تعرفي يا أروي ، أنـا حاسس بدفئ عمري ما حسيته من يوم ما ماتوا أهلـي ..
أردف أمير بتلك الكلمات موجهـا حديثه لـ أروي التي إبتسمت له بخجـل ..
إستكمل هو هادئا : مجرد دخولك في البيت نورتيه وبقي فيه روح ..
ردت عليه مبتسمة : وأنا كمان حبيت المكان وحسيت بالدفئ ده !
أضاف تلقائيا : يبقي لازم نتجوز علي طول ..
نهضـت أروي وقالت بهـدوء : إن شاء الله ، يلا بقي أنا لازم أروح دلوقتي ، إتأخرت أوي
نهض هو الآخـر قائلاً بمزاح : برضو مصممة متباتيش ، عموما بكرة تباتي غصب عنك !
توردت وجنتيها سريعاً ، ثم سارت بخطـوات سريعة صوب الباب وسط ضحكـاته المـرحه التي تُزيدها خجـلا وحُبـا ..
إستقلا السيـارة وإنطلقـا بهـا .. سـاد الصمـت للحظات ، .. إلي أن قالت أروي مُتسائلة : هو ايه الي حصل مع ماجد ، وإزاي خرج من السجـن أصـلا ؟؟
أجابهـا مردفاً : بيقول إن أمه قومتله محامي ، وإن هو ندمان وتاب وعاوز يرجـع يشتغـل معايا ، بس أنا مش مقتنع وشكل نيته مش سليمـة !
تابعت أروي بجدية : أنا كمان مش مستريحاله ومعرفش هو طلعلي منين أصلاً
إستأنف أمير حديثه : أنا شاكك إن حد زقه عليا أصلا ! .. بس لو طلع ده صح يا ويله
إزدردت أروي لعابها بريبة ثم قالت بخفـوت : يا تري مين الي ممكن يزقو عليك ؟
أجابهـا بثقة : مفيش غيـر سامـي ، محدش غيره بيحقد عليا
أغلقـت أروي عينيها وأخذت تتنفس سريعا بتوتـر ، لتردف بإرتباك : مين سامي ده ..
نظر لها قائلاً بثبات : الي عرفتك عليه ساعة ما كنا في شركة *"""**** ، راجل مستفز ومش محترم ، وديما باصص للي في إيد غيره ، فـ ممكن يكون إتفق مع ماجد عليا ، ماهو مفيش أقذر من ماجد عشان يسمع لـكلام سامي ..
شعـرت أروي أنهـا ستختنق فجأة ، فـ كلامه أصابهـا بوخـزة في قلبهـا ، بالتـأكيـد إن علم ستكون هي أقـذر ما رأت عينه .. وهذا ما راحت تُفكـر فيـه ..
سمعت صوته القلق : مالك يا أروي ؟
إبتسمت وهي تهز رأسها بتوتـر : مفيش حاجه ، بس دوخت شوية
أردف بتساؤل : طب أركن علي جنب ؟
حركت رأسها نافية : لأ مش مهم ، ... ثم تابعت بحذر : يعني انت هترجع ماجد الشغل ؟
أومأ برأسه قائلاً بجدية : اه ، مُضطر أرجعه بس عشان أعـرف ناويلي علي ايه ..
صمتت أروي وقلبهـا يخفق بعنف ، يريد الصراخ والبوح بما فيه من آلام .. يريد أن يرتاح من ذاك العذاب ولكن كيف ؟؟؟؟؟؟
أنا خائفة .. خائفة وبشدة !
قاطـع أمير صمتها ذاك حين قال مبتسمآ : تصدقي الواد زياد طلـع خاطـب !
رفعت حاجبيها بإندهـاش ، وتابعت : بجد ؟؟
أومأ بتأكيد : اه ، وخطيبته هتيجي بكرة مع عمتي ..
شعرت أروي بالحزن ، فقد كانت تتمني لو أنه ينتشل شقيقتهـا من ذاك المـرار ولكـن القدر له رأي آخـر وليس كُل ما نتمناه يتحقق ، فربما القادم أجمـل .....
قالت بتنهيدة عميقة : ربنا يسعدهم ..
ساد الصمت بينهما بعد ذلك إلي أن وصلا إلي المنزل فترجـلت أروي من السيارة قائلة بإمتنان : شكـرا علي اليـوم الحلو ده ، من أحلي اوقاتي فعلا
رمقهـا بنظرة حانية عاشقة لـ أول مرة تراهـا في عينيه ، ثم قال هامساً :
أنا الي سعيد باليوم ده والأكل الحلو الي عملتيه تسلم ايدك يا أروتي ..
إتسعت إبتسامتهـا ، وهي تقول مُستغربة : أروتي ! .. أول مرة حد يقولي كده
بادلهـا الإبتسامة ، ثم قال مازحاً : أحسن برضو ، عشان تبقي أروتي أنا بس ..
تنهدت بسعادة وهي تتطلع إليـه بخجل فقـال وهو يُدير محرك القيادة : يلا إطلعـي ، تصبحي علي خير ..
قالت بحب : وأنت من أهـله ..
إنصرف أمير لتصعد أروي إلي الاعلـي ، فتحت الباب وولجت إلي الداخـل لتبحث عن شقيقتها وهي تهتف : سهيلة ..
آتاها صوت سهيلة الحزيـن وهـي تخرج من الغرفة تقول : حمدالله على السلامه يا أروي ..
إتجهـت إليهـا أروي ، ثـم قالت بقلق : في ايه يا سهيلة ؟
إنسابت العبرات من عينيها لا إرادياً وهي تتطلع إليهـا في صمـت ، بينما خفق قلب أروي بخـوف وتابعـت : في ايه يا سهيلة اتكلمي مالك بتبكي ليه ؟
أجابتهـا بصوت باكـي مُتـألـم : سامي نصبلي فـخ يا أروي وأنا بكل سهـولة وقعت فيه ..
قطبت أروي ما بين حاجباها وتابعت في توتر متسائلة : ازاي قوليلي ؟؟؟
قصـت سهيلة علي شقيقتهـا ما حـدث ، حتـي إتسعـت عينيها قائله في صدمة : الواطي الحقير ، ربنا ينتقم منه ..
تحدثت سهيلة بقلة حيلة ؛: أنا مضطرة أرجـع تاني يا أروي
حركـت أروي رأسها بعنف وهي تتابع بعصبية : لأ .. لا مترجعيش للنار تاني برجليكي يا سهيلة ، أرجوكي متسمعيش كلامهم !
أردفت سهيلة ببكاء : والصور بتاعتي ؟؟؟ وأنتي ؟ .. أنتي يا أروي لما أمير يعرف الحقيقة ؟؟؟ قوليلي ايه الحل أنا خلاص يأست وفقدت الامل في كل حاجة !
إنهمـرت العبـرات من عيني أروي لترتمي علي الأريكة باكية بمرارة !!
ثم صاحت من بين بكاؤها : ليه ، ليييييييه كل ده يحصلنا ليه هو احنا مش بني آدمين لينا مشاعر وبنحس ، ليه الدنيا معاندة معانا ياربي أنا تعبت تعبت .. خلاص مش قادرة
إختلطت دموع الأختان .. وكلا منهما تتألم وقلبها يتمـزق ، .. معاناه .. عذاب .. ضياع .. هذا ما تشعرا به الأثنتين ..
هدأت سهيلة قليلاً وهي تمسـح عبراتها ثم قالت بجمـود : أنا لازم أرجـع ، لازم .. لو مرجعتش إحنا الاتنين هنضيع يا أروي .. لكن لو رجعت علي الأقل هسكت سامي من ناحيتك .. وأنتي المهم .. أنتي الي لازم تعيشي .. أنا خلاص مش مكتوبلي أنضف يا أروي
إندفعت أروي نحوها ثم عانقتها بقوة لتقول من بين بكاؤها المرير : لا يا سهيلة ، متسبنيش وتروحيلهم .. أنا خايفة .. خايفة أوي متسبنيش لوحدي ، أبوس ايدك متمشيش أنا عاوزاكي معايا ، عاوزاكي تنضفي وتعيشي حياتك أرجوكي
ربتت سهيلة علي ظهرها بحنان .. ثم قالت بهـدوء : نفسي .. نفسي يا أروي ، بس أعمل إيه نصيبي وقدري كده .. !
قالت أروي بإصرار : تعالي نفكـر في أي حل ، فكري معايا ممكن نلاقي حل للورطة .. تعالي ننام دلوقتي وبكرة نشوف هنعمـل ايه ، ماشي
أومأت سهيلة رأسها بيأس وقالت : ماشي ..
.......................
أنت تقرأ
حبيبتي الكاذبة - الكاتبه فاطمة حمدي
Lãng mạnجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه فاطمة حمدي اسم صفحتها على الفيس بوك (قصص "فاطمة") (مقدمة) نشأت في حياة فاسدة لتعاني وتتألم وتحاول الفرار حتي ظهر في طريقها ، فتمسكت به وكأنه طوق النجاة ،لكنها لم تكن صادقة من البداية وخدعتهُ دون عمد بعد أن عِشقها بكل...