الحلقة الخامسة والأربعون : ( لحظة دفئ )

8.8K 218 3
                                    


بعد إصرار وتصميم من "مصطفي" بأن يلتقي بـ سهير حتي يعرف لماذا فعلت هذا في فتياته ..
لبي سليم رغبته ، وذهب معه إلي مركز الشرطة ، ليجلس سليم علي كرسيه ويجلس مصطفي قبالته وهو يقول بجدية : يلا يا سليم !
أومأ سليم برأسه متنهدا وقال بتحذير بعض الشئ : ماشي يا عمي بس إمسك أعصابك من فضلك وبلاش تهور !
قال ممازحا يحاول كبت النار التي تنهش قلبه : والله هتديني أوامر علي أخر الزمن يا سليم بيه ..
ضحك سليم يإيجاز ثم هتف مناديا علي العسكري ، وأمره بإصطحاب سهير إلي هنا ، بالفعل ذهب العسكري إلي الزنزانه وعاد بعد قليل بصحبة سهير ..
تركها وخرج لتبتسم سهير بتهكم ، بينما قال سليم بحدة ؛ إقعدي !
سارت إلي المقعد المقابل لـ مصطفي وجلست وما أن نظرت إلي وجهه صُدمت ، وصرت علي أسنانها بغضب ثم هتفت بحقد : الدكتور مصطفي كارم هنا بنفسه !!
إستغرب مصطفي من حديثها الوقح ، ليردف بغضب جلي : بقي أنتي الي خطفتي ولادي وحرمتيني منهم السنين دي كلها !!! ده أنا هوديكي في ستين داهيه ..
رمقته بنظرات شرسة ، قبل أن تردف بتشفي : جربت حرقة القلب ، أنا بقي أخدت منك عيالك عشان أحرق قلبك وأنتقم منك !
قطب مصطفي مابين حاجباه بإستغراب تام ، ثم هتف بغضب عارم : يعني أنتي كنتي متعمدة تخطفي ولادي أنا بالذات وتحرميني منهم ؟؟؟
أومأت رأسها بإستفزاز ، لينهض مصطفي من مقعده وينقض عليها كالأسد الثائر قابضا علي عنقها بعنف وهو يهتف : هموتك .. أنا هخنقك بإيدي !
هب سليم مندفعا نحوه ليمسك به بقوة وهو يقول بتوسل : عمي الله يخليك سيبها .. إبعد يا عمي هتودي نفسك في داهية ..
لم يصغي له مصطفي بل كان يقبض علي عنقها أكثر بحجم الآلام التي مزقت نياط قلبه طوال سنوات وسنوات ..
أصاب سليم الذعر حين وجدها تسعل وقد ظهر اللون الأزرق علي وجهها ليبعد عمه بكل ما أوتي من قوة ، وبالفعل نجح في إبعاده عنها بصعوبة بالغة ، فـ ظلت سهير تسعل بشدة وصاح سليم بغضب : يا عسكري تـ....
قاطعه سليم بصرامة : لازم أعرف هي عملت كده ليه ، أخدت مني ولادي ليه .. الحقيرة
هدأت سهير أخيرا وأخذت تلتقط انفاسهـا، لتنظر له وتتابع بهدوء قاتل : كُنت عاوز تقتلني زي ما قتلت أختي !
إتسعت عيني مصطفي متسمرا في مكانه وهو ينطق : أختك ! .. أختك مين ؟؟
بينما صُدم سليم ، الذي أشار للعسكري أن يخرج من المكتب ، ليهتف بصرامة : يقتل ايه ، أنتي مجنونة يا ست أنتي !
صاحت سهير بغضب جلي : لا قتل .. قتل أختي يوم ما روحنالوا عشان يعملها عملية إجهاض ورفض .. رفض عشان مكانش معانا فلوس وأختي ماتت .. ماتت بسببه
حالة من الذهـول سيطرت عليه ليشرد بذهنه منذ عشرون عاما منذ أن كان في ريعان شبابه وعمل بأحد المستشفيات الشهيرة الخاصة بالنساء والتوليد كونه طبيب أمراض نساء ..

فلاش باك ..

- أنا آسف .. أنا مبعملش عمليات إجهاض ، ده شغل حرام أنا مليش فيه !
أردف مصطفي بتلك الكلمات في حين قالت سهير بتوسل : يا دكتور الله يخليك طيب هنستلف فلوس وندفعلك الي إنت عايزو بس إعمل العملية ، أختي هتتفضح !
حرك مصطفي رأسه بنفي تام : أنا مبتكلمش في فلوس يا أستاذه ، أنا كطبيب ضميري يمنعني من إجراء عملية إجهاض ، خصوصا إن أخت حضرتك مريضة بالقلب وأنا مش هخاطر بحياتها ولا بإسمي وسمعتي ! زائد إني طبيب عندي شرف !!
حاولت معه سهير مرارا وتكرارا لكنه رفض رفضا تام ، لتنهض وتخرج بعد أن رمقته بنظرات قاتله لكنه لم يبالي ..

حبيبتي الكاذبة -  الكاتبه فاطمة حمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن