الحلقة الثامنة والعشـرون : (حنين و إشتياق )

7.1K 196 1
                                    


تحولـت مـلامـح أميـر إلـي الغضب سريعـا وهو يرمقهـا بحدة ، ثم هتـف بعصبيـة : ماهيتـاب ! ..
إيه الي أنتي بتقوليه ده ، إتجننتي ولا إيه ؟؟
كذلك قال زيـاد بعتـاب : عيب يا ماهيتاب ، إعتذري منها !
حركـت ماهيتاب رأسهـا بإعتراض قبل أن تردف بصوت باكي : مش هعتذر ، هي إيه الي جايبها معانا مش فاهمة أنا
لم تعرف أروي ماذا تفعـل أو تقـول فإلتزمت الصمـت وهي تطالعـها بإستغراب ..
بينما قال زياد بغضـب : ما هيتاب عيب الي بتعمليه في ايه مالك ..
تركتـه وإستقلـت السيارة ، ليقـول زيـاد بإحراج : معلش يا أروي ، متاخديش علي كلامها دي صغيرة ومش فاهمة بتقـول ايه أصلا ..
أومأت له أروي وقالت مبتسمة : حصل خير ..
أشـار لها أمير ، حتي تدخل السيارة بالفعـل دخلت وإلتف أميـر ليجلس جوارها ، وكذلك إستقل زيـاد سيارته ، ليردف بحدة : أنتي قليلة الأدب يا ماهيتاب ، ولما تيجي ماما هقولها علي الي عملتيه ده ، عشان تربيكي ..
إنفجـرت ماهيتاب باكية ولم ترد عليه وهي تطلع إلي أمير الذي أدار سيارته وإنصـرف .. ليقود زياد هو الآخر سيارته وينطلق خلفـه .. !

...................
نظر أميـر إلي أروي الصامتـة تنظر من النافذة بضيق .. تنهد قبل أن يتابع هامسا :
متزعليش يا أروي حصل خير
ردت عليه بخفوت : مش زعلانة
فـ قال بمراوغة : لأ زعلانه
نظرت له وقالت بحنق : علي فكرة ، ماهيتاب شكلهـا بتحبك !
صدمته الكلمة ، ليعقد حاجباه وهو يقول مستغربا : بتحبني ! .. ايه الهبل الي بتقوليه ده يا أروي ، ماهيتاب دي بعتبـرها أختي وهي كمان
ردت بغضب : أنت بتعتبرها كده إنما هي لأ
مط شفتيه بإستنكار ، ثم أردف بجدية : لا الي بتقوليه غلط ! .. وحتي لو صح أنا مليش دعوه ..
عقدت أروي ذراعيها أمام صدرها وهي تهز ساقيها بضيق ..
ليردف أمير رافعا أحد حاجبيه : بتغيري عليـا ؟؟
قالت بمشاكسة : لأ ..
فـ قطب جبينه بتذمر ثم تابع : أحسن برضو .. وأنا كمان مبغيرش عليكـي ..
رمقته بنظرات مغتاظه ، وهي تضغط علي شفتيـها بحنق ، بينما هو نظر لها بطـرف عينه حتي يثير إستفزازهـا أكثر ..
....................

في منـزل السيدة كوثـر ..

تعالت أصوات الزغاريد والأغاني الشعبيـة ، فاليـوم هو حفـل زفاف سلمـي ، وخالد ..
بينما صعـد ماجـد بصحبـة مايـا ليدلفـا إلي داخل الشقـة ويتجه إلي والدتـه ، قائلاً بحذر :
- ماما ، عاوز أعرفـك علي مايا ..
عقـدت كوثـر حاجباها وهي تطلـع إلي تلك الفتاة ذات الملامح الأنثوية المحددة بمساحيق التجميل وجسدها الممتلئ إلي حد ما ومما زاد إظهار مفاتنهـا تلك الملابس الضيقة المُلتصقة علي جسدها ..
لتسمـع صوتهـا المُدلل وهي تقول : هـاي طنط
رمقتهـا كوثـر بإشمئزاز ، لتردف بحدة : أهلا ، ثم تابعت وهي تنظر إلي ولدها بغيظ : مين دي ؟
أجابهـا ماجد مبتسما بلا مبالاه : دي مايا ، الي بحبهـا وناوي أتجوزهـا إن شاء الله
صُدمت كوثـر مما يقوله ماجد ، فقالت حانقة: تتجوزها ؟!!!
أومأ ماجـد برأسه وهو يغمـز إلي مايـا ، التي هتفت بتساؤل : أومال فين العروسة يا طنط عاوزة أتعرف عليها ..
ردت عليها كوثـر بنفاذ صبر : في الكوافير !
إبتسمت مايـا بحمـاس ، ثم أردفت : أوك ، حيث كده بقي لازم أعمل معاكم الواجب يا طنط ..
أنهـت جملتهـا لتتوجه إلي تلك الفتيات اللاوتي يرقصن ويتمايلن بخفـة ، لتشاركهن الرقص وهي تمضغ علكتهـا مما أثار دهشة الجميع ..
لتتسع عينا كوثـر وهي توكز إبنهـا الذي كان يُصفق لهـا وكأنـه فخورا بما تفعـله !
هتفت بحدة : ايه البلوي دي ، يخربيتك ، أنت يابني ناوي تجبلي الجلطة !!!!
زفـر ماجـد بتذمـر : يا ماما في ايه بقي ، أنا عاوز اتجوز وأريح ، اظن هتعارضي في دي كمان !!
وكزتـه كوثـر مرة أخـري وهي تريد قتله من شدة غيظهـا منه ، لتردف بغضب : أيوة هعارض ، ده أنت خلاص خلتني مبقاش ليا وش .. أخص عليك وعلي تربيتك ..
رد عليها ماجد بوقاحته المعهـودة : هتجـوزها يا ماما وافقتي أو لا !!!
ليتركها ويتجـه إلي مايا ..
وتقف الأم مصـدومة من ذاك الذي يُسمي إبنهـا وسندهـا في هذه الدنيـا !!!!!!!
..................

حبيبتي الكاذبة -  الكاتبه فاطمة حمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن