طبول همجية

10.4K 207 64
                                    

نظرتُ لتلك الأمواجِ كم هي تَشبهُنِي ، أنّا إبنةُ البحر الذيّ يرمي بأَمواجهِ ليغرق سفنا ، او يؤرجح بامواجهِ سفناً أُخرىٰ لتصلِ لبرِ الامان ...
أغمضتُ عيني وأَنا أذّكرُ ذلكَ الماضيّ المؤلم بِكُلِّ مابهِ من جراحٍ مؤلمةٍ، قيلَ إنَّ اكثرَ الجراحُ ألماً هي أنْ تتعدىٰ الجسدُ وتصلُ للروحِ لٰكنَّ جِراحَيّ تعدتْ حتىٰ الروح لتصل لجوهر ذاتي المعذبة ...
كم تَزعُجني تلك النظرات التي أَراها مليئة بالشفقة ، فتبدو لي كأنها حد نصل سكين يمزقني ...
نعم اليتم كم ازعجتني هذه الكلمة ، انْ تكُن كغصنِ طري دون شجرة تسنده و تمنحه القوة ، فيلقى بك بالطرقات وتكون عرضة لأَقدام عابري السبيل ....

فمرت سنين حياتي وعزفت جراحي لحناً وحشياً تُذكرني بطبولٍ هَمجية ، إنَّهُ غضبي مِنْ تلك الكلمة..، انك يتيم ، أي إنّك قليل الحيلة أي إنَّك ضعيف ، كم رأيتُ البعض يعتبرُ اليُتمُ ضعفاً لكني قررتُ أنْ أكوّن أكثر قوةً وأكثر اعتماداً علىٰ نفسي ، لَعلّ ضروف حياتي هي مهدت لبناء شخصيتي لاصبح تلك التي واجهت أعاصير الحياة وبَقيّتْ ثابتةٌ كشجرةِ الارز َ رغم َ هَوج الريح َوصفير َ الاعاصير .

بقلم وئام البصري ام مصطفى

بقلم وئام البصري ام مصطفى

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

راقت لي ☝

انكسار ناي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن