قيثارة حزن مقطوعة الاوتار

4.8K 72 7
                                    

بقلم وئام البصري
اخبرتكم انشر ما يحلو لي قصص قصيرة وربما تافهة او خواطر مبتورة شخابيط نصفها ممحي والاخر خط ع الورق
كثيرا ما اوقتني هذه العبارة وتذكرت من يعانوا ضعف السمع او الصمم

بطلة لمظتي من قصة صغيرة هي تمثل بنت صماء عازفة و عاد لها السمع لتسمع لانغامها لاول مرة

لا اعرف من ما اوحيت لي بهذه القصة لكن بطلة رواية خلف اسوار الروح كانت ملهمتي لاكتب منلوج عن تجربة اولى للسماع .

-قيثارة حزن مقطوعة الاوتار -

المرة الاولى من كلِّ شيءٍ لا تنسى ؛ أمي بتُ اصدق هذه العبارة بعد أنْ عشتها فعلاً بكل لحظاتها من خوف عندما بدأتْ سماع انغام عزفي ، وبين اللذة والنشوة بعد سماعها حين سمعت صوت عزفي المكتوم عني لأول مرة ، فكان شعور الفرح عندي لا يمكن وصفه الا كشعور طفل قد مشى اول خطواته دون أنْ يتعثر فارتسمت على محياه تعابير سعادة وضحكة بريئة .

قلتها بنبرة مختلجة ، وتحشرج صوتي كحشرجة انفاس روح حين تغادر الجسد ، لترد امي بنبرة حانية، وهي تقترب مني، ناظرة لحبيبات من التعرق قد لامست جبيني شعرت باصابع أُمي الباردة تلمس جبهتي وتزيل تلك الحبيبات المتمردة التي اظهرت لحظة خوفي من رد فعلي ازاء تجربتي الاولى بالعزف وانا استمع لانغامي .
- كنتِ تعتمدين قراءة النوتات "يا قيثارة"، بعزف الحانك لكن حان الوقت لتعتادي انْ تسمعي معزوفات اوتار قيثارتك استمري بالعزف يا فتاة ودعي الانامل تستمر بمداعبة اوتار قيثارتك .

ركزت نظري بوجه ملهمتي التي حفرت سنين الشقاء مخالباً على وجهها فبان الكبر عليها قبل سنين عمرها ...فقلت لها بلطف

- كم ناديتموني بقيثارة حتى نسيت ما هو إسمي ؟ لكني لم أعدْ تلك القيثارة المقطوعة الاوتار ، أنا أسمع مداعبات الأنامل على أوتارِ قيثارتي كمّا تُداعِب الامواج صخور شطآنها .

كنت اخاطبها بتلك الكلمات وانا اداعب اوتار قيثارتي باناملي بكل هدوء ليّل لكنه يخفي بين طياته اسرار سُهد العاشقين ازددت لهفة للعزف فارتفعت حدة انغامي وهي تنساب لتمتزج مع روحي كما يمتزج جسدي حبيبين بعناق من بعد فراق طويل فيلتقيان ليعزفا لحن العودة من جديد .
رفعت رأسي وانا اصرخ بمرح وضحكاتي تمتزج مع صوت الحاني، كنت سعيدةٌ جداً وكنت اشعر بروعة ما عزفت

رفعت رأسي لانظر لامي تبكي فرحاً، فتعانقت نظراتنا وقد منحتها نظرة تلتمع بدموع المُقل ، كما تلتمع اوراق الشجر حين تداعبها قطرات الندى .
ارتجفت شفتي أُمّي وبان عروقُ جبهتَها وهي تكتم عني فرحتها التي لم تكتمل تماما لاني سابقى معاقة تسمع عن طريق سماعة جهاز القوقعة انا شعرت ُ بلهفتها كأمٍ تمنتْ أنْ تشفى إِبنتُها وتسمع مثل أيَّ بنت أُخرى دون الحاجة لزراعة جهاز القوقعة لكنها أخفتْ أُمنيتها عني و اخبرتني كلاماً قد شجعني .

- انا سعيدة لأَجلك يا إبنتي ، هل سمعتي كم هي الحانك جميلة يا قيثارة ؟
- نعم يا نبع حناني يا ملهمتي ، اعجبني انْ استمع لعزفي بعد ان غادرت سجن الصمم .

اخبرتها بتلك كلماتي وانا اتظاهر إنِّي لم أفهم ارتجاف تعابير وجهها ولم ابين لها إني لازلت اقرأ تعابير الوجوه كما كنت افعل بسنين الصمم وعرفت انها تمنت أنْ اسمع بأُذنِيَّ لا بجهاز القوقعة ، لكن حتى وإنْ كان سمعي بواسطة سماعة يبث ترددات لجهازٍ يزرع بالرأسِ ، ستبقى تجربتي الاولى خالدة بذاكرتي الى الابد لأنها لن تُنسى أبداً تبقى داخلنا بحلوها أو مرها ...على مرِّ السنين حين تشرد أفكارنا وتبحر سفن الذكريات ستبقى ذكرى اليوم هو اجمل ذكرياتي

انكسار ناي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن