها معها، ومنذُ رحيلِك..
كلُّ يومٍ يمثلُ ألمًا لا يُطاقُ لها، آملُ بأنكَ تعرفُ ذلك.
ليسَ لأنكَ رحلتَ فقط، بل لأنها في أعماقَها عَرِفَت.. بأنّها خانتك.

يتحطمُ قلبي اليوم ويعتصرُ في صدري بمعرفتي بمدى حبَّها لك وبمدى سعادتِها لو أنكَ كنتَ الذي ظهرَ على الشاشةِ يومها وليسَ أنا..

لا أعلمُ إن كانت هذه الرسالةُ ستصلُكَ أم لا، ولكن لو وصلتَكَ حقًا.. فأني أطلبُ منكَ فيها معروفًا وصنيعًا..

لو أنكَ تقرأ رسالتي هذه الآن.. اِعلَم بأنّي ما عدتُ في هذه الدنيا.. وأنّي سمحتُ لداءٍ يُشفَى بأنّ يسرقني، فقط لأحررَها من الرابطِ الذي يحرمُها من سعادتِها.

قد يجلبُ لنا المجتمعُ السعادة.. ولكن يستحيلُ أنّ يحصلَ الجميعُ على خيرِ النتائجِ وأمثلِها..
تمنيتُ دائمًا في البدايةِ لو أني أكونُ ممن يحصلُ عليها، ولكنّي أدركتُ بعدَها بأنّها لن تكونَ منهم.. ولم أحتمل العيشَ وأنا عالمٌ بحقيقةِ ما ترغبُ به..
أحبُّها لهذا الحد..

ما أطلبُه منكَ هو، إن لم تنسَها بعد، أن تذهبَ لتراها..
هناكَ شخصٌ أعرفُه عند الحدود، وهو طيبٌ وسينقلُ الرسائل من وإلى المدينة..
ستأتي لتراكَ لو أرسلتَ لها شيئًا.. ولو أنني لستُ مخطئًا، ستلحقُ بكَ هذه المرة.

نعجزُ عن محوِ الماضي، ولكننا نتغلبُ عليه ونخطُ مستقبلاً جديدًا..
ارسم لنفسكَ ولها مستقبلاً أرجوك..
إنها بحاجةٍ لذلك.. بحاجةٍ لكَ معها..
خاصةً في غيابي.

كُنّ المطر..
كُنّ الدفء..
جابِه سجيّة الحياةِ القارسةِ هذه..

تمت ~

****

' سيأتي الربيعُ، وإنّ تأخرَ قدومُه.. سيأتي.. '