الحلقة الرابعة والثلاثون : (الصدمات تتوالي )

7.9K 224 2
                                    


كان يقود سيارته بسرعـة جنونية وعيناه ظللت عليهما القسـوة يتذكر كل لحظاته معها لحظة لحظة ، هل فعلت كل هذا من أجل المال ، هل إلي هذا الحد كان مغفل ولم يكشفها في أي مرة كيف خدعته بهذه الطريقة !! من أين آتي لها هذا الجبروت تنام بجواره وهي تخدعه ....
سيجن ... سيجن وعقله سينفجـر والنيران تشتعل بداخله ... ضرب علي المحرك وهو يقول بصدمة : لاء لاااااا !!!
ظل هكـذا إلي أن وصل إلي البيت ، ترجل من السيارة ببطئ وبخطوات متثاقلة سار .. وهو يتمني أن يكون كل هذا إدعاء علي حبيبته !!
دلف بعد أن فتح الباب بالمفتاح ، ليجدها تضحك بسعـادة مع نجـاة وماهيتاب .. وقف لبرهه يتأملهـا وأنفاسـه تتسارع وبداخله صـــراع !!!
لمحته أروي لتنهض وتتجه إليه قائلة بإشتياق : حبيبي ، لحقت تيجي ..
ثم توقفت أمامه بقلق وهي تري عبوس وجهه وملامحه الصارمة وعينيه القاسيتين تنظرانِ إليها بنظراتٍ لم تفهمها ولكنهـا قاربت علي فهمهـا !
فقال هو بصوتٍ جهوري ، وعيناه لم يطرف لها جفنا : تعالـي !
ثـم سار متجها إلي الدرج وإتبعته أروي وجسدها يرتعش من شدة الخوف .. هذا بالتأكيد علم بمصيبتي ...!!
بينما تعجبت نجـاة له ، وقالت بخفوت : ياتري في ايه !!
صعدا الإثنان ودلفا إلي الغرفة بعد أن أغلق أمير الباب بقوة لينتفض جسدهـا أثر صفعة الباب ..
تنهد بعمـق قبل أن يردف بهـدوء مُريب : إيه علاقتك بسامي ، وتعرفيه منين ؟؟
شعرت هي أن ساقيها تذوبانِ من تحتهـا ، وكل جزء في جسدها يرتعش بشدة ، صمتت .. صمتت طويلاً إلي أن قال مُكررا بصوتٍ أخافهـا : إيه علاقتك بسامي وتعرفيه منين ؟؟؟؟!!!!!!!!!!
إزدردت ريقهـا الذي جف فجأه ، وتابعت بصوتٍ مُتحشرج : سـ سـ سامي ، آآ ..
صفعهـا بقوة وقال جازا علي أسنانه بغضب عارم : لما أسألك تجاوبي عليا عدل ... ثم صاح بعنف : إنطقـــي !
أومأت رأسها بهستيريه وهي تضع يدها مكان الصفعة وأجابته بخوف شديد : والله ... والله أنا كـ كـنت هـ هحكيلك أنـ
قاطعها مرة أخري بصفعة أشد قوة وهو يصيح بعدم تصديق : يعني كلامهم صح !!!!!! كلاااااامهم صح وأنتي خدعتيني وخنتيني !!!!!!!!
ساد صمت مرعب بينهما وهو يطالعها بعدم تصديق ... الذهول هو سيد الموقف !! لا يصدق .. لا يصدق ..
قطعت هي الصمت حين قالت ببكاء مرددة بهستيرية : والله العظيم ما خنتك أنا كذبت عشان كنت خايفة والله هو الي قالي هـ.......
إنهـال عليها بالصفعـات المتتالية وسط صراخها وعويلها المتتالي ، خرج عن شعوره .. إنهار .. صُدم وجُرح كيف تجرأت وفعلت هذا !!!
بينما دخلت نجاة إلي الغـرفة وهي تلطم علي صدرهـا بصدمة من هذا المنظر .. أخذت تمسكه بكل ما أوتيت من قوة حتي تبعده عن أروي التي إنهـارت هي الأخري باكية ..
أبعدته عنها بأعجـوبة .. ثم صاحت بحدة : ايه يابني ، ايه في ايه الي جرالك البنت هتموت في ايدك معقولة الي بتعمله فيها ده !
حرك رأسه نافياً قائلًا بصرامة : لا مش قادر أصدق ازاي ... ازاي ... ازاي ... لينهار ويحطم كل شئ أمامـه ..
وقف فجأة وهو يُشير لها بسبابته وبصوت متصلب قال : حتة بت زيك تضحك عليا أنا !!! ده أنتي لبستيني العمة بقي !! ... عملتي الي محدش عمله كل ده ليه ليييييه عشان الفلوس .. !!
إندفـع نحوها بحركة واحدة وجذبها لتقف علي قدميها ثم نزع عن رقبتها السلسلة وقال بإهتياج : كل ده عشان الشبكة الألماس !!!! لدرجة دي انتي رخيصة .. !
حاولت أن تتكلم .. تدافع عن نفسها إلا أنه صاح بهـا وقال بشراسة : أنتي طـ ....
سرعان ما وضعت يدها علي فمه قائلة برجاء من بين شهقاتها : لأ .. لأ ... أبوس رجلك متقولهاش .. بالله عليك ما طلقني وتسبني أنت متعرفش حاجة ... أنا مخنتكش يا ..
إلا أنه دفعـها بقوة لترتطم بالأرض وتقول نجاة بصدمة : يابني انت ايه الي جرالك حد يفهمني ، براحة مراتك حامل وكمان عاوز تطلقها لا لا
حاول أميـر أن يهجـم عليها مرة ثانية لكن نجاة أمسكت به وساعدتها ماهيتاب حتي أخرجاته من الغرفة بصعوبة وهو يسب ويلعن ولاول مره يراه أحد علي هذه الحالـة المذريه ..
دفعهما بيده ليهبط الدرج تاركا البيت بأكمله .. لتدلف نجـاة إلي أروي وتساعدهـا حتي نهضت لتجلسا علي الفراش وتقول نجاة بإشفاق علي حالتهـا : يا حبيبتي ... قوليلي يابنتي ايه الي حصل وصل أمير لدرجة دي ؟؟؟
لم تجيبها أروي بل ظلت تبكي بنحيب وهي تدفن وجهها بين راحتي يديها ..
لتقول نجاة بتفهم وهي تنظر إلي إبنتهـا :
- أخرجي أنتي يا ماهيتاب ، سبينا لوحدنا شوية ..
بالفعل إنصاعت لها ماهيتاب وخرج مغلقة الباب خلفها ..
فعادت نجاة تسألها بفضول : إحكيلي إيه الي حصل ، متخافيش أنا زي أمك !!
ما كان من أروي إلا أنها مسحت دموعها المنهمرة وقالت بصوتٍ مرتعش: هحكيلك !
.............

حبيبتي الكاذبة -  الكاتبه فاطمة حمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن