ما رأيكم ان احكي أن اصبح حكواتي وأحكي لكم حكايتي، لا لست بطلة سطورها، لكنني عن أسدٍ كتبتها، فتابعوا حكايتي…
قصة تصلح للكبار والأطفال"سر الملكوت"
يُحكى أنَّ في سالفِ العصرِ العتيق، في الزمنِ الزمردي، حين كانت الأرضُ غابةً سكانها من الأصل العريق.يسّود ربوعها الأمان، و يسكن بساط خضرائها الحيوان، وعبيدها من الجنِّ والإنسان، أشجارُها كنوزٌ من الزبرجدِ وعناقيد الجُمان.
تتوسطها ذات زهور اللهب الجُلَّنار تدعى شجرة الرُمّان، يحكمها غضنفر ضِرْغام، تَربع على عرشِ المُلك سيدًا للبشر والجان الأسد هُمَام.
أما سيطرة الملك -الأسد الدِرْوَاس- على حكم الجنّ والنّاس؛ كان بسبب قوة بَلُّورة الملكوت تحرس بابها ست لبوات، ذوات فمٍ مُضراس، و سابعة علّت منصبًا بدهاء ، لتصبح ذات الفرو الشقراء مليكته الحسناء، ولكنها أيضًا تمتاز بالغباء.
وفي يوم قرر الجنّ والأنسان، التمرد و خداع الملكة أرْسَلان، فوَسْوَسَ الجنّي سعران بأذن البشري بُرهان:
-" يا برهان لأجل الإيقاع بالأسد الجَسَّاس، عليك بخداعِ أرْسَلان، لنيل بَلُّور الأمان، فننال السيادة على عالم الحيوان، أزرع الغدر بقلب الحسناء فهي تمتاز بالغباء".
نظر بُرهان لسعران وطَرَّف بعينيه بغرور:
- "يا سعران، بشرط أن أكون أنا حاكم الرّعية المسرور، وسأمنحك منصب الوزير بكل حبور" .
أبتسم سَعران لتخرج من فِيّْهِ شرارة جهنمية:
-" إبشر يا صاحب السعادة المستقبلية".
وهكذا افترق اللئيمان، في تنفيذ مخططهما وهما لكل خطوة بمكر يحسبان.
في صباحٍ بعد أيام، خرجت الملكة تتأمل الطبيعة بهيام، وتعكس الشمس أصيلها، فينعكس على فراء أرْسَلان شعاعها.
أقترب بُرهان وعينيه كانت تترقبان، ألتقت عيناه بعيني أرْسَلان، فبالأعجاب أخذت عيناه تتظاهران:
-" مولاتي المبجلة العتيدة، هلا أنصتِ لعبدك ألذي أبهرته بطلتك الجميلة؟ "
ألتفتت اللبوة الملكة و أرتسمت على ملامحها العجب من نظرات وكلمات البشري الجريئة:
- "أتخاطبني، دون أن تركع أمامي وتنحني ، دون أن تخفض مُقْلَتاك عن مستوى نظري؟!"
أنحنى بكلِ خضوع، وعَزم أن يَمكَّر بها دون رجوع.
-" أنا خادُمك المطيع بُرهان، سمعت أنّ العرافَّ أخبر الأسدَ عليه أنّ يقدم زوجته قربان، لأجل أن يستمر حكمه بأمان، ثم يتخذ غيرها من اللبوات لتصبح زوجته وتنعم بالمُلك والخيرات، فيغدو بعشقها ولهان ، أما أنتِ فطيّ النسيان.
غضبت الملكة أرْسَلان، فشعرت بالغثيان، فكادَت أن تقع فريسةَ المرض السَقَام، لولا رغبتُها بتدمير مُلك الأسد بالأنتقام.
- "أريدُ ردّ أعتبار، لو لزم تدمير مملكة الليث حالًا دون أنتظار".
فرح برهان وتركها بالشك تشعر بالتوهان.
سارت بخطوات بليدة، و للشَرِّ سعت بأفكارها اللئيمة، قضت على ست لبوات، كنَ لبوابة سرّ الملكوت حارسات.
أخذت تلك البَلُّورة وكانت بداية للتمرد والثورة، تربص بها البشري برّهان، و الجنّي ذو القرنين سَعران، قتلاها بسكوت ثم منها سرقا سرّ الملكوت.
لكن وقع بينهما شجار، في منتصف الغابة بين الأشجار، علت في سمائها أثَرَ صراعهما سحابة غبار، فرآهما الملك المغوار، فزأر فأرتعدت باقي الكائنات و همَّت بالفرار، فانشقت السماء برعدٍ وبرقٍ ثم تساقطت الأمطار، أراد الملك المغدور، أستعادة -سر الملكوت- لينعم بالسرور ، فأزداد شراسة و صرخ بأعلى صوت:
- "كيف تسرقان مفتاح سَرَّ الملكوت، بَلُّوْرة سيادة حكم الحيوان على الجنِّ والإنسان؟
فحام حولهما الأسد الرئبال، وصاح:
- قفا أمامي في الحال!انتفضَ بُرْهان و سَعران، من الخوف أخذا يهتزان.
فسقطت من يدِ البشري بَلُّورة أمان سرّ الملكوت، فعلى أنين الأسد ثم تأوه بخفوت، لتقع البَلُّورة على الأرض وتتهشم لأشلاء، فأصبحت عيني الغضنفر قاحلة كالصحراء، وفقد القدرة على النطق و الكلام، فرحل زمن الهدوء والسَلام، وأنتهى ذلك الأمان، حين اعْتَلى العَرْش الأنسان، وتستر الجنّ الوسواس فاحتجب عن الوجود، حينها أصبح الإنسان على الكائنات يسود.
تمت
بقلم ام الصوف
أنت تقرأ
انكسار ناي
Poetryكم ادمنت تلك الامواج لانها ببساطة تشبه امواج الحياة تارة تعلوا لتلقينا على ضفاف شواطيء الامان وتارة تنخفض لترمينا بقعر الظلمات