#5

461 56 37
                                    


كانَ الوقتُ قد تخطى وقتَ حظرِ التجوالِ حينَ عدنا أنا ووالديّ للمنزل.

استمرت والدتي بتكرارِ فخرِها طوالَ الطريقِ للمنزل، وكيفَ كنتُ ساحرةً بفستاني الكحليّ، وكيفَ كانت متشوقةً كثيرًا لأنها رأت أخيرًا شريكي، وأنه وسيمٌ جدًا.

لاحظت بأنني لم أكن سعيدةً كما ينبغي، ولكني استطعتُ أن أقنعها بأنّ الإرهاقَ غَلُبَ عليّ وأننا سنتحدثُ أكثرَ في اليومِ التالي.
لم أتيقن من أنها صدقتني تمامًا لأني لم أعتد على الكذبِ من الأساس، خاصةً مع والديّ.

حينَ بتُّ أخيرًا في غرفتي، رميتُ بالصندوقِ على سريري ولكنه سقط على الأرضِ عوضًا عن السرير، وبسببِ وقعه على الأرضِ بقوةٍ انفتحَ ووقعَ منه الخاتم.
تجمدتُ في مكاني وأنا أحدقُ بالخاتم الصغير..

جيمين..
ذاكَ كان اسمُه..
اسمُ شريكي..
وخاتُمه كانَ على الأرض.

شعرتُ فجأةً بأنني رميتُ به هو بلا مبالاةٍ على الأرض وبدأتُ أشعرُ بتأنيبِ الضميرِ ينهشني..
حقيقةُ أنّ جونغكوك لم يكن المختارَ لي عسرت عليّ الاستمتاع بالحدثِ كلِّه..
كان من الصعبِ كثيرًا أنّ ابتسمَ لمن أُختيرَ لي أنا.. الفتى الذي أحبَّني منذُ لحظةِ رآني..

رفعتُ الصندوقَ والخاتمَ عن الأرضِ فورًا وجلستُ على السرير وأنا أتأملهما.

استيقظي، دايون! لقد غرقتِ في فكرةِ أن اختياركِ هو الصحيحُ وتجاهلتِ قرارَ المجتمعِ الأفضلَ لكِ!

أخذتُ أكررُ ذلكَ في نفسي مرارًا.. أقنعُ نفسي ببطءٍ بأن ذاكَ الخاتمَ يعودُ لأفضلِ خيارٍ لي.. بأنّ المجتمع لم يسبق وأنّ أخطأ، وأنني أرى ذلكَ جليًّا من حولي..
وربما.. ربما جونغكوك لم يكن الخيار الصحيح..
ربما كان لابدَ بأن يبقى مجردَ صديقٍ عزيز..

ولكن بعدها.. تأتي الأفكارُ الأخرى..
ما هو ذلكَ الشعورُ الذي يأتيني كلما كانَ قريبًا إذن؟
إن لم يكن حبًا، فلا أعلمُ ما يكون..
وحدُه هو من يمدني بذاكَ الشعور.
شعورُ الرعشةِ حينَ يمسكُ بيدي..
شعورُ جنونِ قلبي حينَ ينظرُ إليّ..

وحدُه هو يُشعرِني بأنني أجملُ ما رأى منذُ خُلِق..
وحدُ هو يُشعرِني بذلكَ الحُبّ..

بتنهدٍ وعقلٍ حائر.. أعدتُ الخاتمَ للصندوقِ ووضعتُهما على الطاولةِ بجانبِ سريري.
نهضتُ وتأملتُ انعكاسي على المرآةِ مرةً أخيرة، معجبةً بفستاني وشعري قبل أنّ أعودَ للواقع.

مأدبتي انتهت.. ذلكَ الحدثُ الذي انتظرتُه طوالَ سنينِ عُمري..
ولكنه كانَ سريعًا جدًا..
وكنتُ أنا عنيدةً جدًا كي استمتعَ به ولو قليلًا.

****

مَطرُ نوفمبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن