حاولَ جيمين أن يروحَ عني قدرَ استطاعتِه في كلِّ مرةٍ جُدوِّلَ لقاءٌ لنا.
جُدوِّلَت لنا لقاءاتٌ نقومَ فيها بأشياءٍ نتشاركُ فيها الاهتمامَ كلَّ أحدٍ حتى موعدَ مراسيمِ التزويج، وفي كلِّ أحد.. كان يأتي بابتسامةٍ عريضةٍ دافئةٍ صادقةٍ على ثغرِه، ويحاولُ قصارى جهدِه ليجعلَه أفضلَ أيامِ الأسبوع.
ونجحَ في ذلكَ بعض الشيء..ولكن ثمَّ تأتي بقيةُ أيامِ الأسبوع..
الأيامُ التي لا يُطاقُ عيشُها..
الأيامُ التي أجبرُ نفسي على ألّا التفتَ للكرسي الذي كان يجلسُ فيه في الصف، الكرسيُّ الذي بقيَّ في مكانِه وفيًّا، ولكن خاليًا من صاحبِه.
كنتُ أتطلعُ في كلِّ يومٍ ألِجُ فيه للصفِ لأنّ أراه جالسًا عليه، ينظرُ إليّ باسِمًا، يقولُ لي أنها مفاجأة..ولكنه لم يأتي..
حاول والديّ مع معلمي أن يقنعونني بالذهابِ لرؤيةِ مختصٍ قد يساعدني على تجاوزِ محنةِ خسرانِ صديقي، وبعدَ اعتراضٍ شديد، وافقتُ أخيرًا وذهبتُ إلى مختص.. مرةً واحدةً وحسب.
لم يأتي ذلكَ بأيّ فائدةٍ تُرجى، فمجتمعُنا لم يجهز نفسَه لحادثةٍ صادمةٍ كهذه، نسبةً لأنها لم يسبق وأن حدثت.لقاءٌ واحدٌ كانَ كافيًا ليقنعني بأن أتعاملَ مع أحاسيسي ومشاعري بنفسي، ولم يكلمني أحدٌ في ذلكَ بعدها.
قَدِمَ يومُ تخرِجنا أسرعَ مما توقعت..
حررتنا قسوةُ الشتاءِ أخيرًا، وحلَّ الربيعُ ميقظًا الطبيعةَ من سباتِها بألوانِه البهيجة.
عادت الدنيا للحياةِ وأحياها الربيع..
ولكن قلبي كانَ قارسًا وباردًا، وعجزَ الربيعُ عن إحياءِه.- هانّ دا يونّ!
صفقَ الحضورُ لي عندما وقفتُ باسمةً وأنا ألوحُ بيدي لأصدقائي سيرًا نحو المنصةِ في قاعةِ المدينةِ برداءِ تخرجي.
ابتسمَ لي المعلمون وصاحفوا يدي ثم قدموا لي ورقةً مطويّة. خُلِدَت صورةٌ تلكَ الذكرى قبلَ عودتي إلى خلفِ المسرح.توقعتُ أن تهونَ ركبتيّ حينَ يُذكرُ اسمُ جونغكوك كذلك..
أطبقَ صمتٌ مربكٌ على المكانِ حينَ قادَ الترتيبُ الأبجديُّ لاسمِ عائلتِه، فقد عَلِمَ الناسُ الواقعةَ التي حدثت، ولكن سرعانَ ما ذُكر الاسمُ التالي وعادَ الحشدُ لحيويتِه مرةً أخرى، تمامًا كما فعلت طبيعةُ الشتاء..فلِمَّ لم أحيا أنا؟
هتفَ الكلُّ لنا وهلهلَ بعدَ أن تجمعَ الكلُّ على المنصةِ، ثمَّ رُميَت قبعاتُ التخرجِ عن الرؤوس.
أتت يورا إليّ فورًا وعانقتني فملتُ إليها وبقينا في صمتٍ بين صرخاتِ سعادةِ زملائنا.انتهت المدرسة.. وباتَ يومُ مراسيمِ التزويجِ يقتربُ أكثرَ وأكثر.
بقيَّ له شهرٌ واحدٌ ليسَ إلا..
بعدَ إجازاتِ الصيف.. ستبدأ حياتُنا الحقيقيةُ أخيرًا.****
أنت تقرأ
مَطرُ نوفمبر
Romanceفي إحدى ليالي نوفمبر حينَ هلَّ المَطر.. فقدتُ جزءًا مني.. أمسى المطرُ ثلجًا.. وقلبي مليئٌ بكلِّ باردٍ في الدُنيا.. #أنا مترجمةٌ لهذه الرواية ليسَ إلا. #الغلاف من تصميم Hope_879 #This story is originally written by Marrilaure, an author here in...