كان هناكَ سِماطٌ فُرِشَ على حشائشِ الأرضِ في جانبٍ هادئٍ من الحديقةِ المركزيةِ حينَ وصلنا إليها، وعليه وُجِدَت سلةٌ صغيرةٌ خمنتُ أنّ غداءَنا كانَ بداخلِها.
جلسنا عليه فورًا، ولمحتُ بعينيّ حارسينا جالسان في مكانٍ قريبٍ مِنا.- مدينتكم جميلةٌ كثيرًا.. شبيهةٌ كثيرًا لمدينتنا، ولكنها اختلافَها جميلٌ كذلك. قالَ جيمين وهو يختلسُ النظرَ لِما في داخلَ السلة.
أعطاني نصيبي فشكرتُه وبدأتُ بتناولِ طعامي.
كانت الدقائقُ الأولى هادئة، كلٌّ منا منشغلٌ بتناولِ طعامِه وقد أثارَ السيرُ طوالَ اليومَ الجوعَ في بطونِنا، ولكننا كنا نبحثُ في سرائرنا كذلكَ عن شيءٍ يُقال، لأن التجوالَ قد انتهى، وطبعًا سيتخذُ حديثُنا منعطفًا آخر.- سمعتُ أنكَ تأخذُ دروسًا للرقص؟ ماذا ترقصُ بالضبط؟ سألتُه بين قضمتين، مبتسمةً حينَ رأيتُ الحمّرةَ التي تسللت إلى وجنتيه.
- الرقصُ.. هوايةٌ في غايةِ الأهميةِ لي.. أجابَ ماسحًا فمه من أي شيءٍ قد تجرأ وتطفلَ على شفتيه. أرقصُ بأساليبٍ وأنواعٍ مختلفة، ولكنني حاليًا أرقصُ الرقصَ المعاصِر.
أومأتُ ببطءٍ وطرحتُ سؤالًا آخرًا: ستُريني، صحيح؟
رفعَ جيمين نظرَه لي بعينين تلمعان فجأةً، ثم راحَ يهزُ رأسه بابتسامةِ طفلٍ تزينُ شفتيه.
- سأرِيكِ..
لم أستطع أنّ أُبقِي على اتصالِ أعيننا، فقد بلغَت النارُ وجنتيّ من نظراتِه تلك.
- في صورِكِ التي رآيتُها، كان هناكَ الكثيرُ منها لكِ برفقةِ فتىً آخرٍ معكِ، ربما بنفسِ عمرِنا كذلك. أهو أخاكِ؟ أم أنّ لديكِ توأمًا؟
غَصَّ حلقي بالطعامِ فعبسَ جيمين فورًا واقتربَ ليساعدني ولكنني أشرتُ له بأنني بخير. سعلتُ قليلًا ثم ابتلعت أيًا كان ذاكَ الذي عَلِقَ في حلقي وابتسمتُ قليلًا.
- جونغكوك هو صديقُ حياتي منذُ الطفولة..
أومأ بهدوء، ولكنه بدا فضوليًّا أكثرَ بشأنِه.
- ولديّ صديقةٌ أخرى مقربةٌ كذلك، يورا. أضفتُ فرفعَ رأسَه فورَ تفوهي باسمِها. إنها المختارةُ لصديقِك، أليسَ كذلك؟
أومأ جيمين مجددًا وتحدثَ بعدَ أنّ ابتلعَ ما كانَ في فمه.
- نعم، هوسوك.. لابدّ من أنكِ رأيتِه في صوري؟ سألَ فأومأتُ له.

أنت تقرأ
مَطرُ نوفمبر
Romanceفي إحدى ليالي نوفمبر حينَ هلَّ المَطر.. فقدتُ جزءًا مني.. أمسى المطرُ ثلجًا.. وقلبي مليئٌ بكلِّ باردٍ في الدُنيا.. #أنا مترجمةٌ لهذه الرواية ليسَ إلا. #الغلاف من تصميم Hope_879 #This story is originally written by Marrilaure, an author here in...