الحلقة الخامسة : (مُساومة)

10.6K 235 7
                                    

صاحت سهيلة بغضب عارم وهي تهتف : 

- لا أنتي كذابة ، أختي لا يمكن تعمل كده أبدا
أقبل عليها سامي وهو يقول بحدة :
- في ايه وايه الصوت العالي ده !!
أسرعت سهيلة تقول برجاء : يا سامي بيه ، قولي أختي فين الله يخليك وايه الي حصل أروي لا يمكن تسرق أبدا !
رمقها بنظراته الساخرة وتابع مُتجهما الوجه : لا عملت وأديها متلقحة في المكان الي تستاهله عشان تتأدب وتحرم تسرق الحرامية دي
حركت رأسها نافية وقالت: لاء أكيد في حاجة غلط أرجوك يا باشا تعالي معايا نخرجها ، دي أختي الوحيدة ومليش غيرها
دفعها بيديه بعنف ، ودلف إلي مكتبه ليتركها تبكي بشدة .. ولا تعرف ماذا تفعل الآن وكيف تتصرف مع الموقف ..
لم تيأس إنما ركضت لتدلف خلفه وهي تتوسله بأن يصفح عن شقيقتها ، وما كان منه غير الطرد والإهانة !! بل والسخرية أيضاً ، فرحلت .. رحلت تبكي علي شقيقتها وتسير تُفكر كيف تنقذها ..
...............................

في منزل السيدة كوثر ...

طرقت السيدة نعمة الباب تلك السيدة التي قاربت على الستون عام ، ذات الملامح الهادئة رغم كبر سنها ..
فتحت سلمي الباب.. وهتفت بإبتسامة : إزيك يا طنط نعمة إتفضلي ..
دلفت نعمة قائلة : أومال فين ماما يا سلمي ؟ .
آتيت كوثر من خلفها قائلة في ترحيب : أنا هنا يا حبيبتي يا خطوة عزيزة
قامت بعناقها ، ثم جلستا فقالت كوثر سريعاً : إعملي شاي لخلتك نعمة يا سلمي
أومأت سلمي برأسها وإتجهت إلي المطبخ ..
بينما تحدثت نعمة موجهة حديثها لـ كوثـر بعتاب :
_ بصراحة بقي كده يا أم ماجد أنا زعلانة منك جدا
تنهدت كوثـر طويلاً ، ثم أردفت قائلة : ليه خير يا أم خالد إيه الي حصل بس ؟؟
مصمصت نعمـة شفتيها وتابعت بمزاح : شوفي ياختي الولية !! ما أنتي عارفة إني زعلانة من إيه ومع ذلك ولا عملالي إعتبار يا كوثر مكنش العشم ..
إبتسمت كوثـر وتابعت بتفهم : يا حبيبتي أنتي إعتبارك علي راسي والله يا أم خالد ، بس أنا برضو أم ومن حقي أفرح ببنتي ويبقلها شقة زي مخاليق الله ..
رفعت نعمة حاجباها وتابعت : ومين قالك إنه مش هيبقي بيتها ؟؟ أنتي تفتكري إني ممكن أضايقها في حاجة !! عيب يا كوثر ده أنا الي مربياها وبعتبرها بنتي وربنا شاهد علي كلامي
تنهدت كوثـر ثم تابعت : عارفة والله يا نعمة ، بس برضو ياختي أخاف أي حاجه تحصل ونرجع نخسر بعض خصوصا إنك غالية عندي والله جدا ومهما كان إحنا مش ملايكة وممكن يحصل أي حاجه في أي وقت
نعمة بإمتعاض : ياختي تفائلي ومتسبقيش بالشر كده بقي !! خليها علي الله بس وكل شئ هيبقي تمام ها قولتي ايه !؟ بالله عليكي توافقي بقي يا كوثر ، والله الواد خالد إبني بيعشق البت بنتك وأنا كمان عشمانة فيكي ومش معقولة هترديني كده ...
ساد الصمت لحظات ، وراحت تُفكر كوثـر في تردد ... قطعت ذلك الصمت سلمي حين توجهت إليهما تحمل الشاي وهي تقول بتوسل : وغلاوتي عندك يا ماما توافقي الله يخليكي ..
وكذلك هتفت نعمـة برجاء : ها بقي يا كوثـر ؟!
أخيراً إبتسمت كوثـر وتابعت بتنهيدة : ماشي يا أم خالد عشان خاطرك موافقة وعشان العيش والملح وصداقة العمر موافقة ..
وكأن هذه الكلمات خرجت منها عن عمد حتي تنبها أنها ستعطيها اغلي ما تملك فلتحافظ عليها .. !
إتسعت إبتسامة نعمـة التي أطلقت زغرودة عالية بينما هتفت كوثـر في خفوت : ربنا يسعدك يا سلمي يا بنتي
إتجهت سلمي إلي أمها وعانقتها بفرحة عارمة وهي تقول : حبيبتي يا ماما ربنا يخليكي ليا .. !
دلف ماجـد مندهشاً من أصوات الزغاريد المُنبعثة من منزلهم فقال بجديـة : في إيه ..؟
نهضت كوثـر تقول بسعادة : كويس إنك جيت يا ماجد يابني عاوزين نقرأ فاتحة أختك بقي علي خالد
عبس ماجد بوجه وتابع حانقاً : فتحة !! كده من نفسكم وأنا مليش كلمة ولا راجل البيت ده ولا إيه ؟؟
تأففت سلمي وهي تعقد ساعديها أمام صدرها بإعتراض وعدم رضا ، بينما تحدثت كوثـر وهي تقول : ما إحنا فيها أهو ده لسه كلام بس يا ماجد
وفيما قالت نعمـة بتجهم : هو أنت عندك إعتراض علي خالد إبني ولا حاجة يا ماجد ؟؟
زفر ماجــد بضيق ورمقها بنظرات جامدة ثم تابع بنبرة تحمل من الغرور والتعالي : علي ما أعتقد إن إبنك معندوش شقة !! ممكن أعرف هيسكن فين !!
رفعت نعمـة أحد حاجبيها وتابعت في ثبات : هيسكن معايا يا ماجد سلمي بنتي وأنا مربياها وهحافظ عليها وده وعد مني لأمك وبعدين يعني أنا كلامي مع امك مش معاك أنا برضو ست كبيرة ولهجة السخرية دي محبهاش !! أنا ماشيه يا أم ماجد ولينا كلام تاني !! ...
هتفت كوثر سريعاً : إستني طيب يا نعمة
لم تصغي إليها نعمة وتوجهت إلي الخارج صاعدة إلي شقتها مرة ثانية وقد غلت الدماء في عروقها ...
أغلقت كوثـر الباب وإتجهت إلي ولدها قائلة بعتاب : مينفعش أبدا الست تمشي زعلانة من أسلوبك علي فكرة !! وعيب عليك تتكلم بالطريقة دي لا عملي إعتبار ولا أي حاجه !!
ماجد بلا مبالاه : أنا مقلتش حاجة غلط يا ماما ! الواد ده معندوش شقة ومش عاجبني أصلا وأنا بقي مش موافق . !!
صاحت به سلمــي ، وقد نفذ صبرها :
_ هو أنت مالك أصلا !! .. أنا عمري ما هاخد برأيك أبدا ، أنت واحد مش بيفكر غير في نفسه وجاي دلوقتي تقولي مش موافق بأي حق بقي أن شاء الله !!! توافق ولا متوافقش أنا بحب خالد وهتجوزه غصب عنك ..
إتسعت عيني ماجـد وإقترب يباغتها بصفعة قوية هبطت علي وجنتها وهو يقول هادرا بها : إخرصي يا بت أنتي !! أنتي إتجننتي ولا إيه
صرخت سلمي وهي تبكي بحرقة ولقد إرتمت في أحضان والدتها التي هدرت به بغضب عارم : كسر إيدك يا ماجد أنت إزاي تمد إيدك عليها !!
إنفعـل ماجد قائلاً بحـزم : وأكسر رقبتها كمان لو طولت لسانها عليا تاني مبقاش إلا سلمي الي مطلعتش من البيضة لسه !!!
..................................

حبيبتي الكاذبة -  الكاتبه فاطمة حمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن