مضى الأسبوعُ الذي تلى ليلةَ المأدبةِ سريعًا كلمحِ البَصَر، ولكنني استغرقتُ فيه الوقتَ الكافي في مراجعةِ كلِّ المعلوماتِ التي أُعطِيت لي عن جيمين، وسمحتُ لنفسي أخيرًا بأن أسعدَ قليلًا مع أمي.كانَ هناكَ بداخلِ الصندوق ( مع الخاتمِ كذلك) ملحقٌ معلوماتيٌّ صغير أستطيعُ إدراجَه على جهازي اللوحي كي أعرفَ عنه ما أريد.
استلقيتُ على سريري وادخلتُه في إحدى منافذِ الجهازِ وفتحتُ الملفَ حينَ ظهرَ المحتوى على الشاشة.بارك جيمين
ظهرَ اسمُه قبلَ كلِّ شيء، ثم بعضُ صورِه.
كانت إحدى الصور في أحدثِ صورةٍ له في المدرسة، وصورةٌ خمنتُ بأنها مع والديه، وصورٌ أخرى مع أصدقائه أو صورٌ كانَ فيها بمفردِه.
وأنا أحدقُ مليًا في الصور، تفاجأتُ حينَ تعرفتُ على أحدِ الفتيانِ في صورةٍ كانَ فيها مع رفاقِه، ولم يكن إلا شريكَ يورا.ابتسمتُ قليلًا معجبةً بملامحِه عن قربٍ هكذا..
بدا وسيمًا حقًا كما كانوا يقولون، ولكنَ سيماه ذكرتني بجونغكوك..تابعتُ النظرَ في صورِه، ومع مضيّ الوقتُ وجدتُ نفسي أبتسمُ على كلِّ صورِه..
كان لابتسامتِه سلامٌ يحلُّ عليّ كلما نظرتُ إلى عينيه المبتسمتين الجميلتين.ثمَ أتت بعدها معلوماتٌ عامةٌ عنه، هواياته وما يفضلُ وأفرادُ عائلتِه وغيرَ ذلك. قرأتُ كلَّ شيءٍ بتفحصٍ ودقة، وضحكتُ قليلًا حينَ قرأتُ بأنه يرقصُ منذُ سنين..
- لابدَ من أنّ أطلبَ منه أن يريني... همستُ لنفسي بابتسامةٍ صغيرة.
لم يأتي جونغكوك في اليومِ التالي للمدرسة..
أخبرنا معلمنا بأنه أصيبَ بنزلةٍ بردٍ وأنه سيبقى في منزلِه ليرتاحَ لبضعةِ أيامٍ حتى يشعرَ بقدرةٍ على العودة.
لقد هزني ذلكَ.. خاصةً لأنني علمتُ ذلكَ من المعلمِ وليسَ منه.التفتت إليّ يورا بقلقٍ ولكنني ابتسمتُ لها وأنا أهمسُ لها بأنه سيكونُ بخير، رغم أنني لم أعلم بأنه حقًا سيكون..
كانَ من النادرِ جدًا أن تصابَ بنزلةِ بردٍ في مجتمعنا.. الضغطُ المكثفُ كانَ ما يسببُ ذلك، ولكننا كنا لا نشعرُ بالضغوطاتِ في مجتمعنا إلا نادرًا، ولذلكَ باتَ مرضٌ كهذا بعيدًا عن أجسادِنا.
وكنتُ أعرفُ بأنه ما من سببٍ لذلكَ إلا الحفلَ قبل أيامٍ حقَ المعرفة..
أهو لأنه لم يستطع رؤيتي أمامَ العامةِ بعدَ ذلك؟بالكادِ استطعتُ أن أركزَ على أي شيءٍ في الأيامِ التي تلت ذلكَ في المدرسة..
لم أكتب أي ملاحظات في أثناءِ الحصص، بل كنتُ أطلبها دائمًا من يورا. حتى أن المسكينةَ قلقت عليّ كذلكَ، واستنتجت أن غيابَ صديقي ومرضِه لم يساعدانني على التركيز.. وذلكَ كان خاطئًا.اختفى جونغكوك طوالَ ذلكَ الأسبوعِ كليًا ولم يحاول حتى التواصلَ معي أو مع يورا بأي وسيلة..
علمَ والديّ بذلكَ من والديه وكانا قلقان كثيرًا حينَ أعلماني بذلك.
سألاني كثيرًا عن سببِ عدمِ زيارتي له، ففي نظرهما لم يكن هناكَ أسبابٌ تمنعني من الذهاب، ولكن في نهايةِ الأمرِ فهما بأنني ربما خائفةٌ من أن التقطَ منه العدوى فتوقفا عن سؤالي.تلكَ كانت أولُ مرةٍ نغيبُ فيها عن بعضنا في حياتي بأكملِها.
****

أنت تقرأ
مَطرُ نوفمبر
Любовные романыفي إحدى ليالي نوفمبر حينَ هلَّ المَطر.. فقدتُ جزءًا مني.. أمسى المطرُ ثلجًا.. وقلبي مليئٌ بكلِّ باردٍ في الدُنيا.. #أنا مترجمةٌ لهذه الرواية ليسَ إلا. #الغلاف من تصميم Hope_879 #This story is originally written by Marrilaure, an author here in...