" صغيرٌ في الطرقات "
بعد أن سرتُ بين الطرقات أبيع الورد؛ حسنًا الورود بالنسبة لكم هي هدية تعبير عن الحبٍّ بين عاشقين، أو ملاطفة لأحدهم، أم لعلّكم تبتاعون أزهاري لتضعوها بين أيدي أمهاتكم، لتعبروا بصمتٍ عن حبكم لها، لكن أمهلوني لحظة! أخبركم عن عمقِ حبي لأمي، قد لا أضع بين يديها وردة لكني أعبر لها عن مدى قوة حبي لها، هلا توقفتم عن نظرات الشفقة لرَّثُّ ثيابي، وهلا نظرتم لي جيدًا، هيا أنظروا لكن بتمعن.
فأنا أرتدي المحال لكي أكدح وأتعب لا يهمني قدميّ الحافية التي تَقرُّنَ باطنهما وغلظ جلدهما، فهما ثمن حبي لأمي حين أضع براحة يدها قوت يومي أشعر بالمسؤولية في أعالتها، أ رأيتم، كم هي هديتي أكثر تقديرًا لها ممّا هي هداياكم؟! المجردة من عرق جبينكم و لهاثكم المتعب وأنتم تستجدون أن يشتري أحدهم وردة.
و عندما مرّا من قربي ولد وأمه أشترت مني ورودي وأنا أسمعها تتمتم كلمات لا أعرف لماذا خال لي أنها تقول لأبنها هذه الكلمات- ستعجب والدك هذه الورود - أطلقت حسرة وعاتبت نفسي ماذا بك يا فتى، هل أصبحت تتخيل ما يتهامس به زبائنك من كلمات؟ أم لعلها بداخلك رغبة أن تكون مكان ذلك الفتى! يا سيدتي لو كان لي أبًا لكنت الأن مع أمي أشتري له هدايا بدلًا من التجوال طلبًا لقوتي، أعرف لن تستمعي لكلماتي يا سيدة، لأنها كلمات صامتة لم تخرج من شفتي، لكن هلا رأيت بُلّي ما عليَّ من ثياب؟ لو كان أبي على قيدِ الحياة لمّا كنتُ هكذا، وقفت قرب أحدى الحافلات وبيدي أخر باقة زهور رفض السيد الذي بداخل الحافلة شراؤها، اهٍ وحسرة ما بالِ هؤلاء آثروا أبتياع النفيس وتركوا زهورًا هي رمز معنوي للحب، أمممم لعلّه يفضل أن يدلل زوجته بخاتمٍ ما، أو عقد من الألماس، على العموم تأخرت عن موعد عوتي للبيت، فعلي الذهاب لشراء بعض الطعام أولًا فبالتأكيد أمي لا تزال تنتظر عودتي.
أنت تقرأ
انكسار ناي
Poetryكم ادمنت تلك الامواج لانها ببساطة تشبه امواج الحياة تارة تعلوا لتلقينا على ضفاف شواطيء الامان وتارة تنخفض لترمينا بقعر الظلمات