سمفونية وجع رحيل"
في الليل نام من بعينه وسنا
وابت عيناي الهجوع إلا تذمرا
فأفترشتُ الآهات لي وسائدا
والتحفتُ بأحداق المُقلُ دموعا
هو الرحيل دقت أجراسه تلهفا
كما تدق اجراس رحيل كل سنة
فهاج ذكراهم بخاطري يتوجعا
خذوا طيفكم من ذاكرتي و أرحلوا
فعاند الطيف القتيل الا ان يزورني
في ليل محراب الحزن لم يشفع لي
فتقلبت يمين فغار منه شماليا
فعدت للشمال تارةً اتقلبا ..
وإذ هناك على جدار ذكرياتي الواهنة
البوم صورٍ مر كشريط سينما
كلوحةٌ وحشيةٌ بفرشاة متوجعة
آلام جراح مرت بخاطري
وحكم بالحزن نُطق عليّ مؤبدا..
لوجع رحيل انشدوا قصيدةً
جفت دموع الوهن فلحقها
دمع حنين لذلك الأمسا
هلا تعود وتمحي وجع حاضرا
فمن بين عتم الليل نسجت مشاهدا
وداعب اشباح اطيافهم وترا
لقيثارتي صمت الألحان المقطعة ..
لضحكات ماضٍ اصبح اليوم ناحبا
وبين اشتياق الحنين عزفت لحنٌ صامتا
فانعكس بمرآة حاضري ذاك الماضيا
لأرى سجادة والدي بالصلاة معمرةً
وتسبيحات امي حين تفر مسبحتها .
وتتلو الاستغفار دون تعب و كلّلا
لازال ذاك الأب بعز شبابه
واذ رصاصة الأنذال بالرأس يُعدما
ثم .. من بعده تعدد الموت مزعجا
ليقلق راحتي ويضيف ليتمي عدة تيتما
هو الوليد قضى بين مخالب الأذياب ورحلا
فكان هذا من بعد أبي اول سهما
ومرت بذكراي صور مشوهة
لحسناء كلبوة تجود بنفسها
كفراشةٍ هي قد فردت جمال زهوها
لتعلو فبطلقة وقعت كسيرة اجنحتها
و ثالث الاسهم كان اشدها وقعا
اصابني سويداء القلب فتهشما
لازال ينزف و الأيام تجري مسرعة
ليقترب شهر الميلاد ينزف دما
الناس تحتفل بالرقص لا بذكر ربها
و تعدد٣.. ٢.. ١ دار العام فتمنوا خيرا
و انا ليلتها اعدّ ليدور علي نوحا
في ذكرى مقتله اوقد شمعة
و على انغام طبل الناس راقصة
وانا تلوت قرآنا و سجدت لله خاشعة
لا عيد عندي فالعيد قد قُتلا
ورأيت قبره في حلما ينزفا
فمرت ذكراه بين يدي راحلا
عيناه بعيني يودعني شاحبا
هو العريس يحنو لزفةٍ
قد عزف لحن الرحيل بائسا
و احتفل بعرسه للقبر زُفا
عيناه بعيني يودعني مجبرا
و يداه لاتزال اشعر بضغطها
بين يدي ارتعاشة جسمه
لينتفض بسكون خروج روحه
لتنغلق العينين نصف اغماضةً
و تدوي صرخة من فمي مدوية
و اخر امواتي كانت الوالدة
عامان مرا و نعدوا للثالثة
علويةٌ أُمي من نسل هاشما
قد ماتت بيد الطب مستشهدة
و ببرود جحود هم قد اعلنوا
نعتذر منكم لخطأ طبنا
لا يرحم الله امرأ ايتمني
و دمر عائلتي و قتل اخوتي
هو اللعين الصنم قد قُبرا
ليلعن الله صدام و من بعده
ويرحم كل شهيد بجنان نعيمه
قد قلت ما عندي فأعذروني
لطول قصيدتي و طول سطوري
و الله لجمر الروح نارا مستعرة
انستني نفسي وانا انشدوا راثية
أنت تقرأ
انكسار ناي
Poetryكم ادمنت تلك الامواج لانها ببساطة تشبه امواج الحياة تارة تعلوا لتلقينا على ضفاف شواطيء الامان وتارة تنخفض لترمينا بقعر الظلمات