الحلقة الثالثة والأربعون : (لقاء الأحبه )

9.8K 224 3
                                    


صف سيارته أمام منزل عمته ، وراح يترجل من السيارة وقلبه يخفق بعنف .. دلف من مدخل البناية وصعد الدرج بتلهف ، إلي أن وصل أمام الشقه ولم يتردد لحظه فطرق الباب بخفة ..
صدره يعلو ويهبط أثر صراع الأيام الماضية ..
بينما هي أسرعت نحو الباب تخشي أن لا يكون هو ومازال لا يسامح ولا يغفر !!
إزدردت ريقها بصعوبة بالغة وفتحت الباب لتصطدم عيناها بعينيه المشتاقتين ، خفق قلبها وإزدادت سرعاته ليسود صمت متوتر بينهما لا يجرؤ إحداهما علي شقه !! فقط لغة العيون تتحدث .. عتاب ولهفه وإشتياق !!
وأخيرًا تجرأت ونطقت إسمه الذي إشتاق هو لسماعه من بين شفتيها : .. آآ .. أمير
في أقل من ثانية كانت بين أحضانه معتصرا إياها بين ذراعيه ليدفن وجه في عنقها مستنشقًا رائحتها بعمق مُغلقًا عينيه بإستمتاع ..
لم تصدق هي أنها بين ذراعيه بالفعل ، هل سامحها !!؟ ..
إنفجرت باكية وهي تتشبث به بشدة تخشي إبتعاده مرة ثانية ، تعالت شهقاتها بمرارة وهي تهتف بلا وعيٍ منها : أنـ أنا أسفه .. أنا أسفه !!
فما كان منه إلا أن تقدم بها للأمام خطوة حتي يتمكن من غلق الباب بقدمه ، وعاد ليضمها ٱلي صدره رابتًا علي ظهرها برفق ..
لقد إشتاقت إلي لمسته الحانية ونظرته العاشقة فهل عُدت لي يا أميري من جديد ، هل مازلت تحبني هل انت بالفعل تعانقني !!
ليأتيها صوته متأوها بخفوت : اه يا أروي وحشتيني .. وحشتيني اوي ..
ثم أبعدها عنه برفق وأخذ يمسح دموعها بتنهيدة حارة ، فرفعت هي يديها تقبض علي كفيه وهي تقول مُتسائلة من بين بكاؤها : سـ سامحتني ؟
تطلع إلي عينيها ليقول بإبتسامة حانية عاشقة : مسامحك .. مسامحك يا أروي .. مسامحك من قلبي ..
ألقت بنفسها في أحضانه مرة ثانية معانقة إياه بقوة ثم تفوهت بخفوت : مـ مش مصدقه ، آآ أنت سامحتني و.. ورجعت تحبني ومش بتكرهني !؟
قال هامسًا : عمري ما كرهتك رغم كل الي حصل ، مكانتك في قلبي زي ما هي !
رفعت حاجبيها بدهشة وتراجعت للخلف قليلًا لتسلط عينيها علي عينيه وهي تقول بحزن : بس .. بس أنت قولتلي إنك بتكرهـ ...
وضع سبابته علي شفتيها مانعا إياها من الحديث ، ليقول بجدية : كنت بقول أي كلام عشان كنت مجروح منك يا أروي مكنتش عارف أنا بعمل ايه ولا عاوز إيه ، كنت ضايع !!
أنا آسفة ! .. قالتها بصدق وندم نابع من قلبها الحزين ، فإبتسم هو وإحتضن وجهها بين كفيه ليمسح بإبهامة تلك الدموع الحارقة ..
ثم قال بتنهيدة مؤلمة : أنا كمان قسيت عليكي بس كان غصب عني ، لو كنتي قولتيلي كنت هقف جنبك وبرضو هحبك ! بس خلاص أنا مسامحك وهننسي الي فات يا ... يا حبيبتي !
إبتسمت بإتساع لسماعها هذه الكلمة الغالية علي قلبها .. حمدت ربها مرارا بداخلها علي هذه النعمة التي كادت أن تضيعها من بين يديها..
عانقته مرة ثانية بحنان بالغ والفرحة تغمر قلبها ، إستنشقت رائحته الرجولية وهي تمرمغ رأسها في كتفه لتتفاجئ به يحملها وتشتدد ذراعيه عليها هاتفًا بإشتياق : وحشتييييييني
أبعدت هي رأسها عن كتفه وراحت تسند جبينها علي جبينه قائلة بمشاكسة : مش أكتر مني ده أنا كنت هموت عليك يا أميري ..
غمز لها بحب ولينتهي وقت الكلمات ليأخذها في عشقه الخاص .. عشق الأمير فقط ..
.............................

حبيبتي الكاذبة -  الكاتبه فاطمة حمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن