أغلق أميـر باب السيـارة بعنف بعد أن أدخل أروي ، ثم إلتفت ليستقل بجانبها و هو يقول بحـدة :
- عاجبك الي حصل ده ؟؟ ..
بكت من إسلوبه العنيـف وغضبه ذاك ، ثم دفنت وجهها بين راحتي كفيها دون أن تجيب عليـه !
زفـر هو بحدة وضرب المحرك بيده ثم مسح علي رأسه بعصبيـة .. !
رفعت أروي رأسها لتقـول من بين بكاؤها : روحني من فضلك بقي ، مشيني من هنا ، أنا مش عارفه أنت بتزعقلي ليه أصلا !!
زمجر أمير ثم هتف : يعني غلطانة ومش عاجبك كمان ! ... هو أنا يعني بقولك متخرجيش بره الشركة ليه ؟؟ الحق عليا إني خايف عليكي أصلا
نظرت له عقب أن أنهي جملتـه ، ثم إبتسمت بتلقائية وهي تمسح دموعها ببراءة ..
تنهد أمير بغيظ قبل أن يردف عابسا :
- بتضحكي ليه دلوقتي ؟؟
أشاحت وجهها المبتسم بعيدا حيث نظرت من النافذة قبل أن تردف بخفوت : مش بضحك !
صمت أمير وهو يريد تعنيفها مرة أخـري ! .. لكنه تماسك إلي آن جاءت سيارة الإسعاف وحملوا ماجد ثم إنطلقوا به إلي المستشفي
بينما أدار أمير محرك القيادة وإنطلق هو الآخر بسيارته ..
سألته أروي بحذر : هو أنت هتروح وراه المستشفي ؟؟
أومأ لها برأسه ثم قال بجدية : أيوة ، بس الأول هنروح أنا وأنتي مشوار ..
قطبت ما بين حاجباها في فضول وتابعت : مشوار ايه ده ، وفين ؟
أجابهـا بجمـود : دلوقتي تعرفي ، بطلي رغي بقي !
ردت عليه بتذمـر : أوعي تكـون هتقتلني وتخلص مني !
ضحك رغما عنه بخفوت ، ثم قال وهو يتابع الطريق : مجنونة أنتي يا أروي .. !
إبتسمت بسعادة وراحت تنظر من النافذة وهي تتنفس بعمـق .. !
..............وصلا بعد قليـل إلي ڤيلا كبيرة في منطقة من أرقـي ضواحي مدينة الأسكندرية ..
أسرع سعيـد ذاك الرجل كبير العمر بملامح مصرية بحتة ..
أطلق ترحيبا وهو يقول بصوتٍ عالِ : أهلا وسهلا يا أمير بيه ... ثم قام بفتح البوابة الحديدية.. ليدلف أمير بالسيارة ويقف قليلاً قائلا بإبتسامة : إزيك يا عم سعيد
أردف سعيد مبادلا إياه الإبتسامة : الحمدلله يا بيه ..
ترجلا الاثنين من السيـارة ، بينما إتجهـت أروي إلي أميـر وقالت بتعجـب وإستغراب : ايه ده ، احنا فين ؟
إبتسم قائلاً بصوتٍ أجش : تعالي معايا !
دلفا سويا إلي الداخل يتبعهما سعيد الذي فتح الباب الخشبي الكبير بالمفتاح الخاص به ..
ما إن دلفت أروي حتي إنبهـرت من ذاك المنظر والأثاث الراقي الفخم الموجود داخل هذه الفيلا .. ظلت تتلفت يميناً ويساراً بإندهاش إلي أن قال أمير بجدية : أخبار الڤيلا إيه يا عم سعيد
سعيد مجيبا بهدوء : كله تمام وعامل النظافة بيجي علي طول ينضف ويعمل اللازم وأنا كل يوم زي ما حضرتك شايف بحرسها ..
إبتسم أمير قائلاً : تمام ..
ليستكمل سعيد : تؤمرني بحاجة
رد أمير بإيجاز : الأمر لله ، شكرا يا عم سعيد إتفضل إنت ..
خرج سعيد فـ أغلق أمير الباب وإتجه إلي أروي يتأملها بعينيه المُشعتين .. مازالت تتأمل المكان بإعجاب واضح في نظراتها .. إلي أن آفاقت علي صوته الهامس : إيه رأيك ؟
نظرت له قائلة بتلقائية : جميلة أوي ، هي دي بتاعتك أنت .. ؟
أومأ لها برأسه ثم تابع مبتسماً : اها ، دي بتاعة بابا الله يرحمه المفروض اني أعيش فيهـا بس أنا أخدت شقة علي قدي وتكون كمان قريبة من الشركة ، ولما بتيجي عمتي بنعيش فيها لحد ما تسافر تاني ..
تنهدت طويلا بعمق وهي تقول بإعجاب : شكلها حلو وذوقها جميل أوي ..
إقترب منها وهو يقول غامزاً : دي الڤيلا الي هنتجوز فيها يا أروي ..
إرتبكت بشدة قبل أن تقول بتلعثم : نـ نتـ نتجوز
ضحك قائلاً : اها ، أومال يعني هحبك كده من غير جواز ؟
توردت وجنتيها بشدة عقب كلماته التي جعلت قلبهـا ينتفض نفضا ..
فـ إقترب منهـا أكثـر وهو يقول بمـرح : طب تعالي أفرجك علي باقي الڤيـلا بقي
سارت معه وهي تضع يدها علي صـدرها الذي أخذ يعلو ويهبط سريعاً ... شعور من نوع آخر جديد عليها تماما .. سعادة وحب وفرح ... أقسمت في نفسهـا أن لا تتخلي عن ذاك الأمير مهما حدث ستظـل تتمسك به بكُل ما لديـها من قـوة حتي حين يعلم كذبتـها .. هكذا وعدت نفسها وأقسمت !
......................
أنت تقرأ
حبيبتي الكاذبة - الكاتبه فاطمة حمدي
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه فاطمة حمدي اسم صفحتها على الفيس بوك (قصص "فاطمة") (مقدمة) نشأت في حياة فاسدة لتعاني وتتألم وتحاول الفرار حتي ظهر في طريقها ، فتمسكت به وكأنه طوق النجاة ،لكنها لم تكن صادقة من البداية وخدعتهُ دون عمد بعد أن عِشقها بكل...