#15

341 37 41
                                    

( بعد مضي خمسة عشر شهرًا )

°°°°

تغيرت العديدُ من الأشياءِ منذُ مراسيمِ التزويج، فلم يمضي وقتٌ طويلٌ حتى أُعلِنَت وظائفُنا التي اخترناها والتي تناسبُنا جيدًا.
أرسِلَت الرسائل إلى منازلنا إخبارًا بالخبرِ الكبير، وكان جيمين يومها يقفزُ في الأرجاءِ حينَ أخبرني أنه سيكونُ أستاذَ رقصٍ في المدرسةِ التي كنتُ أدرسُ فيها.

بالنسبةِ لي، فقد كنتُ ممتنةً جدًا لمنحي عملاً في المركزِ الصحيّ. لم يكن لديّ هدفٌ معينٌ للمستقبل، ولكن درجاتي العالية أثمرت ومنحتني عملاً مرموقًا في مجتمعنا.

بعدَ ذلكَ بشهرين انتقلنا لمنزلنا أخيرًا، ومضى الشهرانُ بسرعةٍ حتى خلتُ بأنني أخذتُ نفسًا واحدًا وأمسيتُ فجأةً أحملُ الأمتعةَ إلى الشاحنةِ التي ستأخذني لمنزلي الخاص.
حاولت والدتي جاهدةً ألّا تبكي ولكنها فشلت طبعًا، وكذلكَ أنا.

كانَ الانغماسِ في حياةِ البالغيين تلكَ تحديًا تغلبنا عليه أنا وجيمين بمساعدةِ بعضنا، فقد كانَ جيمين شخصًا سهلَ التعاملِ ونشيطًا ومفعمًا بالحيوية حتى تفاجأتُ من مسارِ حياتانا المثاليّ.

كلما مرَ الوقتُ أكثر، كلما شعرتُ بحبٍّ كبيرٍ لجيمين أكثر..
و

لكن ذلكَ لم يمنع ذلكَ جونغكوك من أنّ يتسللَ إلى عقلي من وقتٍ إلى آخر، ولكنني افترضتُ بأنّه لن يفارقَ أفكاري أبدًا فبدأتُ بتقبلِ الأمرِ على ما هو عليه.

أحيانًا أتخيلُه يسيرُ بين الحشودِ حينَ أخرجُ لأسيرَ في الشارع، وفي كلِّ مرةٍ آملُ بأنّ شعورَ الدغدغةِ ذاكَ في أحشائي كل ما تخيلتُه يعودُ سيبهُت، يثبتُ لي أنّه لن يفعلَ دائمًا.. حتى بعدَ مرورِ سنةٍ كاملة.. وحتى بعدَ مرورِ ما قاربَ السنتين..

بات التفكيرُ فيه عادةً من الصعبِ التخلصُ منها، وكلما اعتدتُ عليها أكثر، باتَ من الأصعبِ أنّ أخفي عبوسي في كلِّ مرةٍ يتراءى لي في مخيلتي، وذلكَ يعني أنّه باتَ من الأصعبِ كذلك أنّ أخفي أفكاري هذه عن جيمين.

- لا تبدين سعيدةً على الإطلاقِ اليوم، دا يونّ. أطرأ خطبٌ ما؟ انتزعني صوتُ جيمين من أفكاري ففتحتُ عينيّ ونظرتُ إليه.

كانت الغرفةُ مظلمةً جدًا، ولكن عينيّ كانتا معتادتان على الظلمةِ فاستطعتُ رؤيتُه بجانبي ينظرُ إليّ عابسًا.

كانَ يومي سيئًا..
فمنذُ أنّ رحلَ جونغكوك باتَ أولُ يومٍ من ديسمبر يومًا أتمنى لو يُمحى من تواريخِ السنين، أو لو يمرُ سريعًا قدرَ الإمكانِ حتى لا تتاحَ لي فرصةٌ للتفكيرِ بِه.

مَطرُ نوفمبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن