في فيلا زياد ..
نهض زياد من فراشه بتكاسل فلم يجد دارين بجواره ، ولم تقوم بإيفاقته كعادتها كل يوم ، فعقد حاجبيه بإستغراب ، ونهض ليدلف إلي المرحاض ، ومن ثم خرج بعد قليل بعد أن إغتسل وتوضأ ليصلي صلاة الضحي ..
ثم إرتدي ملابسه وخرج من الغرفة باحثًا عن زوجته ليتقابل مع ماهيتاب التي قالت بإبتسامة : صباح الخير يا زيزو
بادلها الإبتسامة وهو يقول : صباح النور يا ماهيتاب ، هي دارين فين .. ؟
ماهيتاب بهدوء : معرفش هي مش جوه في الأوضة ؟
زياد بنفي : لأ مش جوه .. ثم توجه ناحية الدرج وهو يقول بقلق : هشوفها يمكن في المطبخ !!
هبط الدرج ليتجه إلي المطبخ فلم يجدها أيضا ، فإزداد قلقًا وهو يهتف : مش جوه ، إومال راحت فين !!
قالت ماهيتاب : يمكن خرجت تشتري حاجة ..
زياد بجدية : من إمتي وهي بتخرج من غير ما تقولي ..
أنهي كلامه وإلتقط هاتفه من جيبه ليهاتفها ..
وضع الهاتف علي آذنه وإنتظر حتي يأتيه الرد منها ، إنتظر طويلا فلم ترد ..
ضغط علي أسنانه بغضب وهو يقول : مبترديش كمان ، يا دارين !! .. طيب بس لما أشوفك ..
أردفت ماهيتاب : إهدي يا زياد يمكن خرجت لـ أمر ضروري !
مرت ساعة.. ظل زياد يسير ذهابًا وإيابًا بقلق بالغ وعصبية شديدة ..
إلي أن وجدها أخيرًا تفتح وتدلف من الباب بصحبة السيدة نجـاة ..
أسرع زياد نحوها وعينيه تتوهج غضبا ، جذبها من ذراعهـا وهو يهتف بعصبية : كنتي فين ؟؟ وإزاي أصلا تخرجي بدون إذني ؟!
قالت دارين بخوف : زياد آآ...
قاطعها زياد بحدة : نهارك مش فايت معايا أصلا !
بينما قالت نجاة بإبتسامة : صلِ علي النبي يا زيزو ، أنا الي قولتلها متقوليش لزياد والله هي ملهاش ذنب ، أنا قولتلها علي ما يصحي نكون جينا ..
زياد بغضب : تكونوا جيتوا منين يا ماما ؟؟
هتفت دارين سريعًا : من المستشفي ..
زياد بقلق ممزوج بالغضب : مستشفي ليه ؟
أسرعت نجاة تقول : أبدا يا سيدي دارين حامل وهتبقي أب عن قريب وحبينا نعملهالك مفاجأة ..
شعر زياد بالفرحة تغمر قلبه ، لكنه لم يرخي ملامح وجهه الصارمة ، حيث قال بجدية : بس الي عملتيه غلط يا دارين ، ومش هعديهالك ، ومتتكلميش معايا نهائي مفهوم ولا لأ ؟
أمسكت دارين يده وهي تقول بتوسل : لا يا زياد الله يخليك ، والله أنا آسفة حقك عليا ، أنا فعلا غلطانة ومش هعمل كده تاني ، والله حبيت أعملك مفاجأة لما تصحي من النوم بس ..
بينما هتفت ماهيتاب وهي تصفق بيدها بسعادة : هيييه هبقي عمتو وهيبقي عندنا نونو ألعب بيه ..
كاد زياد أن يضحك لكنه قال بجدية مصطنعة : إسكتي إنتي كمان إحنا في إيه ولا إيه ؟ بنتكلم جد وأنتي عاوزة تلعبي بالنونو ، محدش هيلعب بيه غيري أصلا !!!!
قهقهت نجاة قائلة من بين ضحكاتها : أنت ملكش حل يا زياد
بينما ضحكت دارين وهي تدفن وجهها في كتفه ، ليقول زياد رافعًا أحد حاجبيه : بتضحكي علي إيه يا دارين ، قولت مخاصمك !
دارين برقة : أنا آسفة يا زيزو ..
أشارت نجاة إلي إبنتها ماهيتاب وهي تهتف : تعالي يا ماهي نحضر إحنا الفطار ..
بالفعل ٱتجهتا إلي المطبخ وتركتا زياد ودارين بمفردهما ..
رفعت دارين وجهها عن كتفه وهي تقول بخجل : حقك عليا يا زياد ، والله أول وأخر مرة أخرج من غير ما أقولك ولو عملت كده تاني إبقي خاصمني براحتك ماشي .. ؟
حرك زياد رأسه بنفي ، لتردف دارين : طيب حقك عليا طاه !
- طاه ! قالها بجدية وهو يتابع : يعني غلطانة وبتهزري صح ؟
أومأت ضاحكة : ما إنت الي علمتني ، وبعدين أنا كنت عاوزة أعملك مفاجأة والله يا زياد قولت لما تعرف إني حامل مش هتتعصب كده ..
صمتت قليلًا ثم تابعت : ولسه عندي مفاجآت تاني كتيييير ، بس مش هقولك إلا لما تصالحني الأول ..
زياد بإيجاز : مصالحك ، يلا قولي
دارين بتذمر : لأ صالحني بذمة عشان خاطري ..
ضحك زياد رغما عنه ، ثم قبل وجنتها برفق وإنتقل إلي وجنتها الأخري يقبلها بتمهل ، وهو يهمس : حلو كده يا ست دارين ؟
أومأت دارين برأسهـا وقالت مبتسمة : حلو أوي ، بص بقي المفاجأة الأولي ..
صمتت وهي تمسك يده وتقول بمرح : هيبقي عندنا إتنين نونو مش واحد بس ..
رفع زياد حاجباه في دهشة ، ثم تابع بتساؤل : أنتي حامل في توأم ؟؟
أومأت دارين بسعادة ، ليبتسم زياد بإتساع ثم جذبها إلي أحضانه معانقا إياها بقوة وهو يهمس : الحمدلله والشكر لله ، أنتي متأكدة يا دودو ؟
قالت دارين مؤكدة : اه والله ، أنا روحت المستشفي عشان أعمل إختبار وكمان سونار
أبعدها زياد عنه قليلًا وراح يطبع قبلة فوق جبينها ، ثم قال بفرحة : مبروك يا حبيبي ، ثم قال في تساؤل : فين باقي المفاجآت بقي ؟
نهضت دارين قائلة بحماس : غمض عيونك الأول يا زيزو ..
زياد ضاحكا : ليه يا مجنونة هتعملي إيه ؟؟
دارين بتصميم : غمض بس وأوعي تفتح عشان خاطري .. ماشي ؟
اومأ لها ثم أغمض عينيه وهو يبتسم ، بينما ركضت دارين إلي المرآه وهي تمسك بيدها حقيبه صغيرة ، ثم أخرجت منها نقاب وإرتدته علي عجالة، ليهتف زياد بنفاذ صبر : خلاويص ؟
هتفت دارين بمرح : لسه ..
إنتهت من إرتدائه وهي تنظر إلي نفسها برضا ، ثم عادت تتجه إلي زياد وقالت بسعادة : خلاويص .
فتح زياد عينيه ليراها هكذا ، إبتسم بإتساع وقال : ايه ده ، نقاب يا دودو
أومأت دارين ثم دارت حول نفسها بفرحة وهي تقول : إيه رأيك يا زيزو .. ؟
أجابها زياد بإعجاب : جميل يا حبيبتي ، ربنا يحميكي ليا ويباركلي فيكي ..
إرتمت دارين في أحضانه ، ليربت زياد علي ظهرها برفقٍ وهو يهمس لها : إنتي أحلي حاجة في حياتي يا دارين ..
..................
أنت تقرأ
حبيبتي الكاذبة - الكاتبه فاطمة حمدي
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه فاطمة حمدي اسم صفحتها على الفيس بوك (قصص "فاطمة") (مقدمة) نشأت في حياة فاسدة لتعاني وتتألم وتحاول الفرار حتي ظهر في طريقها ، فتمسكت به وكأنه طوق النجاة ،لكنها لم تكن صادقة من البداية وخدعتهُ دون عمد بعد أن عِشقها بكل...